ظلت الفنون الإبداعية بمختلف ضروبها وأشكالها تمثل منفذًا دائمًا للإنسان يتحدى بها السأم والملل فضلاً عن رسالتها الأساسية في توعية وتثقيف المجتمع والترفيه واستطاعت مجموعة من الشباب المبدعين انتزاع الدهشة وإعجاب الحضور بمسرح تاجوج بكسلا ضمن فعاليات برامج مهرجان الثقافة والسياحة الثاني الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام والسياحة عبر منشط أدارة الثقافة في يوم المسرح، فقد استطاعت الوزارة من خلال برامج وفقرات المهرجان اختراق حالة السكون والركود الثقافي الذي كانت تعيشه الولاية منذ فترة ليست بالقصيرة ويرى مدير إدارة الثقافة بوزارة الثقافة والإعلام والسياحة حافظ فتحي أن المهرجان افرد مساحة مقدرة للعمل المسرحي والدرامي وقال إن رئيس اتحاد المهن الدرامية عضو فاعل في اللجنة العليا للمهرجان مشيرًا إلى أن لجنة الثقافة والتراث خصصت العديد من المناشط التي تستهدف كافة الكيانات بولاية كسلا واستعرض حافظ ل«الانتباهة» العديد من المناشط أبرزها الأمسية الشعرية التي تم تنفيذها بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب وأمسية أخرى للغناء بالتعاون مع اتحاد الغناء والموسيقا بجانب إقامة معرض للفنون وتأكيدًا لاهتمام الوزارة بالمسرح تم تنظيم يوم المسرح والذي اشتركت فيه العديد من الفرق المسرحية بكسلا، وكشف حافظ سعي الوزارة لتنظيم قوافل درامية للولايات السودان خاصة الولاياتالشرقية مبينًا جهود الإدارة في تأهيل مسرح تاجوج بتكلفة بلغت «20» ألف جنيه وتسعى الإدارة لتكملة المرحلتين المتبقيتين، وأكد أن الإدارة تدعم الفرق المسرحية بالولاية. فيما اوضح مدير مسرح تاجوج بكسلا سيف الدين محمد علي أن ليلة المسرح قد شاركت فيها خمسة فرق بأعمال جيدة مبينًا أنهم قاموا بإعداد وتجهيز المسرح بالصورة التي مكنت من إخراج العمل بالصورة المرجوة، وتطرق إلى جملة من المعوقات والمشكلات التي تواجه الحراك المسرحي بالولاية تتمثل في نقص الإمكانات مما اثر في عدد الأعمال، وذلك لعدم وجود منتجين وقال إن تكاليف الإنتاج عالية تتطلب تبني جهات للإنتاج مؤكدًا في في الوقت نفسه توفر العناصر المبدعة بالولاية، وأشار إلى أن الأعمال اغلبها أعمال محلية تمس حاجة المواطن وتعالج قضايا الولاية، وطالب بضرورة زيادة الاهتمام بالساحة المسرحية، وقال إن هنالك أعمالاً جيدة ترقي للتنافس الخارجي، وأشار إلى أن مسرح تاجوج هو النافذة الوحيدة للأعمال المسرحية بكسلا وتنقصه بعض المقومات ليؤدي رسالته على الوجه الأكمل.. وأشاد بجهود الفرق المسرحية ورح التنافس الجيد والإخاء والتفاني في إيصال رسالة المسرح رغم المعوقات. فيما أشار رئيس اتحاد المهن الدرامية سيف الدولة عثمان الطاهر أن النشاط المسرحي بالولاية كان ينحصر في المسرح التعليمي والتنموي وبعض النشاط في مسرح الطفل وذلك بعون المنظمات الوطنية والأجنبية التي كانت تمثل الداعم الأساسي للحراك المسرحي وفق ما يخدم أغراضها، وهذا يُعزى لقلة المنتجين، وأكد أن ليلة المسرح والتي شاركت خلالها ستة فرق مسرحية قدمت العديد من العروض التي وجدت استحسانًا كبيرًا، وأشاد بجهود الوزارة في تحسين وتطوير الساحة الثقافية على وجه العموم والساحة المسرحية بوجه الخصوص، وأكد اكتمال الترتيبات لعقد مؤتمر جامع للمسرحين يتم من خلاله طرح هموم ومشكلات العمل المسرحي وبحث سبل تطوير الأعمال المسرحية وإيجاد حلول جذرية للمشكلات التي تعترض سير العمل، وكشف عن سعي الاتحاد لعقد دورات تدريبية للمسرحيين بالولاية في الفترة المقبلة، ونادى بضرورة دعم ورعاية المبدعين لعكس الوجه المشرق للولاية ولكي يؤدي المسرح رسالته في المجتمع.