ألقى الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الخميس خطابا حمل نبرة تحد وأخذ يرقص ويلوح بعصاه في أول تجمع جماهيري يحضره منذ خضوعه لعملية جراحية في السعودية وتصديه لما وصفه مسؤولون بأنه محاولة انقلاب. وثارت تكهنات من دبلوماسيين ومدونين سودانيين بشأن الحالة الصحية للبشير (68 عاما) بعد أن قل ظهوره في المناسبات العامة خلال الأشهر الماضية. ولم يحضر البشير مؤتمرا اقتصاديا في الخرطوم يوم 27 نوفمبر تشرين الثاني وهو من الأحداث التي اعتاد في الماضي استغلالها لمهاجمة حظر تجاري تفرضه الولاياتالمتحدة على بلاده. وافتتح الرئيس السوداني يوم الخميس حقلا نفطيا جديدا في غرب السودان تأمل الحكومة في أن يحد من خسارة فقد الخرطوم احتياطيات نفطية ضخمة بعد انفصال جنوب السودان العام الماضي. وقال البشير أمام آلاف المحتشدين في حقل حديدة النفطي بإقليم دارفور "نقول لأعداء السودان الذين قالوا إن السودان بعد فقدان بترول الجنوب سيضيع.. نقول لهم الأرزاق ليست من أمريكا ولا عند إسرائيل ولا من أوروبا ولكن الأرزاق من عند الله." وعلى مدار 23 عاما قضاها في السلطة واجه البشير عمليات تمرد مسلحة وارتفاعا في معدل التضخم وأعواما من العقوبات التجارية الأمريكية ومذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية واحتجاجات طلابية فضلا عن انفصال الجنوب العام الماضي. وواجه الرئيس السوداني أيضا سخطا شعبيا من أزمة اقتصادية وانقسامات في صفوف زمرته الحاكمة. وألقت الحكومة القبض على الرئيس السابق لجهاز الأمن والمخابرات السوداني صلاح قوش و12 آخرين الشهر الماضي بتهمة محاولة تنظيم انقلاب. وأجريت للبشير عملية جراحية في الأحبال الصوتية في قطر في أغسطس آب وتوجه إلى السعودية في نوفمبر تشرين الثاني لإجراء ما وصفه مسؤولون بأنه جراحة بسيطة. ولم يدم خطابه الذي بثه التلفزيون يوم الخميس أكثر من عشر دقائق غير أنه أدى رقصته الاحتفالية الشهيرة للمرة الأولى منذ عدة أشهر. ولم يشر الرئيس مباشرة إلى محاولة الانقلاب المزعومة. وقال "ابتعدوا (عن) الصراعات والمشاكل لأن الصراعات تزيد أعداءنا قوة واجلسوا مع بعضكم البعض لحل جميع مشاكلكم