وفقًا لدراسة أمريكية تبين أن الأطفال الذين سافروا خلال العطلة مهما كانت وجهتهم كانوا الأحسن في القراءة، الرياضيات والمعرفة العامة من نظائرهم الذي لم يسافروا خلال العطلة!! ولا خلاف في أهمية السفر وفوائد السفر ولكن في كيفية السفر ووسيلته وتكلفته وبالمختصر إمكانياته التي تكاد تنعدم عند معظم الأسر السودانية التي يصدف أن يصل أبناؤها إلى آخر المراحل الدراسية ولما يغادروا منطقتهم وبلدتهم التي يسكنون.. وإذا تجاوزنا مسألة السفر ما البديل الذي يغذي الأبناء روحيًا وفكريًا طوال العطلة الصيفية الممتدة ويبعد عنهم رهق العام الدراسي ورهق تفاصيل اليوم مع الأهل!! قلبي على الأبناء الذين كثيرًا ما نطالبهم بما يفوق استعدادهم الوقتي ونضع فيهم كل أحلامنا التي لم تتحقق وآمالنا التي غرسناها فيهم مبكرًا ومازلنا نلاحقهم بها ..!قلبي على الأبناء وهم يكابدون رهق العيش معنا ويكابدون تعسر المدارس والسياسات التعليمية المتقلبة.. يحشون ذاكرتهم وأدمغتهم ويكبونها دفعة واحدة ثم يتنفسون الصعداء عند مجيء العطلة الصيفية ويصبحون وكأن بينهم وبين الكتاب والقراءة عداوة ؛ فلا يحتملون الكتاب أي كتاب ناهيك عن الكتاب المدرسي والأسباب غير بعيدة عن المناهج وأسلوب التدريس وحجم المقرر وبرنامج المدرسة اليومي الذي يخلو مما يحفز ويحبب ويرغِّب التلميذ فيه كل يوم.. ونتساءل هل وزارة التربية والتعليم معنية بأيام العام الدراسي وكفى!! وباقي شهور العام تتجاهل هذا التلميذ الذي ظل يجاهد طوال العام الدراسي وتأتي العطلة التي بدلاً أن تضيف له إيجابياً نجدها تأخذ منه ويتعود التراخي والكسل ..! لماذا لا تضع وزارة التربية والتعليم وبالاشتراك مع وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة والتربويون والخبراء والمختصون جميعهم يشتركون في وضع خطط للعطلة الصيفية تستوعب طلبة المدارس وتنعش ذاكرتهم وطاقاتهم وتفجر مواهبهم وقدراتهم التي توارت خلف جمود المقررات وأسلوب التدريس وتشمل البرامج الصيفية الرحلات الداخلية والخارجية والبرامج والتدريب الرياضي والفني والحرفي وتنمية المواهب وتقوية الضعف في اللغة العربية والإنجليزية وإقامة المسابقات في نهاية البرامج المختلفة.. والحصيلة الاستفادة القصوى من أيام العطلة مع المتعة والتجديد والمعلومة واكتساب المهارات ولا أظن الدولة تبخل على بنيها وهم سلاح المستقبل نتقوّى بهم وننعم بوعي خلاق وفكر سديد ؛ ولا أدري أية استثمار أقوى من أن نستثمر في طاقات الأبناء فهي الربح الأكيد .. فهل من سبيل ..! لكم التحية...