تعد ولاية النيل الأبيض من الولايات الرائده في مجال التعليم حيث احتفلت الولاية في العام « 2005» بمرور مائة عام على دخول التعليم في منطقة القطينة كما يوجد بالولاية اكبر مركز للإشعاع التعليمي بمعهد بخت الرضا.. كل هذه المؤشرات جعلت التعليم يأخذ أولوية في برنامج حكومة الولاية فلذلك اهتمت وزارة التربية والتعليم بتنفيذ الالتزامات الدولية الرامية لتعميم التعليم وتوسيع الفرص بحلول عام «2015» ولكن ما تعانيه منطقة أزرق في التردي الخدمي في مجال التعليم أو الصحة والمياه وغيرها من الخدمات ينذر بخوف شديد على مواطني المنطقة خاصة وأن هذا التردي أخذ شكلاً مأساويًا في القرى التي هي في جب النسيان من قبل المسؤولين ولم يطفح كيلهم إلا بعد أن رأوا نتاج وقوفهم في الانتخابات الذي أتى أكله في المدن دونهم مما أثار حفيظتهم واصفين حكومة الولاية بشجرة الدليب التي تظلل بتنميتها مناطق لم يكن لها السبق في الانتخابات، لهذا دار لغط وحديث حول التدني المريع لكافة الخدمات من صحة وتعليم وطرق ومياه لكثير من قرى النيل الأبيض ولكن ما يحدث في منطقة «أزرق» التي تتبع لمحلية تندلتي شيء يفوق الاحتمال.. توقفت «الإنتباهة» عند محطة أزرق التي تقع على مرمى حجر من الطريق الرئيس الذي يؤدي إلى كردفان، فقد وصف بعض المراقبين منطقه أزرق بأنها واحدة من المناطق التي أنجبت دون مخاض سياسي لبناء المؤتمر الوطني، وقالوا إن المنطقة تعاني كثيرًا في الخدمات ومازال التعليم فيها والصحة والمياه كما في العصر الحجري، وقال أحمد الشيخ بمدرسة الأساس المختلطة الذي وفد من أم درمان إن البيئة اكثر من سيئة وليس بها محفز.. فهناك نقص في كل شيء: الكتب والمعلمين والفصول والجلوس وأصلاً لا يوجد جلوس، والحال يغني عن السؤال.. أما الكتب فلا توجد كتب لكل المواد، وفي بعض الفصول يشترك سبعة طلاب في كتاب، أضف إلى ذلك عملية الجلوس إذ إن كل الفصول تجلس على الأرض ماعدا الفصل الثامن مختلط ولا يكفي للطلاب، أما مدير المدرسة الأستاذ صديق حسن بشير فقال إن الأمر غير مسكوت عليه، ولكن لمن نتوجه بالشكوى، مع العلم بأن المعتمد والوزير وغيرهما من المسؤولين يأتون بهذا الطريق ذهابًا وإيابًا فكيف يغفل طرفهم عن معاناة أبنائه وأكد صديق أن «أزرق» ورغم حالها هذا الذي ينفطر له القلب أفضل من كثير من القرى الأخرى، وقال: الآن نشتكي من العدم حتى المكاتب للمعلمين وجلوس الطلاب وأن ما ترونه الآن هو جهد شعبي، موضحًا أن المدرسة بها ثمانية فصول وبها فقط ستة معلمين وأهل المنطقة يتكفلون بجزء كبير من أعباء المعلمين وللأسف الشديد الوزارة لاتساهم بشيء غير المعلمين وحتى الطباشير بجهد شعبي.. ومن مجلس الآباء يتحدث عبد اللطيف أدم بحرقة: «أولادنا في طور خطر يتلقون دروسهم في مدرسة واحدة وفصل واحد، فصولهم لا تسع لأطفال روضة ناهيك عن أولاد وبنات في طور مراهقة، والمدرسة مبنية بجهد شعبي وكادت تسقط على رؤوسهم لولا لطف الله.. «والخريف الفات وهذا الموسم سوف تهدم من أول مطرة».. كما أفاد ضو النور آدم رئيس مجلس شورى وحدة أبوركبة بأن كل القرى كانت مركزة في فترة الانتخابات في منطقة أزرق وأن «1200» مواطن يتبعون بصورة رسمية للمؤتمر الوطني وجاء الوالي ووعد ببناء المدارس وحفر بئر للمياه «والشارع دا يومي بجي بيه المعتمد» وعندما طرحنا عليه مشكلة المدرسة قال لينا ربنا يساعدكم «دا المعتمد السابق» لكن المعتمد الحالي جاء وقدم واجب عزاء ولم يتفوّه بشيء فقاطعنا أستاذ صديق حسن مدير المدرسة قائلاً إن الاختلاط له مشكلات كبيرة بجانب هذا التدني في طلاب وأعمار صغيرة جدًا في الفصول الأول والثاني يأتون من قرى أخرى على بعد «7» أو «8» كيلو فمثل هذه المشاوير مرهقة للأطفال فلا يستوعبون شيئًا فما كان أمامنا سوى رفع الأمر برمته للأخ وزير التربية والتعليم دكتور صلاح فراج عبر الهاتف حيث أمن على أهمية العملية التربوية وتطورها في مراحل التعليم المختلفة وثمن النهوض بالبيئة المدرسية لأنها أساس نجاح المنظومة التعليمية وكذلك إرجاع المعلم لمجده الأول من خلال توفير كل متطلبات العملية التعليمية مؤكدًا اهتمام الدولة متمثلة في الأخ رئيس الجمهورية بالتعليم بمؤتمرات التعليم التي انتظمت البلاد، وأكد صلاح ل «الإنتباهة» عبر الهاتف أن تردي البيئة المدرسية ليس في داخل القرى بل الخلل في بعض مدارس كوستي الطرفية التي تعتبر مدينة حيث يسع الفصل «120» طالبًا موضحا أن الفترة المقبلة ستشهد جولات ميدانية على كل المحليات في الولاية، وقال: سوف نسعى لتوفير الإجلاس وسوف نوقع عقدًا جديدًا لاستجلاب كتب كما نسعى لتدريب المعلم حتى يصلح لأداء عمله على أكمل وجه.