هو.. .. قد ترجمت أعماله إلى معظم اللغات الحية وتحدثت الكتب والنقاد والدراسات عن أعماله السردية وغير السردية وعلى الرغم من التنافس العالمي حول جائزته نجده ومع عطائه المتفرد الذي ساهم المجتمع و«زين» في جعله مطروقاً متناولاً وحديثاً منتشراً في الإعلام وبين الناس .. إلا أن أديبنا الطيب صالح كان زاهداً في الجوائز والمنح وقد منح في حياته كلها جائزتين جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي وجائزة محمد زفزاف بالمغرب، وهما جائزتان لهما صيتهما الأدبي المتميز، وفي السودان أطلقت جائزتان باسمه، جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، والجائزة التي نحتفي بها هذه الايام جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي.. والأول تجسد زهده في الجوائز والمنح حيث اصلها كان مالاً متبرعًا به لأديبنا الطيب صالح نفسه، بعد أن جمعه أفراد من الأخيار لتشييد بيت له بالسودان، إلا أنه اختار أن يدعم بالمبلغ، الذي يقدر بعشرين ألف دولار النشاط الأدبي والثقافي في بلده السودان، والجوائز هي من ريع هذه الوديعة البنكية.. وهو .. الذي عشق أمدرمان وكثيرًا ما كان يتحدث عنها للمقربين منه ويصفها بالمدينة المدهشة !؛ أمدرمان التي عاش في أطرافها خلال سنواته في مدرسة وادي سيدنا الثانوية بداية الخمسينيات من القرن الماضي.. أوصى أن يكتب عنها وعن ناسها وهم موجودون في كل مكان ..ولذا وليس غريبًا أن يعيش خارجها سنوات طوال ثم يدفن تحت ثراها فقد أحبها و احتوته ..! وهو .. فتح للأدب السوداني بابًا نحو العالمية يجب ألّا يرد وأن يسير الكتاب والادباء قدماً وان تذلل لهم العقبات والمحبطات .. وكما قال قريبه الأديب الطبيب أمير تاج السر إن الأدب السوداني خرج من معتقله ولم يعد ثمة عذر للقراء والنقاد العرب ألّا يعرفوا شيئاً عن السودان وكتاباته وكتابه ..! وهو الذي يهمنا كثيرًا كل ما يدور حوله الامر الذي جعلنا نفتقد وجود زوجته وأسرته الصغيرة بجانب أخيه بشير وسط أهله في السودان في مثل هذه الاحتفالية.. وهو الذي الاحتفاء به من قبل شركة زين يجعلنا نتساءل عن احتفاء الدولة به وتكريمها له ..! ويجعلنا نأمل أن يخصص في الاحتفائية القادمة ومابعدها اسم من اسماء أدبائنا او شعرائنا كمحتفى رئيس داخل الاحتفالية الكبيرة ولنبدأ بمن أثروا الساحة الثقافية والأدبية ورحلوا عن عالمنا في ذات توقيت الراحل الطيب صالح .. وليس بعيدًا على سبيل المثال الأستاذ الطيب محمد الطيب.. رحمه الله والتحية لكم