الآن بدأ العد التنازلي للانتخابات التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى وما زالت بعض الأحزاب مترددة في خوض العملية الانتخابية الأمر الذي يؤكد ضعف موقفها، لذلك قررت الانسحاب، ومهما كانت دواعي الانسحاب فإن الانتخابات قائمة ولا يهم ذلك كثيراً. المهم، نحن على موعد مع انتخابات أحسب أن الشعب السوداني أصبح الآن متهيئاً لها بعد أن حفظ عن ظهر قلب كل البرامج الانتخابية لكل المرشحين وأصبح له الخيار في من يختار ويرشح بعد أن يدخل (الضروة) كما يقول جمال حسن سعيد الذي استطاع بطريقته الكوميدية المعروفة؛ التعريف بطريقة الاقتراع والانتخاب مع ضرورة السرية التامة وذلك بالرغم من أن «خلف الله» عذبه وجننه، ويبدو أن «مخه» فيه (دكوة) خاصة وأنه لا يحب أكل (الكبدة) ويحب جداً «البيض» في إشارة منه إلى الشكل البيضاوي الذي يتم بداخله وضع علامة (صاح). أيضاً خلف الله كان له رأي صريح في هضم حقوق المرأة التي كفلها لها قانون الانتخابات بعد أن امتنع عن دفع ديونه (لست الشاي) والبالغة (156 كباية) وذلك بالرغم من أنها لم تحاسبه ب(البنبر) و(البخور) و(الضل).. هكذا استوعب الشعب السوداني والمواطن البسيط الاقتراع والبطاقات ال(8) وال(12). التحية للفرقة الكوميدية بقيادة جمال حسن سعيد. أيضاً ما لفت نظري في تدشين الحملات الانتخابية للكثير من المرشحين وكما قالت الزميلة مشاعر عبد الكريم، عدم اصطحاب المرشحين لزوجاتهم، ولا ندري ما السبب ولكن يكفينا فخراً واعتزازاً أن مرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية المشير عمر البشير كان يصطحب زوجاته، فمرة «فاطمة خالد» وتارة «وداد بابكر». الشكر للمشير البشير وهو يؤكد للجميع أن للمرأة دوراً كبيراً، في بناء دولة السودان المليئة بالكوادر النسائية الفاعلة. فلماذ يا ترى يخجل ويستحي المرشح من اصطحاب الزوجة؟ لماذا لا تكون بجواره وهو يدشن حملته الانتخابية حتى يبارك الله له في هذا العمل الكبير؟ وأنا على يقين تام بأن كل الذين يتولون أرفع المناصب من ورائهم امرأة وزوجة، فوراء كل رجل عظيم امرأة. فهي التي تحفظ وترتب له أموره وتعينه في برنامجه حتى وإن كان انتخابياً فلماذا لا نتسابق لاصطحابهن في المعارك سواء أكانت سياسية أو غيرها. حكت لي إحدى الصديقات أن زوجها كان يجَّهلها رغم أنها وراء نجاحه ولكنها في نهاية الأمر أدركت ضرورة أن تواصل تعليمها الجامعي ثم الماجستير لتؤكد له تفوقها وقد كان، بعد ذلك قالت لي (تخيلي زوجي أصبح يفتخر بي ويقدمني لأصحابه في كل مناسبة).. (معقول دي عقلية رجالنا؟) فلماذا لا نتذكر أن هذه المرأة رغم أن قطار التعليم قد تجاوزها ولكنها وراء كل إنجاز له ولأسرته وأبنائه. فالنجاح الذي يحدث لمعظم الرجال، حتى غير المتزوجين، من ورائه الأم أو الأخت أو العمة أو الخالة. الآن ونحن في قبيلة الصحافة، وتحديداً «الأهرام اليوم» يكفينا فخراً أن يتربع رئيس التحرير على أقوى برنامج انتخابي وإصلاح سياسي واقتصادي.. برنامج بلا مَنّ ولا أذى، نابع من مرشح يعي تماماً ماذا يريد «الناس» بعد أن ملّوا الوعود الكاذبة التي تذهب مع الريح بمجرد الفوز فعلى المواطنين أن يميزوا بين الكاذب والصادق وبين الذي يعرف همومهم وأوجاعهم وبين الذي لا يعرف.. فالكرة الآن في ملعب أهل الثورة ليختاروا.. فالهندي فائز.. فحتى وإن لم يفز فإنه فائز في برنامجه الانتخابي وفي طرحه الصحفي عبر شهادتي لله. وللزميلة اخلاص النو نقول إن (الكُرة) قد كبرت الآن، كرة تراض بلعبها الأجسام. فالجسم السليم في العقل السليم كما قال الرئيس وهو يخاطب المثقفين والإعلاميين والرياضيين، فما دام الأمر كذلك فإن أهل الحلفايا وأم ضريوة والسامراب موعودون بإنجاز كبير أحسب أنه سيكون على يدي مرشحتهم بالدائرة (24) الحلفايا.. فهؤلاء هم الذين سيوفون بما وعدوا من خلال البرامج والطرح الذي قدموه. والفوز سيكون حليفهم بإذن الله تعالى.