شعر الأستاذ حسان عبد الله عبد الرحمن ودعتني شحائب الأشجان وخلا القلب واستفاق جناني ذهبت غير ما رجوع ليالٍ زلزلت خافقي وهزت كياني فإذا الروض ناضر الأفنان نضرة الورد في خدود الحسان ما أحيلى الأحباب والخلان ومجالي الرفاق في كل آن كنت يا قلب مثل طيرٍ جريحٍ زعزعت شدوه دموع الأماني فانطلق هائماً ببحر البيان وانثر الدر من رقيق المعاني وتغنى، فكل شيء بعيني جميل رددته بلساني! وإذا ما الأصيل وهو بهيج ودع الكون ذاهباً في أمان خرج الناس للتسامر واللهو وخلوا الحياة في أم درمان! وركبنا سيارة فوق كبري النيل تجري بخفةٍ واتزان وحططنا رحالنا في رياضٍ وكأنا بناضرات الجنان ورقيق النسيم ينفح بالطيب من الورد أو شذى الريحان والعصافير في انطلاقٍ ولهوٍ تتغنى بأعذب الألحان مقرن النيل آية الحسن والفن وروح الجمال في السودان أينع الورد في جوانبه الخضر وأبدى روائع الألوان وبدا باسق النخيل جميلاً وهو بالنور ساطع الأفنان! وتمطت ظلاله تلثم الموج برفقٍ ورقةٍ وحنان وشدا بالغناء صوت رخيم فهفا كل خافقٍ ولهان وعلى السندس النضير من الغيد لواه تشويق كل جنان وعلى البعد زهرة اللوتس الهيفاء تبدو بوجهها الفتان فتريك الجمال وهو ضياء