إلى أولئك الذين نسأل الله أن نكون وإياهم ممن قال فيهم المولى عز وجل: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدّلوا تبديلا». إلى «الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل» إلى الذين لم يساوموا يوماً في المبادئ ولم يداهنوا يوماً، أحد شعاراتهم: فإن عشنا فقد عشنا لحق نقاتل دونه حتى يبين وإن متنا ففي جنات عدن لنلقى إخوة في السابقين الرجال مواقف وسطور التاريخ سطّرها من قبل رجال بدمائهم الزكية، فسالت وروت الأرض وأنبتت بذور العزة والكرامة وأثمرت سنابل خير للبشرية جمعاء والدفاع الشعبي عبر مسيرته الظافري، اكتمل بدرًا وقدم أعلاماً من الأمة، أصبحوا رموزًا نستمد منهم معالم الطريق، فكانت ألوية الدفاع الشعبي هي المعبر إلى دار أرحب عند مليك مقتدر تحت عرش الرحمن، (كتائب الأهوال، عبيد ختم، الخرساء، تبوك، بدر الكبرى، والقعقاع) وملامحها القوية في خيبر والأنفال وسندرو وجبل ملح والميل«40»، يحفظها المجاهدون ولهم معها من الذكريات ما يؤجج الأشواق، لئن اصطف الهيكل العسكري على قلب رجل واحد لرفع التمام السنوي لقوات الدفاع الشعبي. ولاية الخرطوم عبر محلياتها المختلفة بتشريف المنسق العام للدفاع الشعبي وأركان حرب إدارته ومنسق ولاية الخرطوم الأخ المجاهد قيس فضل جاد السيد ومعتمدي المحليات وممثلي الأجهزة الرسمية والعسكرية والتنفيذية. وبرعاية كريمة من الأخ المجاهد عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم بخطى ثابتة وعقل مفتوح وهي رصيد من الإنجاز وتأكيد من أهل الدفاع الشعبي على مواصلة المسيرة لتأمين الثروات وري شجرة التنمية وإرساء ثقافة الفداء والتضحية والمضي في درب النصر والكرامة، فانتشرت كتائبها في رقعة الوطن لتحرس الحدود وتبني الصروح وتؤسس لدولة تحرسها القيم والمبادئ وعلى ذات الدرب يظل العهد بيننا أن نحمل هذه الأمانة سيرًا على الطريق الذي لايعرف الرهق ولا التوقف مع الصادقين على خطوط النار الذين ما تخاذلوا يوماً عن نداء ولم تتوقف أياديهم عن العطاء وانطلقوا من مدرسة الدفاع الشعبي واستبانوا الطريق وتدافعوا زُمرًا يهزّهم شوق عميق لأحباب مضوا، إنهم هم الذين تمردوا على هوى النفس وحظ الدنيا وكثرة الجدال وانطلقواعبر اللواء المهيب، تحدوهم إشراقات صدقهم وتستنفرهم أشواقهم وتحملهم على القمم الشوامخ رؤية الصادقين وحقيقة الحب العظيم للقاء الله بعد أن ورثت أرض الله تعالى ذكراً وعبادة، دفعت الثمن المبتلى والجراحات والموت العظيم ، لتمضي مسيرة الدفاع الشعبي إلى غاياتها صوناً للعرض ودفاعاً عن الوطن، وما بين شهداء الأهوال والخرساء وجنوب كردفان والنيل الأزرق تمضي المسيرة وتتعاظم المواقف وتقف الكلمات صاغرة في حق الوطن والقوات المسلحة والشهداء أقل من حد الوصف والتعبير.. .. لن نجد ما نعزي به أنفسنا غير التأسي بالشهداء والسير على أثرهم ليعرف القادمون كم للبلد شباباً أحبوا ترابها فأفنوا أرواحهم فداءً لها، رجال رصفوا الطريق بقاماتهم ووصفوا المجد بأيديهم ووضعوا بصماتهم في ملامح هذا الوطن وكتبوا أسماءهم في صفحات القلوب. الخرطوم التي ترفع التمام السنوي إلى الرجال الذين تعاهدوا على حماية الأمة وكل شبر من بلادي وأقسموا بأن يتخذوا الخنادق والملاجئ وخطوط النار مساكنَ تأويهم.. وعلى العهد تمضي عزيمتهم حتى لا يؤتى الوطن بغدر غادر.