{ عندما تحدثنا عن أهمية المدرب الأجنبي في المرحلة القادمة لم نكن نتحدث من فراغ، ولكن كان حديثنا من واقع معاش، لأن المدرب الأجنبي لديه القدرات للتطوير والتوظيف، وهذا ما أكده المدير الفني لمنتخب الشيبوبولولوس الزامبي الفرنسي هيرفي رينار الذي حقق الإنجاز لزامبيا وهي تحرز اللقب الإفريقي الأول في تاريخها بفوزها غير المتوقع على فيلة كوت ديفوار بالركلات الترجيحية بعد الوقفة الصلبة والندية التي أظهرها نجوم زامبيا أمام المنتخب الإيفواري المدجج بالنجوم دروقبا، جرفينهو، كالو، وتوري وزكورا وغيرهم. ورغم ذلك استطاع الفرنسي الشاطر أن يحسن توظيف نجومه طوال ال »120« دقيقة هي عمر المباراة والوقت الاضافي »الشوطين الاضافيين« ليستدرج الفيلة للركلات الترجيحية ثم يصطادهم فيلاً فيلاً. { لم يخيب الفرنسي رينار ظني عندما ذكرت في مقالي الذي سبق المباراة بساعات، أن أكبر مفاجآت البطولة سيكون تتويج زامبيا باللقب، ويرجع الفضل في ذلك للفرنسي الذي ظل يداوم على تذكير لاعبيه بضرورة الحصول على اللقب لإهدائه إلى أرواح »18« لاعباً من اخوانهم الذين فقدوا حياتهم في حادث تحطم الطائرة الشهير عام 1993م. { رينار الفرنسي أثبت وبالدليل القاطع أن الأجنبي أفضل من المحلي، لذلك تفوق على المدير الفني للمنتخب الايفواري زاهوي الذي كان يتحدى عبر المؤتمرات الصحفية، لكن رينار وطوال الثلاثة أسابيع التي قضاها بمالابو وباتا بغينيا الاستوائية كانت تصريحاته من داخل المستطيل الأخضر حتى حقق الإنجاز الذي لم يكن يتوقعه أحد حتى زاهوي نفسه الذي قاد الفيلة لهلاكهم أمام الغربان الزامبية. { بعد الذي حققه رينار في الأمم الإفريقية نأمل أن يفيق اتحادنا من وهم المدرب المحلي ويضع يده على يد وزير الشباب والرياضة من أجل استقدام مدرب أجنبي ليس بمواصفات رينار ولكن قريبة منه، وبعدها أسألوني عن مستوى صقور الجديان في النهائيات القادمة 2013م وفي تصفيات المونديال، بدل الانتظار للتأهل لنصف النهائي في النهائيات القادمة، ولعب النهائي في بعد القادمة ونيل اللقب عام 2020م إن شاء الله »وللا رأيكم شنو«. { رينار كان يذكر لاعبيه باللقب وإهدائه لروح إخوانهم الذين فقدوا أرواحهم من أجل زامبيا.. ويحق لنا أن نسأل ما الذي كان يذكره مازدا لنجومه، هل كان يذكرهم بأن الملايين تنتظرهم، أم يذكرهم بأننا لسنا في مستوى هؤلاء الكبار أم ماذا؟! { زامبيا التي تأهلت للنهائي وواجهت الفيلة كانت الطرف الأضعف والأقل ترشيحاً للفوز، لكنهم تفوقوا وأثبتوا وجودهم وأكدوا للجميع أن كرة القدم الإفريقية تعطي لمن يبذل وأنها لا تعترف بالأسماء.