تجددت أزمة الخبز في الخرطوم بشكل لافت خلال الأيام الماضية بسبب تناقص حصص الدقيق التي يتم توزيعها على المخابز. وباتت مشاهد اصطفاف المئات من المواطنين أمام المخابز في الشوارع الرئيسية وداخل الأحياء أمرا معتادا. وقال مواطنون ل (سودان تربيون) انهم يجوبون عددا من المخابز يوميا للحصول على الخبز وينفقون ساعات ما بين مخبز واخر. وقال أحمد طه وهو موظف ل (سودان تربيون) انه يضطر يوميا بعد انتهاء ساعات الدوام للوقوف ساعات أخرى أمام المخبز للحصول على بضع قطع من الخبز. وأضاف "أصبح ذلك أمرا مرهقا جدا ولابد من توفير الخبز لجهة معاناة كافة المواطنين من استمرار الصفوف بشكل مأسوي". ووعزا عدد من أصحاب المخابز تكرار تفاقم أزمة الخبز إلى نقص حصص الدقيق إلى جانب ضعف الرقابة على عمليات التوزيع ونقص العمالة. وشدد أصحاب المخابز على أهمية مراجعة سعر قطعة الخبز والتي تباع بجنيه مقابل جنيه ونصف لبعض للمطاعم. وذكر أحمد عمر وهو صاحب مخبز في الخرطوم، بأن حصص الدقيق الممنوحة للمخابز تراجعت منذ وقت طويل. وقال " تلك الحصص يدخل بعضها في استخدامات أخرى قبل وصولها إلى المخابز". وأكد على أهمية تشديد الرقابة والإشراف على عمليات توزيع الدقيق. من جهته شكك الأمين العام لاتحاد المخابز "المنحل" جبارة الباشا في حديث مع (سودان تربيون) في انتظام الحصص المقررة من الدقيق المدعوم للمخابز. وقال " حصة الولاية حال ضمان وصولها للمخابز من الممكن أن تغطي حجم الاستهلاك". ويبلغ استهلاك ولاية الخرطوم اليومي نحو 47 ألف جوال (الجوال الواحد يزن 50 كغم) بينما الموزع فيها يقدر بنحو 39 ألفا مقابل 53 ألف جوال لاستهلاك الولايات بينما الموزع منها يقدر بنحو 46 ألفا. وأشار إلى أن عدم وجود الاتحاد او تكوين لجنة تسيريه أيضا أسهم في ضعف عمليات الرقابة لانسياب الدقيق وأضاف أن توفير الخبز يتأزم بشكل متكرر. وتابع "نقص الحصص ليس مبررا كافيا لتفاقم أزمة الخبز بالشكل الحالي". وشدد الباشا على ضرورة تكثيف الرقابة على دقيق الخبز من المطاحن مرورا بالوكلاء حتى المخابز لتفادى عمليات التسريب لاستخدامات أخرى.