لطالما كانت المرأة ملهمة الأديب والفنان ومصدر وحيه وإلهامه في كل مكان وزمان، حتى قيل « وراء كل رجل عظيم امرأة» فهى مقولة صحيحة إلى حد كبير وتضاهيها مقولة أخرى لا تقل عنها صحة و.. هي «أنه وراء كل امرأة عظيمة رجل يستحق الاحترام والتقدير»، رجل لا يعتبر نون النسوة مجرد حرف من حروف اللغة العربية، بل يتعامل معها على أنها كيان موجود فاعل وفعال يملأ الحيز المخصص له، ويؤدي الدور الذي خُلق له بحيوية خلاقة ومبدعة، فلا وجود لامرأة كاملة من دون رجل كامل عاقل، والعكس صحيح. بعضهم ساعد زوجته حتى ارتقت منصبًا رفيعًا وآخرون يشعرون بالدونية إن تفوقت عليهم.. حول هذا الموضوع كان للبيت الكبير وقفة لمعرفة الرأي والرأي الآخر: لا ينزعج احمد - وهو موظف بسيط في أحد القطاعات الحكومية لا يتجاوز مؤهله المتوسطة من منصب زوجته التربوي المرموق، بل إنه يردد دائمًا «وراء كل امرأة عظيمة رجل»، وأنه وقف بجانب زوجته التي تزوجها وهي طالبة في المرحلة الثانوية، حتى أنهت دراستها الجامعية وتعينت في سلك التعليم وواصلت تعليمها لتحصل على درجة الماجستير وهي الآن تعمل مديرة لأحد المجمعات التعليمية.. ويقول إنه يفتخر بأن زوجته مسوؤلة تربوية تدير مجمعًا تعليميًا كما أنه لا يجد إشكالاً في التفاهم مع زوجته التي يفرق بينهما المستوى الوظيفي والعلمي والوصول معها إلى لغة حوار. ويقول - مصطفى «ميكانيكي سيارات» إن زوجته تعمل طبيبة، وتحمل شهادة عالية وهو لا يتجاوز تعليمه المرحلة الابتدائية، وذكر أنه كثيرًا ما تقع بينه وبين زوجته مشكلا تحول العمل وحول مركزها المرموق في المجتمع، مضيفًا أنه على الرغم من أن زوجته لم تقصر يومًا في واجباتها إلا أنه يراها أفضل منه مركزًا اجتماعيًا وماديًا.. وأشار إلى أن حياته مع زوجته قاربت على 10 سنوات من الزواج، ومع ذلك لا يزال يشعر بالدونية، كونها تحتل منصبًا كبيرًا، ولها اسمها في المجتمع، وذكر أنه يتحرج من أصدقائه الذين يعلمون بمكانة زوجته وعملها، ولا يفضل أن يتحدث مع أي شخص في عمل زوجته وعمله. وترى مها «فني أشعة» أنها تعاني مع زوجها الذي يعمل في وظيفة مكتبية، حيث يعيش أزمة نفسية من وظيفتي، ودائمًا ما يفتعل المشكلات، ويكرر عليها أنها تتعالى عليه بوظيفتها، وأنها تراه قزمًا أمام مكانتها الوظيفية في التعليم.. وتقول إنها حاولت جاهدة أكثر من مرة إصلاح هذا الأمر، وإفهام زوجها أنه والد أطفالها، وأنها مهما اعتلت من مناصب ستظل تلك الأم الحنون، والتي ترعى شؤون منزلها بعيدًا عن أي أمر آخر، ولكنه لم يقدر ذلك فانتهى الأمر بينهما بالطلاق، وبقي أولادها معها. ماجدة «مدير عام » تقول: لطالما كنت الجأ لزوجى فى كل صغيرة وكبيرة خلال عملى كموظفة صغيرة فى احدى الشركات ونصحنى ان اطور نفسى حتى انال درجه كبيرة ودائمًا ما يرشدنى ويقدم لى الدعم ماديًا ومعنويًا حتى تدرجت لمنصب مدير عام واصبح يفتخر بى امام اصدقائه بالرغم من انه موظف عادى لذا اننى ارى ان كان هنالك تفاهم بين الازواج لا تكون هنالك مشكلة. ابراهيم - باحث الاجتماعى يقول: من غير المنطقي أن يكون هناك ما يسمى بالزواج التوافقي من حيث المكانة، لأن المنصب حالة مؤقتة والثقافة حالة مكتسبة، والإنسان مكرم منذ ولادته دون النظر لأية اعتبارات أخرى، وقد تكون الزوجة البسيطة هي الأسعد بعيدًا عن الشخصية المعقدة، أو الشخصية المزدوجة التي باتت تظلل الكثير من الرجال والنساء في آن واحد ولكى تسير عجلة الحياة بين الازواج على المرأة أن تتخلى عن شخصيتها العاملة فور دخولها للمنزل، وارتداء ثياب المرأة الأم، والأنثى، والزوجة الحانية كما ان الأهم في الحياة الزوجية التفاهم، والمودة، والرحمة، وهي معانٍ يجعلها الله عز وجل بين الزوجين بغض النظر عن أي شيء آخر.