دمغ منصور خالد الدولة السودانية بالفشل في رسم سياسة خارجية واضحة ولفت الانتباه إلى أنَّ السياسة الخارجيّة افتقدت التماسُك المنطقي في معظم فتراتها مشيراً إلى أن الأحزاب في الدول الأخرى تختلف على السياسة الداخلية لكن لا تختلف مطلقاً في سياسة بلدانها الخارجية.!! أقول في ألم وحسرة إن أكثر ما يفْري الكبد ويفقع المرارة أن ينصِّب السارقُ نفسََه واعظاً يأمر بالأمانة وأن ينصح مدمن الخر معاقرها بالليل والنهار الناس بتجنُّب السكر!! من حق منصور خالد أن يتحدَّث أمام السفراء مقدِّماً تجربته في العمل الدبلوماسي ومن حقنا عليه أن يقدِّم اعترافات عمّا اقترفه من جرائم في حق هذا الوطن منذ أن انخرط في حياته السياسية قبل أن يتخرَّج في الجامعة لكن ليس من حق الرجل البتة أن يعظ وينتقد لأنه ما من دبلوماسي سوداني في نظري ارتكب موبقات في حق هذه البلاد مثل منصور خالد. لو شئتم أيها الدبلوماسيون أن تتعرفوا على منصور خالد ومسيرته السياسية أنصح بأن تطّلعوا على ما كتبه د. عبد الله علي إبراهيم عن الرجل الذي جعل لهذه الحياة الدنيا هدفاً واحداً هو خدمة نفسه التي بين جنبيه، في سبيلها يُباع الوطن ويُساء إلى الدين وتُنتهك المقدَّسات ويتخابر مع الأعداء ودونكم الوثيقة الأخطر التي كشفها عبد الله علي إبراهيم عن علاقة منصور خالد بالسي آي إيه ودونكم ما كتبه منصور عن »القديسة« بخيتة التي بسببها سبّ الإسلام »عديل«!!. لكن كل هذا كوم وحديث منصور عن أن الأحزاب في الدول الأخرى تختلف على السياسة الداخلية لكنها لا تختلف البتة في السياسة الخارجية التي ينبغي أن يكون هدفها خدمة الوطن كوم آخر.!! هل تذكرون دينق ألور وزير خارجية الحركة الشعبية الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة السودان خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت نيفاشا والذي جاء تعيينه بعد أن قامت الحركة الشعبية بفصل د. لام أكول بحجة أنه لا يخدم مصالح الحركة الشعبية من خلال منصبه في حكومة السودان؟! دينق ألور كان يشن الحرب على حكومة السودان وهو وزير لخارجية السودان كما كانت الحركة الشعبية تقود المعارضة من داخل البرلمان »هل تذكرون عرمان؟« ومن الشارع »هل تذكرون باقان؟« بالرغم من أنها كانت الشريك الأكبر في الحكومة بموجب اتفاقية نيفاشا المشؤومة بل إن الأخطر أن الحركة كانت باعتراف باقان أموم تذهب إلى أمريكا وتحرِّض على السودان وتطالب باستمرار العقوبات وبتكثيف الضغط على الحكومة وتحذِّر الكونجرس الأمريكي من رفع الحظر المفروض على السودان وشعبه ولا تزال الحركة التي ينتمي إليها منصور خالد تحارب السودان في جنوب كردفان والنيل الأزرق وفي المحافل الإقليمية والدولية!! الحركة الشعبية التي تفعل كل ذلك بالسودان هي التي انتمى إليها منصور خالد ولا يزال فكيف لمن يقاتل السودان في الداخل وفي الخارج من خلال حزبه »الحركة الشعبية« يتحدَّث عن أنَّ الأحزاب لا تتفق على السياسة الخارجية أو على تفسير المصلحة الوطنية العليا؟! هل المصلحة الوطنية العليا يا منصور أن تتحالف مع العدو ضد وطنك وأن تتخابر مع السفارات ضد وطنك وأن تطالب بفرض العقوبات ضد وطنك وأن تسيء إلى شعبك ودين شعبك في المحافل الدولية وفي كتاباتك.؟! قال منصور متحدثاً بإعجاب عن خروجه المبكر من السودان إلى أمريكا وأن ذلك كان نقطة تحول في حياته قال: »عندما خرجت من السودان كنتُ نتاجاً لثقافة استعلائية غرست فيَّ منذ الصغر «أننا أمة أصلها للعرب« والذين لا ينتمون لها أو للإسلام طائفة أدنى درجة من البشر...«. هذه عقدة منصور التي قادت مسيرته وحياته كلها وجعلته تائهاً حائراً يقلِّب وجهه في السماء ويتخبّط كالعشواء وسيظل كذلك إلى أن يغادر هذه الحياة!! لقد رأيت حي هارلم الفقير... حي السود في نيويورك معشوقة منصور خالد كما رأيتُ حي مانهاتن حيث ناطحات السحاب ومركز التجارة الدولي بورصة وول إستريت.. مانهاتن حي البيض واليهود في نيويورك.. حي مانهاتن لا يبعد عن هارلم الذي يشبه الحاج يوسف إلا بضعة كيلومترات وشتان شتان بين الاستعلاء في أمريكا والاستعلاء عندنا نحن المتراحمين المتكافلين يا منصور لكنك لا ترى ولا تبصر وهل يبصر من سبق عليه الكتاب؟. لقد آلينا على أنفسنا أن نستمرّ في إعادة تصحيح التاريخ بحيث نكشف الزيف ونُنزل كلاً منزلته حتى لا يصعد على أكتافنا الأقزام والخَوَنَة وحتى يعلو من قدّم لهذه البلاد وشعبها الأبي ويرتقي من بذل في سبيل دينه ووطنه وشعبه وحتى ينزوي الأخسرون أعمالاً »الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا«.