{ التعصب الضارب في أعماق الجسد الرياضي حتى صرنا نفقد الأمل في تنافس شريف بل في تربية وطنية سليمة ونشجع المنتخب حسب لونَي القمة، والشماتة في الخروج من المنافسات الخارجية وأصبح للتعصب كُتابه وشعراؤه ومؤيدوه بل أحياناً داعمون معنوياً ومادياً.. ولكن وسط هذه الغابة من الأذى الجسيم للجسم الرياضي تخرج لنا بعض الإشراقات التي تعيدنا إلى ذلك الزمن الجميل الممتلئ بأخلاق وأدب المريخ والهلال.. لأن باسمهما كان التعصب والمرض. { رابطة مشجعي الهلال بالمدينة المنورة التي يقودها الصديق العزيز الأستاذ محمد الأمين التني عرضت على رابطة مشجعي المريخ بالمدينة المنورة وهي تستضيف مؤتمراً جامعاً لكل روابط المريخ بالسعودية، عرضت الرابطة الهلالية أن تحتفي بهذه الوفود وقد كان، وأقامت حفل عشاء بأفخر فنادق طيبة المجاور لمسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ووجهت الدعوة لرموز الجالية، وفي الحفل كرمت رابطة الهلال رابطة المريخ وضيوفها وكرمت رابطة المريخ رابطة الهلال.. بل ذهبت أبعد من هذا وقدمت رئيسها التني ورمزها الأخ الصديق فيصل عبد المنعم لتقديم هداياها لضيوفها. { ولكن الأبلغ والأعظم كان في كلمة رئيس رابطة الهلال الذي حيّا رابطة المريخ لأنها نجحت فيما فشلوا فيه واقترح التقدم بمبادرة لوقف روح التعصب المنتشرة عبر المواقع الإلكترونية والصحف «إياها» وتكوين جسم مشترك بين الرابطتين للقيام بمبادرات مماثلة. { أقدم التهنئة لرابطتي الهلال والمريخ بمدينة الرسول الكريم لأفقها الكبير وروحها الوطنية الأكبر وهنيئاً لهم بأن اختارهم الله دوننا جميعاً للسكن والإقامة في هذه البقعة العظيمة من العالم.. والاستمتاع بالصلاة في الحرم النبوي وتكحيل أعينهم بمقام سيد الخلق. نقطة.. نقطة { بادرة أخرى هلالية أيضاً جاءت من رئيس الهلال بالإنابة السيد عبد الرحمن أبو مرين في حديثه للإذاعة الرياضية وإعلانه بأهمية الاقتراب أكثر ممّن أسماهم الأشقاء في المريخ من أجل قانون الرياضة ومحاصرة التعصب الأعمى والمتعصبين العمي. { المريخ هو الآخر سبّاق بالمبادرات الجميلة التي أسهمت في محاصرة التعصب والمتعصبين وذلك من خلال العلاقة المميزة بين الرئيسين الكبيرين مهدي الفكي والطيب عبد الله رحمهما الله وهما وغيرهما يشهد لهم التاريخ بعدم الإساءة للنادي الآخر.. واتفقا مرة على إقامة مبارة حبية شهرية كان لها دورها في انعاش خزينة الناديين ومحاصرة حمى التعصب قبل أن يقضي على الفكرة المتعصبون. { بادرة أخرى تستحق الذكر في عهد رئيس المريخ الأسبق سعادة اللواء ماهل أبو جنة الذي أمسك بنجم الهلال الراحل والي الدين محمد عبد الله وأعاده لبيته ونصحه وكانت لوحة تظل على مر الزمن تمد لسانها لما يحصل الآن من تصيُّد من هذا النادي لنجوم الآخر بل حتى لمرشحيه للانتقالات.. وحسبي الله!.