أسطول من العربات تجوب شوارع العاصمة وعليها لافتات تحذير تقول (احترس.. سائق تحت التمرين)، هنا يتحاشى البعض القيادة جوار الرتل الميمون وكأن التحذير مؤشر إلى موت داهم، وأن السائق لا يزال تحت (خط فقر) المعلومات الكافية التي تؤهله للقيادة المحترفة في الشوارع العامة. بعض السائقين أبدوا غضبهم على مدار تعليم القيادة، حيث يرون أن هناك زحاماً ومضايقة، فيما يرى أصحاب المدارس أن هناك حقاً للمتعلم أن يقود في الشارع العام كي يستطيع الحصول على الرخصة التي تؤهله لقيادة مركبته الخاصة. حركة بطيئة ذات نهار يلفح الوجوه بهجيره صرخ أحدهم في وجه الفتاة التي تقود العربة إلى جوار عربته قائلا: "اتعلمي السواقة في ميدان حلتكم ما تخاطري بأرواح الناس"، بدا غاضباً وحاداً في لغته الزاجرة لتلك المتدربة الجديدة على القيادة، وكأنه ولد وبيديه (مقود). في السياق حكي عمر حسين سائق حافلة (الكلاكلة – الخرطوم) ل (اليوم التالي) بعض المواقف التي مرت به خلال فترته التي قضاها (تحت التمرين)، ومدى تعاون السائقين المحترفين معه، فقال: (تحذير.. سائق تحت التمرين) يجعل السائق منا في حالة تخطٍّ وزيادة في السرعة نسبة لبطء حركة المتدرب، مما يسبب إما ازدحاماً وإما حوادث في بعض الأحيان. وأضاف: يجب أن لا يتعلم المبتدئون في الشوارع الرئيسة، فعليهم الذهاب للميادين والشوارع الهادئة حفاظاً على سلامتهم وسلامة الركاب، مشيرا إلى أن هناك من يتوجس من القيادة في بداياته مما يتسبب في بعض المشاكل المرورية. وأردف: هناك من لم يحفظ القواعد فتجده يرمي إشارته شمالا ويريد أن يتجه يمينا وهنا ضمان لحادث سير. لفت الانتباه من جهته، قال الطاهر الطيب – موظف – ل (اليوم التالي): هناك بعض الشباب الذي وصفهم ب (الطائشين) يسعون إلى لفت الانتباه أو من باب الفكاهة تجده يلصق في الزجاج الخلفي لسيارته (تحذير.. سائق تحت التمرين)، وهذا ليس صحيحا. وأشار إلى أن ربما تجده (يفحِّط) في أحد الشوارع بذات السيارة، لذا نطلب من شرطة المرور النظر لمثل هذه النقاط. وأضاف: هناك تعاون حسب ما تطلب مدارس القيادة. وتابع: هناك بعض التجاوزات وخرق للقوانين حسب ما يروى، فتمنح بعض الشهادات من مدارس القيادة بحكم المعرفة والقرابة. أمان تام من ناحية أخرى ونفياً لما صرَّح به بعض سائقي المركبات العامة والخاصة، يقول النمير الفاضل من مدرسة الدقة في حديثه ل (اليوم التالي) عن اعتراض السائقين على مزاحمة عربات مدارس تعليم القيادة: عربات المدارس من أأمن العربات في الطريق العام، لأن هناك شخصين يتحكمان فيها فمن الصعب أن تحدث اصطدامات، لكنها ربما تسبب زحمة بسبب بطء القيادة، وهي بحسب وجهة نظره السرعة المثالية والمقدرة للسير في الشوارع العامة، مشيرا إلى أن اختيار المدربين يأتي بشروط، أولها أن يكون ماهرا وله القدرة على التحكم في الشارع، مضيفا أن التدريب يبدأ بطريقة نظرية لتعليم إشارات المرور والالتزامات المرورية للسلامة، ثم يأتي التطبيق العملي في الميادين الخارجية حتى يتعلم المتدرب القيادة وأساسياتها لينتقل فيما بعد للقيادة في الشوارع الهادئة ومن ثم الكباري والطرق الأكثر ازدحاما.