مشكلات خدمية عديدة يعاني منها سكان قرى محلية قيلي بولاية النيل الأبيض، حيث أبدى عددٌ من المواطنين استياءهم الشديد من واقع مدارس القرى التي يعاني أغلبها من تردي بيئتها المدرسية، وقالوا إنه رغم الجهد الكبير الذي بُذل خلال الفترة الأخيرة إلا أن تلك القرى ما زالت تعاني بشدة من الإهمال وتردي خدماتها، ويرى رئيس اللجنة الشعبية في أبو حمرة الفادنية عمر أحمد أن الكثافة السكانية في قراهم كبيرة جدًا وهي لا تقل عن «2000» نسمة وأنهم يعانون من مشكلة المياه، وقال عمر: إن بعض المواطنين هجروا قراهم بسبب شح المياه؛ لأن الحفير منذ عهد نميري «1969» ودفنتها الرمال منذ عشرة أعوام والآن نشرب من الشارقة على بعد «9» كيلو وأولادنا يقدون في المساء ويردون اليوم الثاني صبحًا فهذه القرية وكل القرى المجاورة يتجرعون مرارة العطش، وأضاف عمر ل (الإنتباهة): أن التعليم يعاني الندرة بل الانعدام بسبب البنية التحتية، فالطلاب يمكثون في حر وصقيع البرد وفي موسم المطر الفصول لا تقيهم شيئًا؛ لأننا فقدنا فصلين ولكن نحمد الله فقد حلت مشكلة المياه بحفر السد في أبو حمرة الفادنية، وأتمنى أن تحل مشكلة المدارس والصحة، وأشار عمر إلى أن هناك مشكلات عديدة في المياه والصحة والتعليم وطرقنا كل الأبواب من أجل الالتفات إلى هذه المشكلات وأوضح أن مواطني أبو حمرة الفادنية بالتحديد كانوا ينزحوا إلى الرنك في فترة الصيف لشح المياه فيعملوا في فترة الصيف والخريف يعودون إلى ديارهم؛ ولأن بعد الانفصال قفل طريق الرنك صعب علينا تحمل العطش، واتفقت «قابلة» قرى قيلي ماريا الدومة مع عمر في كل ما ذهب إليه، وقالت: إن مشكلتنا في المياه الآن حلت بالسد الذي قام به السيد المعتمد ولكن مشكلة الصحة ما زالت قائمة لا يوجد مركز صحي، موضحة معاناة الكثير من المواطنين في حالة مرضهم، وقالت ماريا: إن التعليم في المحلية متخلف جدًا، مشيرة إلى ترك أبنائهم للدراسة من الصف الخامس بالتحديد البنات، وأرجعت الأسباب إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعاني منها المواطنون مما زاد تسرب كبير جدًا للطلاب، وقالت: إن الطالب عند وصوله عمر سبع أو ثماني سنوات (يطلع من المدرسة ويسرح بالبهائم) الآن الفصول إلى هنا تتوقف أما المياه فهي معضلتنا العظمى؛ لأن «2000» مواطن في أبو حمرة وما حولها يشربون من الشارقة والحفير لا تكفي لسقي أهل الشارقة، وقاطع ماريا الطيب الشيخ بنبرة أسى وحزن بأن المياه في الشارقة لا تكفي لجزء من أهل الشارقة فما بالك بأن هنالك «13» قرية تشرب من هذا العد وأشار الشيخ الذي يسكن الشارقة إلى أن الصحة هي عقبتنا التي لم نستطِع تخطيها لا يوجد مركز صحي يغطي فجوة المستشفى الذي يبعد عنا «50» كيلو من هذه القرى مع العلم أن مستشفى الشارقة التعليمي مصدق فقط بقليل من الجهد وينزل لأرض الواقع، أما التعليم فإن تعليم البنات نادى به بابكر بدري قبل الاستقلال، والآن نحن في الألفية الثالثة ولا توجد لدينا مدارس بنات فالبنت من الفصل الثالث وإلى الخامس تمكث في البيت كل ريف قيلي لا توجد به مدرسة بنات واحدة فهي مدارس مختلطة وسنويًا في الأساس نستقبل أكثر من «90» طالبًا.. فيما قال معتمد قيلي ونيس حمد فضل المولى إنه أعلن ارتفاع صوت المحلية خلال ستة أشهر والآن ارتفعت أصواتهم بالتهليل والتكبير لدخول المياه والسدود التي حفرت في منطقة كرج وسعته «50» ألف برميل وأضاف: أن أبو حمرة الفادنية التي افتتحنا السد فيها ومنطقة أبو فريوة التي قتل أرضها العطش الآن تشرب من المواسير وسوف نعمم حلول المياه في كل ريفي المنطقة، وقال ونيس: إن مشكلة الصحة تعتبر كارثة حقيقية؛ لأن «136» ألف نسمة تتعالج في مستشفى واحد إذن الصحة معدومة تمامًا؛ ولأن المساعي مكللة لكي تنهض بالصحة بالولاية ومع «بلان سودان» ومديرها الطيب عز الدين الذي أسهم معنا في برامج صحية شتى في القرى، كما أبان حمد أنه من خلال طوافنا على المدارس تأكد انهيار التعليم تمامًا وسوف تتضافر الجهود مع وزارة التربية والتعليم لإعادة بناء المدارس في كل الريف، وبمساندة «بلان سودان» تمت صيانة بعض المدارس في داخل قيلي وتدريب معلمي التعليم قبل المدرسي وتخريج دفعة قوامها «150» دارسة وسوف ننفذ خطة التنمية بتكاتف جهود الحكومة مع منظمة بلان وكذلك مع أبناء البلد البارين بها.. كما أوضح أنهم في الفترة القادمة سوف تتجه جهودهم نحو الصحة بعد حل مشكلة المياه بحفر سد كرج وأبو حمرة الفادنية وتوصيل شبكة مياه لبعض القرى الواقعة قرب البحر.