أدى هجوم الثامن من رمضان الدامي الى استشهاد 7 أشخاص، ستة منهم من الثوار وإصابة أكثر من 300 آخرين من الثوار. وفي ذات الوقت، دعا المعتصمون بساحة الاعتصام المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير الى إعلان الحداد العام بالبلاد لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام وملاحقة المتورطين في قتل الثوار والضابط العسكري. واتهمت قوى الحرية والتغيير قوات الدعم السريع بقتل المتظاهرين في أحداث الثامن من رمضان التي راح ضحيتها "7" من الثوار. وعلى متاريس ساحة الاعتصام ووفق جولة ل"الإنتباهة" قضى الآلاف ليلتهم حراسة لها بعد محاولات فاشلة لإزالتها وفضها, وهتف حراس المتاريس طيلة اليوم (يا إنت يا وطنك.. جهز عديل كفنك). بالمقابل قالت لجنة الأطباء المركزية، إن هجوم الثامن من رمضان أدى لارتقاء روح الشاب محمد إبراهيم آدم 25 عاماً ليرتفع عدد الشهداء الى 6. واستشهد في وقت سابق كل من الشهيد محمد أحمد حسن، وشاب عشريني من ترس شارع النيل استشهد برصاص بالرأس والكتف. واستشهد أيضاً أحمد إبراهيم الذي أصيب بطلق ناري في الصدر، ومدثر الشيخ صاحب الثلاثين عاماً بسبب الإصابة بطلق ناري في الرأس، بالإضافة لضابط (رتبة رائد) بالقوات الشعب المسلحة استشهد بإصابة مباشرة بطلق ناري. وفي غضون ذلك استشهد شاباً كان يقود ركشة إثر تعرضه لإطلاق نار في الساعات الأولى من صباح الاثنين قرب مقر الاعتصام ونقلت مصادر أن الشاب وأثناء مروره بمقر الاعتصام أصيب بطلق ناري ليتم تدوين بلاغ وإحالته للمستشفى بموجب أورنيك 8 ج إلا أن الشاب استشهد متأثراً بإصابته، ليتم تدوين بلاغ تحت المادة 51 إجراءات بقسم الخرطوم شمال وتمت إحالة الجثمان للمشرحة وتسليمه لذويه عقب انتهاء إجراءات التشريح . وطبقاً لنشرة مركزية الأطباء على صفحتها الرسمية في (فيسبوك)، فإن هؤلاء سبقهم جميعاً في درب الشهادة عبر هجوم الاثنين الدامي، شاب عشريني لم يتم التعرف على هويته، وذلك إثر إصابته بطلق ناري في الصدر. ومن جهته أعلن الناطق الرسمي لتجمع المهنيين محمد ناجي الأصم في مؤتمر صحافي أمس، سقوط أربعة شهداء بصورة رسمية وإصابة أكثر من "200" بينهم "77" إصابة بطلق ناري بينها عشر إصابات خطرة، فضلاً عن "12" إصابة من القوات النظامية. واعتبر عضو الحرية والتغيير خالد عمر "سلك"، ما حدث نكسة تضع البلاد على المحك، متهماً قوات الدعم السريع بإطلاق الرصاص وأضاف: (الرصاص أطلق من سيارت تابعة للدعم السريع وأشخاص يرتدون زي الدعم السريع). في ذات السياق قال الأصم إن الخلاف مع المجلس العسكري حصر في نسب المشاركة في مجلس السيادة ومدة الفترة الانتقالية معلناً مواصلة التصعيد عبر الآليات السلمية، وأشار إلى أن شهادات المصابين أكدت بأن عربات الدعم السريع أطلقت الرصاص على المعتصمين. وفي داخل ساحة الاعتصام شاهدت "الإنتباهة" تزايد الحشود وإصرار الثوار على مواصلة سليمة الثورة ولتحقيق مطالب الثوار، ورددت طيلة اليوم مواكب متحركة أمس (أحنا منو ثوار رمضان - جاين لشنو جاين للموت)، و(ما راجع أنا لي مطالب جيبوا حكومة الحكم المدني ودم الكوز القتل الشافع). وروى شهود عيان من الثوار ل"الإنتباهة" تفاصيل أحداث الثامن من رمضان، وقالوا إن في تمام الخامسة عصراً من يوم الاثنين حاولت قوات من الدعم السريع فض الاعتصام وإزالة المتاريس من شارع النيل وفق قولهم، وأضافوا قائلين (بدأت القوات في ضربنا بالسياط والعصي للذهاب وحاولت فض المتاريس ولكننا رفضنا وبدأنا في تأمين المتاريس وإعداد الثوار في تزايد أمام المتاريس . وأكد الثوار أن إطلاق الرصاص الحي على الثوار من قبل القوات بدأ بعد الإفطار مباشرة، والإصابات بدأت تتوالى ويزداد تساقط الثوار بين قتيل وجريح، وتابعوا بالقول " الثوار فدوا التروس بأرواحهم" . من جانبهم جزم أعضاء لجان داخل ساحة الاعتصام ل(الإنتباهة) بأن إطلاق الرصاص تم من قبل قوات الدعم السريع في محاولة منها لفض الاعتصام وإزالة المتاريس، وقالوا "بعد فشل محاولات الدعم السريع لإزالة المتاريس بالتاتشرات وضرب الثوار بالعصي تدخلت الدوشكات المنصوبة على التاتشرات وبدأت إطلاق الرصاص على المعتصمين، وأكدوا أن ضابطاً برتبة رائد يتبع للقوات المسلحة قتل لوقوفه مع الثوار ومحاولته منعهم من قتلهم. وأعلن الثوار مشاهدات لوحات الدعم السريع على متن السيارات المهاجمة. وفي السياق قال عدد من الأطباء في العيادات الميدانية داخل ساحة الاعتصام ل(الإنتباهة)، إن عدد الإصابات وسط الثوار أمس الأول بلغت أكثر من (200) جريح، وذكروا أن الإصابات الكثيرة فاقت قدرة العيادات على استيعابها مما أدى لنقل المصابين الى المستشفيات القريبة من ساحة الاعتصام.