إلى قراء «الإنتباهة» في كل بقاع السودان وخارجه نطل عليكم ونتواصل معكم عبر مشاركاتكم وكتاباتكم في شتى المواضيع التي تجد منا كل الاهتمام والعناية لأنها تمثل الوقود الحقيقي في طرح آرائكم وقضاياكم وإسهاما منكم في معالجة أوجه القصور من قبل الجهات التنفيذية.. كل ما نرجوه عدم الإسهاب في الكتابة مع وضوح الخط بالإضافة إلى استصحاب صور حول المواضيع المتناولة. دولة جنوب السودان وُلدت لتتقلّب على صفيح ساخن حيث لا تتمتع هذه الدولة «جنوب السودان» بالاستقرار بسبب الصراعات القبلية الظاهرة حيث تعمل قبيلة الدينكا جاهدة على الاحتفاظ بسيطرتها شبه الكاملة على الدولة وعلى الجيش وتثير في نفس الوقت تبرُّم القبائل الأخرى من هذه السيطرة التي تصل إلى حد التمرد.. الوضع السيء الذي تعيشه حكومة المهد مع تحريضها على المغامرة العسكرية من قبل أوغندا وإسرائيل وما يبديانه من استعدادهما للمساندة العسكرية لها في الحرب ضد الشمال أصبحت هذه الدولة بيئة صالحة لشبكات التجسس الغربية لدول الاستعمار التي تستهدف العرب وبالأصح السودان إذ إن القائمين بأمر قيادة حكومة المهد صاروا عبارة عن بيادق شطرنج لتلك الدول تحركها كيفما تشاء وإن كان هذا التحرك في غير مصلحة الدولة ولكن نقول إن كبينة قيادة الدولة تحتاج إلى قائد ماهر قوي الإرادة وسريع التفكير يعرف كيف يتعامل مع الظروف الصعبة والخروج من عالم الضبابية إلى بر الأمان والانصياع إلى تعليمات إسرائيل وغيرها من الدول مقابل الدعم وتثبيت كرسي الحكم حسبما ترون فما أنتم إلا «سِقالة» يعدِّي بها المارّة للوصول إلى أهدافهم ويتركونها، فمثل هذه الدول استهدفت ومازالت تحاول استهداف السودان وتبحث عن منفذ يمكِّنها من دخول السودان الغني بالمعادن والمياه الوفيرة والخيرات لتمتصها وتضمها إليها وترفع من اقتصادها لأن الدول القوية وذات السيادة السليمة في نظر الساسة هي الدولة ذات الاقتصاد المرتفع الغنية بجيشها وشعبها، الدولة التي تعرف كيف تخطِّط وترسم عملاً لها وتبدأ في تنفيذ هذه الخارطة بواسطة خبراء ساسة البلد ذوي الخبرة في عالم السياسة لتجنُّب الأخطاء. أما إذا كانت سياسة حكومة جوبا إسقاط نظام حكومة الإنقاذ فهذا يعد من عجائب الأمور حيث إن كل سوداني يعرف أن هذا النظام كان حاكمًا طيلة هذه الفترة من حلفا إلى نمولي، أما أن سياسة اللين جعلت منكم أفاعي يا حكومة جوبا لكن نقول لكم إنكم تضحكون على أنفسكم وتخدعون شعبكم إن فكرتم في هذا الطريق فكان من الأفضل أن تبكوا على الانفصال وما خلفه لكم من نزاعات داخلية فيجب عليكم يا حكومة الجنوب ألّا تجربوا هذا الطريق فمن بدأ الحرب فعليه أن يتحمل وزرها فقط عليكم أن تنظروا إلى سياسة حكومة الشمال أنموذج السياسات في العالم لكي تتعلموا معنى الريادة في الحكم السليم، كل العالم يعرف من نحن ومنهجنا التوحيد ولا نخشى في الحق لومة لائم وهدفنا أن تظل راية الإسلام عالية، أم رأيتم تحدينا لكسر قرار المحكمة الجنائية الكاذب الذي استهدف الرئيس ليرغم على تسليم رأس دولة الإسلام لها وحظر سفره خارجيًا.. ألا تتعظون من هذه المظاهر التي عرف فيها كل العالم سياسة السودان وقوة قائدها أسد العرب وإفريقيا الذي كذب كل الإعلاميين والمحللين وخيب ظنون المرجفين وتحدى فيها قرار المحكمة وحل في الدوحة كالمعجزة أم أن الرشاوي والدولارات التي تقدمها دول الغرب أسالت لعابكم وجعلتكم لا تنظرون إلى بناء دولتكم لكن لا يكون هناك استغراب هكذا يكون حال حكومة السماسرة يجب عليكم يا حكومة المهد أن تعلموا أن كل تحركاتكم تجاه الشمال إذا كانت في جنوب كردفان أو النيل الأزرق مكشوفة لدينا وسياسة شد حكومة المركز من الأطراف أصبحت قديمة ونقل الحرب إلى العاصمة والاعتماد على الطابور الخامس بات ظاهرة مكشوفة وهروب رئيسكم إلى إثيوبيا للوصول إلى اتفاق بشأن النفط لا يعني لنا الخسارة والدور الذي يلعبه مراهقو السياسة أمثال باقان وعرمان في سياسة دولتكم هو جلب المصالح الشخصية لهم لكن سياسة النفس الطويل واللعب البارد والتنازلات التي تفرضها علينا الاتفاقيات رضينا بها لأن الهدف منها كان الوصول إلى نتائج تودي إلى وقف العداء وحقن الدماء والنظر إلى مستقبل الأجيال والوصول إلى الوحدة والسلام وأن الذي يشعل الحرب ويفقد القدرة على إطفائها إذا كان يعرف كيف ومتى يبدأها فهو لا يملك القدرة على تحديد موعد لنهايتها محمد أحمد محمد الكاهلي أبوقوتة