في فبراير من عام 2009م رحل عن عالمنا الفاني الأديب الطيب صالح، وبقيت بيننا أعماله شاخصة خالدة، تنبض بالحياة حين تقرأ أو تحلل وتنقد، أو تقدم فيها الدراسات أو تترجم، وقد وصلت حتى الآن تراجمها إلى قرابة ال «42» لغة.. وفي ذات الزمان ومنذ عامين تقلدت شركة «زين» شرف الاحتفاء بالطيب وعلى طريقتها. وبشكل أنيق وفريد استطاعت جمع أهل الأدب والثقافة والوفاء والإعجاب لأعمال الراحل المقيم.. وأنعشتنا زين وغسلت دواخلنا المرهقة، وأدخلتنا في عوالم الإبداع واستكنَّا وأنسنا من جلساتها متعة وزاداً وإفادة.. لها التحية. وتأتي جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي وهي غير جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، فهي احتفالية أخرى بدأت قبل رحيل أديبنا الطيب صالح.. حتى لا يحدث التباس ما.. وتأتي جائزة الإبداع الكتابي في عامها الثاني وتجدد العهد والوفاء للإبداع السردي عموماً وللطيب صالح خصوصاً.. فنلتقي مع أعمال أدبية لفتت نظر النقاد والمختصين من داخل السودان وخارجه.. قدموها لنا جرعات ثقافية لا نملها أبداً.. ول «زين» الفضل في بعث الحراك الأدبي في الساحة الثقافية السودانية، وفي رفد الحراك هذا بنماذج ورؤية ثقافية عربية بجانب المحلية، ولو أن هذا الأمر ينزعج منه البعض من منطلق أن حواء السودانية ولود ولا داعي للتكلف باستدعاء وطلب مشاركين من خارج الوطن الحبيب، الأمر الذي جعل أحد المعقبين في إحدى الجلسات يقدح في إحدى الأوراق المقدمة من مصر بقوله إنها لا تستحق أن يجيء معدها بها عبر البلدان!! وهذا رأيه ولا نستطيع تجاهله أو الاتفاق معه كلية!! بقدرما يجعلنا نتوقف عند الشعور بالغبن والتجاوز لدى مواطن يشعر أنه غير مقدر في بلده ..!! والدعوة ل «زين» بعد عطائها الجزيل، إلى أن تتبنى المواهب الإبداعية الشابة وتتذكر المبدعين الذين تواروا عن الساحة الثقافية والأدبية باختيارهم العزلة أو لظروف خارجة عن إرادتهم أو غيبهم الموت وحرمنا من المزيد من العطاء .. رحمهم الله.. ونحسب أن شركة «زين» تستطيع أن تقدم المزيد إن وضعت يدها بلسماً على أوجاع بعينها تدركها، ويجب أن تتنافس في ذلك كل الشركات الكبرى بدافع من وطنية كبير.. لنرى أيهم يقدم أكثر للوطن الأم.. ونحسب أنهم ليسوا بحاجة إلى ترسيخ أسماء في الأذهان بقدر ترسيخ أعمال .. هم أهل لها وأقدر. ولكم التحية.