من جديد بدأت أزمة الوقود في الظهور، وشهدت الخرطوم بالأمس تكدس أعداد كبيرة من المركبات بسبب عدم توفر الجازولين, وارجع عاملون بطلمبات عودة الأزمة لنقص حصتهم التي كانوا يتلقونها من جانب شركات التوزيع، فيما عزت بعض الشركات العاملة في مجال استيراد الجازولين، الأزمة نتيجة لإيقاف الاستيراد بسبب شح النقد الأجنبي، فيما يرى خبراء أن الأزمة بسبب الفشل الإداري محذرين في الوقت نفسه من مغبة استمرار الأزمة لاسيما أن الموسم الشتوي على الأبواب ويحتاج لكميات كبيرة من الوقود. تجدد الأزمة الجولة الميدانية ل(الصحيفة) أمس كشفت عن تجدد أزمة الوقود بالمحطات العاملة بالخرطوم، وعاد الاصطفاف مرة أخرى أمام المحطات للحصول على الجازولين, وعزا عاملون بالطلمبات أسباب عودة الأزمة إلى تقليل حصتهم اليومية التي كانوا يتحصلون عليها من جانب هيئة الإمداد، مما تسبب في ارتفاع أسعار المحروقات في السوق الموازي بشكل كبير، وقال مدير محطة وقود شمال بحري بخيت علي حسين ل(آخر لحظة) إن حصتهم من الجازولين انقطعت منذ الأسبوع الماضي، وبعد ذلك لم يصلهم أي دعم من الجازولين وقلل من وصول (3) بواخر جازولين، وأشار إلى زيادة الطلب على الوقود منذ نحو أسبوع، ولجوء بعض أصحاب المركبات إلى التعبئة بالوقود مرتين في اليوم بغرض التخزين خوفاً من نقص المحروقات. شح النقد الأجنبي من جانبها قالت وزارة النفط والغاز والمعادن، إن أزمة الوقود متعلقة بسبب تأخير الإجراءات المختصة باستيراد الجازولين بجانب عدم توفر وسائل نقل الوقود من ميناء بورتسودان لمناطق الاستهلاك، وقال مسؤول رفيع بوزارة النفط والغاز والمعادن، فضل حجب اسمه ل(آخر لحظة) إن عودة أزمة الجازولين سببها التأخير في الإجراءات المتعلقة بالاستيراد لشح النقد الأجنبي بجانب عدم توفر وسائل نقل كافية من ميناء بورتسودان لمناطق الاستهلاك أو التوزيع. الفشل الإداري الخبير الاقتصادي عبد العظيم المهل يرى أن تكرار أزمة الوقود أساسه الفشل الإداري الذي يلحق الدولة ممثلة في عدم المتابعة والتنفيذ للإجراءات في توقيتها وقال المهل ل(آخر لحظة) إن الحكومة صرحت بأن لها عائدات كبيرة جداً من الدولار ولا تعاني من شح في النقد الأجنبي، لذلك يجب عليهاً توفير الجازولين، ودعا لملاحقة ومعالجة الأزمة قبل أن تستفحل، مطالباً الحكومة الحالية بعدم تكرار الفشل والأخطاء السابقة. الأزمة مؤقتة بينما ينظر مراقبون للأزمة من زاية أخرى أكثر إيجابية، ويرون بأن ليست هناك أزمة حقيقية، وإنما هناك تقصير في عمليات الإمداد وإن حالة الهلع التي انتابت المواطنين جاءت من جراء كثرة الحديث عن الأزمة ومن تأثير ما حدث سابقا من شح في الجازولين الأمر الذي دفع أصحاب المركبات للتزاحم والوقوف في طوابير طويلة للحصول على أكثر مما يحتاجون من المواد البترولية وأضافوا أن السبب الحقيقي والرئيسي للأزمة هو ما يتم في مصافي النفط بسبب تأخر عمليات صب النفط الخام، نتيجة تأخر دفع المستحقات المالية لتلك الشاحنات، لذلك فإن الأزمة مؤقتة وسوف تحل بمجرد تفريغ الشاحنات لحمولتها في المصافي بمجرد الانتهاء من عمليات الصيانة السنوية التي تجرى بمصافي الخرطوم. أضرار الإشاعة الخبير الاقتصادي محمد الناير تساءل لماذا ازمة الوقود في ظل وضع سياسات جديدة لمعالجة الاقتصاد؟ وقال الناير ل(آخر لحظة) إن إشاعة أي خبر عن أي أزمة ليس من مصلحة الحكومة، وأضاف سيكلفها قيمة أكبر من الاستيراد، وطالب الناير من الجهات المسؤولة تدارك الأزمات، وقال يجب أن يدار الأمر بصورة تسهل طريق انسياب الوقود لكافة القطاعات الإنتاجية خاصة أن الموسم الشتوي على الأبواب.