اختمت الحركة الإسلامية السودانية جلسات مؤتمرها العام الثامن امس السبت، وسط هتافات دعت إلى إسلامية الدولة وإحياء الجهاد والاستشهاد، وذلك في وقت اختلف فيه حول كيفية اختيار الأمين العام الجديد الذي سيخلف أمينها الحالي علي عثمان طه. وكان المؤتمر -الذي حضره عدد من قادة الحركات الإسلامية في كثير من الدول، يتقدمهم قادة الحركة الإسلامية في تونس ومصر واليمن وليبيا- بدأ الخميس وسط خلافات متعددة شهدتها اجتماعاته التحضيرية. ورغم التطورات الإيجابية حينا والسلبية أحيانا التي واجهتها الحركة الإسلامية خلال حكمها للسودان منذ 1989، فإن الحركة نجحت في وضع أسس جديدة لمستقبلها القريب. وانتخب المؤتمر في جلسته الأخيرة مجلس شورى الحركة الجديد، وقدم عددا من التوصيات في مختلف المحاور السياسية والفكرية والدعوية. وجاءت أهم مخرجات المؤتمر متمثلة في إجازة دستور الحركة الجديد، والإعلان عن تكوين مجلس رئاسي بقيادة الرئيس عمر البشير والأمين العام وعضوية آخرين، دون تحديد صلاحياته. وأوصى المؤتمر بوقوف الحركة الإسلامية مع الحق الفلسطيني، "والالتزام مهما عظمت التضحيات بموقفها المبدئي القائم على استرداد حقوق المسلمين في القدس وفي أرض فلسطين المغتصبة". وشددت على حق الشعب السوري في الكرامة والحرية، داعية لوقف نزيف الدم والدمار الذي يستهدف الشام. دعوة للحوار وأعلنت الحركة الإسلامية أنها "ستبسط يدها لجوارها الأفريقي والعربي، وتسعى لعلاقات جوار آمن متعاون لاسيما مع دولة جنوب السودان". ودعت إلى تكثيف الحوار بين الحركات الإسلامية والغرب، وإلى إبانة حقيقة الإسلام السمحة لإزالة أسباب التوتر وسوء الفهم التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار. وطالبت بإزالة أسباب التوتر بين الشعوب والحركات الإسلامية، وبين الدول التي تقيم فيها وحكوماتها، منادية "بأن يكون الربيع العربي سبباً في التعاون الشامل والإيجابي بين البلاد العربية والإسلامية، لا مدخلاً للاختلاف أو المكايدات والتوترات". الأمين العام للحركة الإسلامية علي عثمان طه أشار إلى عمل الحركة على تحديد رؤيتها للمستقبل، وبناء القوة اللازمة في الإقليم بتوجهها لنصرة أفريقيا. وقال -في كلمته أمام المؤتمر- إن الحركة تعمل لصياغة مشروع نهضوي للأمة الإسلامية في العالم، مشيرا إلى أنها تعقد العزم على إعداد مشروع لخير الأمة تبني فيه عزتها، "ولا مجال للحديث عن حماسة أو اندفاع بلا قوة". وهاجم من وصفهم بأعداء الأمة، مرددا مع الحضور دعوة ترفض الأممالمتحدة ومجلس الأمن وما أسماه مجلس الظلم، مؤكدا أن "الإسلام آتٍ من السودان". وكان أعضاء الحركة الإسلامية قد اختلفوا حول كيفية اختيار الأمين العام الجديد الذي سيخلف أمينها الحالي علي عثمان طه. إلا أن التصويت المفتوح رجح إيكال المهمة لمجلس الشورى، بدلا عن إتاحتها للمؤتمر العام. ومن المنتظر أن تدعو رئاسة الحركة في وقت لاحق مجلس الشورى الجديد لاختيار الأمين العام المقبل الذي يشهد تنافسا محتدما بين مستشار الرئيس غازي صلاح الدين ونائب الأمين العام الحالي حسن عثمان رزق، بينما اختار المرشح الثالث كمال عبيد الانسحاب من المنافسة.