لم تكن جلسة الأمس المخصصة لسماع إفادات المحقق الجنائي مختلفة عن الجلسات السابقة في الحشد الكبير لحظة مواصلة جلسات قضية قتيلة المهندسين زوجة رجل الأعمال مهدي الشريف، والتي تواجه الاتهام بقتلها زوجة ابنها الطبيبة، ول الذي تضيق به جنبات قاعة المحكمة، وكان الملفت في هذه الجلسة الحضور الكبير للقضاة والمحامين، وظل العشرات منهم يتابعون الجلسة وقوفاً، ووسط إجراءات أمنية مشددة أُحضرت المتهمتين يتوشحن ثياباً سوداء تحت حراسة ثلاث شرطيات من إدارة الإصلاح والسجون، وعلى عجل أُجلسن داخل قفص الاتهام لمباشرة إجراءات المحاكمة قبيل حضور القاضي، وظلتا مطأطأتين الراس طيلة الجلسة التي استمرت لساعة ونصف الساعة، بينما ظل زوج القتيلة يرمقهن بنظرات مسروقة، وفاجأ المتحري الحضور بأنه لا يوجد شاهد على الإطلاق بمسرح الحادث لحظة وقوعه، ولا توجد بصمة بمعروض الاتهام الوسادة، لاستخدامها بعد الحادث ولم يجد آثار للمتهمتين لعرضها للمعامل الجنائية. منزل الجريمة المحقق مقدم شرطة خضر إبراهيم وصف مسرح الحادث عند مثوله أمام قاضي محكمة أم درمانجنوب مولانا إبراهيم عثمان بريمة أمس، وقال إنه بتاريخ 1/1/2018 حوالي الساعة الخامسة مساء زارت التحقيقات الجنائية المنزل الذي وقعت فيه الجريمة الواقع بمدينة المهندسين مربع 29، وقال إنه يتكون من طابقين وآخر أرضي يطل على شارع أسفلت على سوره سلك شائك، به بوابتين لإدخال السيارات أحداها لعربة المتهمة وزوجها والثانية لعربة مهدي الشريف، وأن المجنى عليها تسكن في الطابق الأراضي فيما تقيم المتهمة بالطابق الأول و يربط بينهما سلم داخلي . يوم الحادث المتحري قال إنه من واقع التحريات اتضح بأن المتهمة والمجنى عليها في يوم الحادث كانتا بمفردهما بالمنزل، وتناولتا وجبة الإفطار، وبعدها خرجتا مع جارتهما بالمنطقة ومن ثم عادتا، وقال إن المجني عليها أغلقت الباب بأقفال من الداخل، وتوجهت إلى غرفتها بعد أن طلبت من المتهمة التي كانت تجلس على السفرة بعد أن تفرغ من دراستها أن تغلق الباب المؤدي للسلم، إلا أن المتهمة وضعت الكتاب جانباً، وتسللت إلى غرفة المجني عليها، حسبما جاء في أقوالها بأنها فتحت باب الغرفة، ونفذت الجريمة وأخذت المبلغ من دولاب زوج القتيلة بالغرفة الثانية، ووضعته في الصندوق الخلفي، وخرجت بعربتها وتركت الأبواب مفتوحة لتمويه الجريمة، حسب ما جاء في أقوالها عند التحري قائلة: (عشان الشرطة لما تجي تقول دا حرامي) ، وتابع المتحري بأن المتهمة أفادت بأنها تجولت بسيارتها، ومن ثم توجهت لمنزل أسرتها ببحري، وسلمت المبلغ لشقيقتها المتهمة الثانية التي بدورها وضعت المبلغ على ثلاثة أجزاء، وقالت خوفاً من السرقة. وأضاف المتحري بأن أول شخص حضر فور تنفيذ الجريمة، هو ابن المجني عليها زوج القاتلة، إلا أنه لم يكتشف الحادث وخرج، مشيراً إلى ان زوجها هو الذي اكتشف الجريمة عقب صلاة المغرب، وقام بإبلاغ الشرطة. اعتراف مصور أشار المتحري إلى أن المتهمة سجلت اعترافاً قضائياً بمحكمة جنايات أم درمانجنوب، وكانت بحالة طبيعية، وأكدت خلاله بأنها ضربت المجني عليها بيدها وأصابتها بجروح في وجهها، وأن تقرير تشريح الجثة أكد ذلك، وقالت إن المجني عليها عضتها بأصبعها، إلا أنه لم يكن هنالك أثر، وأقرت بأنها ألبست المجني عليها كيساً على وجهها، وقامت بالضغط على رقبتها .. وقالت إنها قبل الحادث طلبت من شقيقتها مساعدتها في تنفيذ الجريمة لكنها رفضت. المتهمتان عندما طلب منهما تصوير مسرح الحادث وتمثيل الجريمة والاعتراف المصور، لم يرفضن ذلك وقمن بتمثيله دون ضغوط، وأن الثانية أرشدت فريق مسرح الحادث على المكان الذي تخبيء به المبالغ التي استلمتها من شقيقتها المتهمة ألاولى، وقسمت المبلغ لثلاث أجزاء جزء استأمنته خطيبها والثاني لصديقتها التي تعمل بأحدى الوكالات والأخير خبأته بالمنزل، وأضاف المتحري بأن المتهمتين تحت الحراسة بمكتب رئيس فرعية قسم أم درمان وليس بالحراسة، وأن المكتب مكيف ومهيأ للإقامة، وكانت كل طلباتهما مجابة، وأن الزيارة كانت مفتوحة لأسرهما والمحامين . إلى ذلك فرغت المحكمة من أقوال المتحري ومناقشته بواسطة طرفي الاتهام الأستاذ محمد الوسيلة والدفاع الأستاذ صديق كدودة، وممثل الحق العام وكيل نيابة أم درمانجنوب، وحددت جلسة منتصف مارس لسماع أقوال زوج القتيلة الشاكي في البلاغ .