{ جاء في الأخبار أن الناديين الكبيرين المريخ والهلال عكفا على التنسيق والوفاق بينهما واتخاذ خطوات بينهما من المؤكد أنها ستعود بالفائدة بل الفوائد على مسيرة الناديين.. وستكون خطوات وضربات ساحقة على المتعصبين والداعين للتعصب الأعمى من المشجعين والكتاب في الصحف التي تعتمد على دغدغة مشاعر المشجعين من أجل الكسب. { الصراع بين الهلال والمريخ أضر بهما ضرراً بليغاً خاصة في مجال التسابق والمزايدة على نجوم التسجيلات المحليين والأجانب.. وكان السباق وكانت المزايدة تصل حتى للمدربين.. وكان كل هؤلاء يكسبون المال ويمدون ألسنتهم لإداريينا الذين مارسوا مهنة الدلالة الذكية عليهم. { وتبدو أن خطوات الوفاق والتنسيق ستبدأ في استقدام فرق من الخارج يلعب معها فريقا القمة، وبها تتحقق الفوائد الفنية والمادية في أسمى معانيها، لأن الفريق الذي يستقدمه أحدهما ويرفض للآخر اللعب معه لن تحقق زيارته الفائدة المادية التي تغطي تكلفتها على الأقل. { من أبرز مظاهر الاتفاق التنسيق، وهو ما كان يحدث في الماضي بألا يفاوض النادي أي لاعب بدأ النادي الآخر في مفاوضته.. وكان هذا من الأدبيات الأخلاقية التي كان يتعامل بها الإداريون العمالقة في سنوات مضت.. وكم من لاعب أتى بقدميه لأحدهما فأخذه رئيس النادي من يده وأعاده لناديه، وحدث هذا من رئيس المريخ العملاق اللواء خالد حسن عباس حين أعاد نجم الموردة أبو كدوك لناديه، وكذلك فعلها اللواء ماهل أبو جنة الذي أعاد مهاجم الهلال الراحل والي الدين إلى ناديه، ومن المؤكد أن عدداً من قادة الهلال قاموا بنفس العمل. { هنيئاً لجماهير الناديين بخطوات الوفاق والتنسيق، والجماهير هي التي سترعى هذا العمل، وهي نفسها ستكون العامل في إجهاضه، وكم من مبادرات للوفاق تمت وأجهضت بسبب المتعصبين. نقطة.. نقطة { من أبرز مظاهر الوفاق بين الهلال والمريخ كان في اتفاق الرئيسين الراحلين الطيب عبد الله ومهدي الفكي رحمهما الله، على ضرورة إقامة مباراة ودية شهرية بينهما، وقد أسهم هذا في تقليل حدة التعصب وانعاش خزانة الناديين. { ومن طرائف قطب المريخ الراحل الحاج عبد الرحمن شاخور يرحمه الله أنه مرة أحس بأن خطوات واجتماعات الوفاق لم تكن جادة.. ورفض المشاركة في أحدها، وحينما سألوه عن رأيه أجاب بطريقته الفذة »والله وفاقكم ده كورنر واحدة تفرتقو«. { حكى لنا سكرتير الهلال الأسبق المهندس عبد الله السماني، أنهم كانا يقيمون المهرجانات المشتركة بين الناديين، ويرتدي هؤلاء شعار الآخر.. والسماني نفسه يروي عنه أنه أجهش بالبكاء حين كان في لندن وجاءته الأنباء بفوز المريخ بكأس الأندية الإفريقية ووزع الحلوى.