بعد وصول رقاع الدعوة منفردة لبعض قيادات الأحزاب للمشاركة في اللقاء التشاوري بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا السبت المقبل، التي وزعتها الآلية الافريقية، بدا الأمر و كأنه يشي بأن نداء السودان ليست على قلب رجل واحد، وأن ثمة انقسام يصيب كيان التحالف، خاصة بعد تباين مواقفهم من الدعوة بين القبول أو الرفض، أو التأجيل بحسب مطالبة رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي. تبريرات الامام بالرغم من أن مطالبة الإمام بتأجيل اللقاء بسبب الربكة التى صاحبت توجيه الدعوة وتأخر وصولها إلى جانب سوء الأوضاع السياسية بالبلاد، والتي نتج عنها تعرض ممثلي بعض أحزاب قوى نداء السودان للاعتقالات، والتى اعتبرها الإمام في بيانه الذي أصدره بهذا الشأن، أنه يتعارض مع المطلوبات التي تم الاتفاق عليها مسبقاً، إلا أن قادة الحركات المسلحة لم يؤكدوا موافقتهم على مقترح الإمام بل اتهموه بأنه يسعى لسحب البساط من الآخرين وتنصيب نفسه رئيساً لنداء السودان، وذلك بعد أن دعا مكونات نداء السودان لعدم المشاركة في اللقاء التشاوري، مؤكدة أنه سيذهب إلى أديس أبابا بصفته رئيساً لحزب الأمة للقاء المسؤولين في الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي. موقف سابق إن مخاطبة المهدي للآلية لم يكن الأول من نوعه، بل أقدم الإمام على ذلك في (2016) عندما اقترح اللقاء التحضيري قبيل التوقيع على خارطة الطريق، حينها تطوُّع الإمام بصياغة الخطاب نيابة عن قوى النداء، ومن ثم قام بإرساله لهم بغية التوقيع عليه قبيل إرساله لإمبيكي، و لم يعترض قادة الأحزاب بالرغم من أنها خطوة لم يتم الاتفاق عليها مسبقاً، مع نداء السودان، وربما يتم تفسير رضوخ النداء لخطوة الإمام، وكأنه بغرض إغلاق أي باب يمكن أن يتهم به النداء، بالوقوف ضد جهود السلام والخروج من موقف محرج، وربما هذا ما يفسر وصول الدعوات من قبل الآلية منفصلة كل على حده هذه المرة. قضية قومية ولكن تأكيدات نائب رئيس الحزب الفريق فضل الله برمة بأن اللقاء التشاوري سيكون بين نداء السودان والآلية الإفريقية للتشاور لإيجاد حلول لقضية السودان باعتبارها قضية قومية، والتي طُرحت لها حلول سلمية من قبل عن طريق الحوار، وهو ما يبعد عن الإمام أصابع الاتهام السابق قليلاً، بل مضى برمة إلى أبعد من ذلك، حين أبدى استعداد التحالف للجلوس مع الحكومة حال رغبت في حوار جاد مع التحالف، شريطة أن يكون الحوار شاملاً و ليس ثنائياً، و قال في حديثه ل(آخر لحظة) إن هذا هو الحل الذي أقره مجلس الأمن .
انتظار الفرصة الخطوة التي يمضي فيها حزب الأمة تفتح باب التكهنات بأن الحزب يحاول أن يتزعم المعارضة نسبة لموقعه السياسي بالبلاد، إلا أن المحلل السياسي د. راشد التيجاني استبعد الخطوة، وقال: المهدي لن يجد هذه الفرصة في التحالف، وتوقع في الوقت ذاته انسلاخ حزب الأمة من التحالف، بل وصف موقفه بالضعيف بين أحزاب تحالف المعارضة، و هذا ما يفسر اتخاذه قرارات تعد متمهلة في كثير من المواقف السياسية، وأرجع التيجاني ذلك إلى انتظار الحزب للحصول على الفرصة المناسبة، و يرى التيجاني أن مطالبته للتأجيل لسيت للأسباب التي تم الإفصاح عنها، وإنما لاعتقاد الحزب أن الأوضاع بالبلاد ربما تنبيء بتغييرات محتملة، خاصة بعد الأوضاع الاقتصادية الاخيرة و الاحتجاجات التي نظمت مؤخراً. أما فيما يخص انقسام قوى نداء السودان فعده التجاني أنه من سمات نداء السودان منذ نشأته التي لم تشهد وفاقاً ملحوظاً، بل أكد أنه لم يأخذ صفة الكيان المتماسك، بل كثيراً ما تباينت مواقفه السياسية تجاه الأمور والأحداث . وكانت قوى نداء السودان قد وقعت على خارطة الطريق التي طرحتها الوساطة الأفريقية في العاصمة الأثيوبية في أغسطس عام 2016م، بعد عدة جولات مارثونية قامت بها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، ووقع من جانب نداء السودان، رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار، ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، بمشاركة دولية.. بيد أن الحوار بينها والحكومة فشل لتمسك كل طرف بموقفه من اللقاء التحضيري في أديس أبابا .