تشهد الساحة الداخلية والاقليمية حراكاً سياسياً محموماً، في انتظار القرار الأمريكي برفع العقوبات، ودخول السودان مرحلة جديدة في علاقاته مع البلدان الاوربية. على الصعيد الداخلي، هناك تحركات حثيثة لاستئناف المفاوضات بين الحركات المسلحة والحكومة، وإرهاصات بتشكيل حكومة وفاق وطني، إلا أن كل ذلك لم يلهب حماس بعض أطياف المعارضة باستغلال الأجواء وإقامة أنشطة سياسية، الأمر الذي يضع استفهامات أبرزها إدمان التحرك بردود الأفعال وانتظار ما يصدر عن المعارضة المسلحة والسلطات، ما يشي بعدم أهلية وقدرة المعارضة في التعاطي مع الراهن السياسي.. أمر متوقع رئيس الحزب اللبرالي ميادة سوار الدهب اعتبرت صمت المعارضة أمراً طبيعياً، وقالت هذه عادتهم وديدنهم، وأن المعارضة اعتادت على ركوب الموجة دون أن تصنع حدثاً، بل تنتظر الواقع السياسي. أضافت سوار الدهب أن هناك ترقباً لما تشهده الساحة من تشكيل حكومي، ولا أرى شيئاً جديداً، إذ أنها ستتحرك داخل مؤسساتها الجديدة إبان قيام حكومة الوفاق أو إحداث حراك داخل المؤسسات الحزبية، والمتابع للراهن يجد عدم استقرار في الساحة السياسية، إذ أن ما حدث بالحركة الشعبية قطاع الشمال له انعكاساته على قوى المعارضة، فالأولى لم تحسم ملف التفاوض، وبالطبع المرحلة المقبلة تتطلب مصداقية من الحكومة الجديدة وأن تكون ذات كفاءة وفاعلية لمتابعة توصيات الحوار وتنفيذ مخرجات الحوار من بسط للحريات، بجانب التجهيز المبكر للانتخابات. مرحلة جديدة يقول القيادي بحزب البعث العربي محمد ضياء الدين، أنه و من الطبيعي أن تتحرك المعارضة وفقاً للمتغيرات السياسية والتي تطرأ عليها تطورات في بعض الأحيان. وأعلن عن اجتماع مشترك الأسبوع الجاري لقوى الإجماع الوطني بين الهيئة العامة ورؤساء الأحزاب لمناقشة جملة من القضايا السياسية الراهنة. وقال ل(آخر لحظة) لا أريد أن أسبق الاجتماع ولكن سيكون له ما بعده دون أدنى شك، فهو سيحدد ملامح المرحلة القادمة، والجميع يعلم أننا غير معنيين بحكومة الوفاق، فلسنا طرفاً في الحوار ولا نتوقع منه إحداث جديد على الواقع الاقتصادي والسياسي وجميع المجالات. لا توجد حريات رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير يرى أن الحراك السياسي مُحاط بترسانة قوانين مقيدة، ورغم ذلك هناك أحزاب تتقدم الصفوف وتتصدر الأحداث. وقال: لا أعتقد أن التشكيل الحكومي القادم سيأتي بجديد، فالنظام الحاكم أعاد نفسه بطريقة جديدة بذات التسلط والسطوة القديمة، ولا توجد حريات مع صلاحيات جهاز الأمن والمخابرات، فما زال يتدخل في أي حراك سياسي، ولم ينفِ الدقير سكون المعارضة في الوقت الحالي. وقال إن المعارضة تستنفر طاقتها، فالحوار الذي جرى أثبت صدق رؤيتنا بأنه كلمة حق أريد بها باطل، فالنية في إعادة الاستحواذ على المناصب الأمامية على كافة المستويات الرئاسية والجهات السيادية، بجانب السيطرة الكبيرة على الجهازين التنفيذي والتشريعي. وأضاف الدقير لا بد من تسامي قوة السجون الصغيرة وأن تضحي الأحزاب حتى لو اختلفت رؤاهم في وسائل التغيير والتعبير، ويتطلب ذلك خطاباً واضحاً. أحزاب انتهازية وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية وائل أبو كروق جميع الأحزاب التي تتدثر باسم المعارضة بالانتهازية، وأرجع السكون بالساحة السياسية لعدم وجود قواعد لتلك الأحزاب، بجانب فقدان المواطن الثقة فيها باعتبار أنه جربها في العام 2013 ولكنها نأت بنفسها بعيداً عن قضاياه وتركته يدافع عن حقوقه بنفسه دون قيادة أو توجيه منها. وأضاف لا ننسى أن الوطني عمل على تكسير الأحزاب من الداخل وساهم في تشظيها والدليل على ذلك ما تشهده مؤسسات الأحزاب من انقسامات، صراع إشراقة وأحمد بلال، وما يحدث بين الميرغني ونجله، ومبارك الفاضل والمهدي من ناحية أخرى، ويعمل ذاك الانشقاق على إضعاف المعارضة، ويرمي الحزب الحاكم بالونة اختبار حتى يرى ردة فعل بقية القوى السياسية، وبمجرد الإعلان عن تقسيم الكيكة انشغلت الأحزاب بالمناصب والركض خلف الكراسي. وأضاف أبو كروق: وحسب تجاربه السابقة، أثبت الشعب أنه لا يأبه بشأن الواقع السياسي ولا يعير المعارضة أو الحكومة أي اهتمام لعدم ثقته بهم وتخطيه في الحوار الذي جرى بقاعة الصداقة، إذ أن الأحزاب لم تذكر قضاياه ولم تناقش ما يهمه، بصورة تنعكس على واقعه المُعاش..