خير فعل وزير الإرشاد والأوقاف وهو يكشف في الملتقى الدعوي التنسيقي بولاية كسلا عن كميات من المصاحف المحرَّفة وجدت طريقها إلى البلاد من بعض الدول.. يبدو أنها أُدخلت عبر الحقيبة الدبلوماسية «المعفية» من التفتيش، وإلا ما كان السبيل إلى دخولها يسيراً، مع الكفاءة العالية التي تتمتَّع بها السلطات المختصة في الرقابة بالموانئ المختلفة. الإنجاز الكبير الذي أشار إليه وزير الإرشاد الدكتور خليل عبد الله رغم أنه يُثلح الصدور إلا أن المشكلة لا بد أن تتناولها الدولة من الجذور.. ثم إن حالة التحريف في هذه المصاحف التي وضعت السلطات يدها عليها تبقى هي الحالة «المخففة» باعتبارها تمهيدًا للحالة المتوسطة، وهي الأخرى تكون تمهيداً للحالة الأعمق.. ولذلك تستحق الدولة الشكر الجزيل وهي تقوم بحرق الكلام المفترى على الله. لكن هناك أيضاً افتراءً للكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على محاولة إقصاء أصح كتابين بعد كتاب الله وهما كتابي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيحي البخاري ومسلم ومعهما أحاديثه في كتب الترمزي وابن ماجة والنسائي وأبي داؤد والأئمة الأربعة أبو حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل.. سعيكم مشكور الأخ الوزير د. خليل وأنتم تحمون كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم من الذين ورثوا العقائد الفاسدة من أسلافهم العنصريين. { باقان زاد السعر العالمي إذا كانت حكومة دولة جنوب السودان تعترض على سعر عبور نفطها عبر الشمال رغم المنطق الحسابي وهو بواقع ستة وثلاثين دولاراً، فإن هذا المبلغ بنفس المنطق الحسابي ينبغي أن يزيد إذا صح ما جاء في صحيفة الفاينانشيال تايمز الاقتصادية البريطانية حيث قالت: «إن الخلاف بين الخرطوم وجوبا ساهم في الارتفاع العالمي في أسعار النفط».. انتهى.. ومعلوم أن في العملية الحسابية لتحديد سعر رسوم العبور، فإن زيادة سعر البريل تكون معها زيادة رسوم العبور، وليس من المعقول أن يظل سعر العبور ثابتاً بعد زيادة سعر البرميل، وإلا أن هذا يعني أن يأتي يوم ويكون فيه العبور شبه «مجّان» كما أراد باقان أموم في مقترحه بأن تكون الرسوم بواقع سبعة وستين سنتاً للبرميل، وبالطبع فإن هذا المبلغ الهزلي والمهزلي لم يكن يصلح قبل عشر سنوات أو أكثر.. لكنها التصريحات بلا هدى سياسي أو كتاب اقتصادي منير.. فمن أين لباقان هذا؟!.. { «عيد» و«يوم» ما الفرق؟ فضَّل الدكتور يوسف الكودة أن يسمي الناس عيد الحب بيوم الحب، ولعله يريد أن لا تكون هناك بدعة عيد ثالث بعد عيدي «الفطر والأضحى».. لكن من حيث الجوهر، لا فرق.. والعبرة ليست بالتسمية في هذا الأمر، ذلك حسب ما قرأنا وقرأ دكتور الكودة قبلنا أن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم «يومان» يلعبون فيهما فقال عليه الصلاة والسلام: «ما هذان اليومان»؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال عليه الصلاة والسلام إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحية ويوم الفطر). إذن «العيدان بدل اليومين»، كان اسمهما «يومين».. وإذا قارناهما بيوم الحب، فالأخير أسوأ وأضل بل هو أشبه باليوم المفتوح للمعاصي بمختلف أنواعها وأذواقها وأحاسيسها.. فاليوم عيد والعيد يوم. لا أريد من هذا أن أجرح بعض الناس، لكن كم أسعد حينما أناقش حبيبنا دكتور الكودة صاحب الصدر الجلي الواسع. { أعيدوا المرحلة المتوسطة الاقتراح بأن تكون مرحلة الأساس أحد عشر عاماً أفضل منه عودة المرحلة المتوسطة التي ذابت في جعل الأساس ثماني سنوات، وذلك حتى لا يكون الطالب وهو في الخامسة أو السادسة من عمره مع الطالب الذي في السادسة عشر أو السابعة عشر من عمره.. مع تنفيذ الاقتراح أعيدوا المرحلة المتوسطة.