اعلن رئيس وفد التفاوض الحكومي ابراهيم غندور، ان واشنطن لن تكون بديلا لمنبر التفاوض بأديس أبابا ، وشدد على ان الحكومة « لن تلدغ من هذا الجحر عشرات المرات « ، ورأى ان الظروف مواتية للحوار بين المؤتمر الوطني وواشنطن،مشيراً الى ان واشنطن قدمت دعوة للمؤتمر الوطنى لزيارة امريكا وأن الوفد يتكون من الدكتور نافع وشخصه والسفير أسامة فيصل المسؤول عن الملف ،ونصح القوى السياسية بتوحيد الجبهة الداخلية، وقال «اذا تفتت هذا البلد فان السياسيين لن يجدوا سودانا يحكمونه» . وكشف غندور في مقابلة مع برنامج مؤتمر اذاعي أمس، عن تلقيه دعوة من مسؤول غربي رفيع بأديس أبابا لزيارة واشنطن ولقاء مالك عقار، لكنه رفض مبدئيا قبول الدعوة باعتبار ان قبوله يعني فتح منبر تفاوضي في واشنطن وانه لاحاجة لمنبر آخر، وقال انه من واقع التجربة ربما تتمسك واشنطن بهذه الدعوة، لكن الحكومة لن تلدغ من هذا الجحر عشرات المرات « . واعرب عن ثقته في رئيس الوساطة الافريقية ثامبو امبيكي ، وقال انه مهما تعرض لضغوط فان موقفه يظل ثابتا وهو رجل غير قابل للضغوط «. واتهم غندور مفاوضي الحركة الشعبية قطاع الشمال بعدم الجدية وافشال المفاوضات والايعاز للمجتمع الدولي بان الخرطوم ترفض الحوار وتقوض السلام،واستبعد الدخول في مفاوضات في القريب العاجل ،وقال ان الحكومة لن تغلق باب التفاوض على الرغم من العمليات العسكرية الجارية ،مشيرا الى ان مسار التفاوض ومسار دحر التمرد سيمضيان جنبا الى جنب لاحلال السلام في نهاية المطاف. ونصح غندور القوى السياسية والحركات المسلحة بالالتفات حول القضايا الوطنية، وتوحيد الجبهة الداخلية وعدم ترك الباب مواربا لدخول اعداء السودان، وقال « اذا تفتت هذه البلاد فلن يجد السياسيون سودانا يحكمونه» ، وقال ان السودان يقع في منطقة غنية بالنفط والمعادن وهو محط انظار العالم وقلب افريقيا. واتهم رئيس وفد التفاوض، اسرائيل بتدبير مخطط لتقسيم السودان الى دويلات ،وقال انه ابلغ قيادات الحركة الشعبية - قطاع الشمال انهم يخدمون اجندة الكيان الصهيوني لكنهم لم يعيروا تحذيراته اهتماما وقال « بعضهم مساكين لايعلم ذلك وبعضهم يعلم ويدري انه لافكاك من ذلك «، وتابع « المواطن اكثر وعيا من السياسي على الرغم من شظف العيش والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها «. واعلن غندور عن رفض حزبه مقترحا من قطاع الشمال بخلق شراكة سياسية مع المؤتمر الوطني ،وقال انه نقل للطرف الآخر انه لايمكن لحزب حاكم اجراء شراكة مع حركة متمردة، وزاد» لم نسمع بشراكة سياسية بين حزب حاكم وحركة متمردة» . واضاف «الحركة الشعبية - قطاع الشمال اجندتها تشمل تغيير الحكومة، وقالوا لنا ان المشكلة في الخرطوم وانه يجب اعادة هيكلتها وهي محاولة لفرض نيفاشا ثانية». وذكر ان الخرطوم دفعت بشكاوى الى المنظمات الاقليمية والدولية بشأن هجوم الجبهة الثورية على مدينتي أم روابة وأبوكرشولا، وقال ان الامر وصل الى حد المطالبة بمثول المتمردين امام العدالة السودانية . وانتقد المعارضة واعتبر مطالبتها بالانضمام الى التفاوض في أديس أبابا ينم عن انحياز واضح للطرف الآخر، وقال « لماذا يرفضون التفاوض معنا في الداخل. . اعتقد ان باب الحوار مفتوح بالداخل لمن يريد ان ينضم اليه «. وفيما يتعلق بزيارة وفد المؤتمر الوطني الى الولاياتالمتحدة الاميركية، رأى غندور ان الرغبة المتبادلة من قبل الطرفين في الحوار هي التي ادت لتحقيق عملي في هذا الشأن، قائلا ان حزبه لم يطلب الحوار وان واشنطن لم تتمنع كذلك ،وقال ان هناك حوارات جرت بين الحكومتين وماتزال مستمرة لكن الحوار مع صناع القرار يختلف فالحوارات الدبلوماسية تحمل تفويضا محدودا، كما ان الولاياتالمتحدة اجرت حوارات مع معارضين ومتمردين، وحتى الحزب الحاكم اجرى حوارات مع دول اوربية وكانت مثمرة الى حد كبير . واعتبر غندور الظروف متاحة لهذا الحوار، وقال يمكن ان نقول انه حوار مع الحكومة باعتبار ان نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع يشغل منصب مساعد الرئيس في نفس الوقت. وشدد رئيس وفد التفاوض الحكومي ان الحكومة لن تتراجع عن موقفها فيما يتعلق بمفاوضات أديس أبابا، وقال ان الموقف على الارض لن يبدل موقف الحكومة مهما حدث ، ورأى ان القوات المسلحة قادرة على دعم هذه القرارات بالسيطرة على كافة المناطق، كما ان المرجعيات القانونية تدعم موقف الحكومة وهو الاتفاق بحسب برتكول المنطقتين والقرار 2046 وقرارات مجلس السلم والامن الافريقي، واضاف « لن نسمح باتفاق يفضي الى جيشين وفترة انتقالية في البلد «.