نأى حزب المؤتمر الشعبي بنفسه عن اللقاء الذي جمع النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه ونائب امينه العام علي الحاج في العاصمة الالمانية برلين، واعتبره لقاءً اجتماعيا في المقام الاول ومن ثم بادر الحاج بشكل فردي بنقل مسودة حواره مع طه الى المعارضة السياسية والمسلحة. وشدد الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، كمال عمر عبد السلام في منبر اعلامي لحزبه أمس، على وحدة تحالف المعارضة، مؤكدا عدم وجود اتجاه لابعاد حزب الامة القومي عن صفوف التحالف، وقال ان التحالف سيعمل على تلافي الازمة بين حزبي البعث العربي والامة القومي، موضحا ان قوى الاجماع الوطني ضد عملية عزل الاحزاب حتى «لو كان المؤتمر الوطني ذاتو نرحب به حزبا في الساحة السياسية». وكشف ان الهيئة العامة لقوى الاجماع الوطني تنتظر تقريرا مهما غدا حول اداء التحالف عبر لجنة خاصة انشأت لهذا الغرض، ومن المرجح ان يحوي التقرير اداء التحالف في الفترة السابقة بشكل مفصل ودقيق. واعتبر عبد السلام دعوات استمرارية عمر البشير في رئاسية البلاد، تنم عن مخاوف من فقدان مجموعات متصارعة في كابينة القيادة بالمؤتمر الوطني لمصالحها، ودعا الى تسليم السلطة لحكومة انتقالية كاملة تتيح الحريات وتنهي الحرب، وتنقل البلاد الى مرحلة استقرار، وتوقع انتقال الصراع حول السلطة حال عدم ترشح البشير الى مرحلة اسوأ من الوضع الحالي. وتابع «المحاولة الانقلابية مقدمة بسيطة لما قد يحدث لاحقا». وشن عبدالسلام انتقادات لاذعة للحكومة وقال انها وقعت اتفاقا بالاحرف الاولى مع مجموعة منشقة عن حركة العدل والمساواة لتسكين مشكلة دارفور ما يعني انها لم تتعظ من تجاربها وتريد المضي قدما في ذات النهج الأحادي، ورحب بتوقيع السودان وجنوب السودان على مصفوفة لتنفيذ الاتفاقيات، لكنه اعرب عن خشيته من لجوء الحكومة الى العملية السلمية لتغطية نفقات الحرب التي تخوضها في الاطراف، وقال «اشك في نوايا الخرطوم.. اعتقد انها تريد اموالا لتمويل حروبها الداخلية».