د. سعد الدين محمد عبد الرحمن اختصاصي العلاج الطبيعي والتأهيلي (1 2) : من منا لا يضغط على إصبعه حتى يسمع صوت (طقطقته) ظنًا أنه قد أراح أصابعه من أوجاع الضغوط العملية المرهقة اليومية التي قام بها أو يجلس أرضاً لمحاولة (تمسيج) رقبته أو ظهره ويقول إنه سمع صوت (طقطقة) رقبته أو ظهره ولا يدري أن ذلك يتسبَّب له في الغضروف أو الشلل أو ربما الموت بقطع الحبل الشوكي عند الضغط عليه.. كثيراً ما يجهل مرضى الجلطات وأطفال الشلل الدماغي دون عرضهم على اختصاصي العلاج الطبيعي وذلك لعدم فهم أهمية العلاج الطبيعي خاصة لأصحاب الجلطات حيث يأتون بعد مرور زمن طويل يصعب إرجاع المريض بشكلٍ طبيعي.. عن أهمية العلاج الطبيعي حاورنا د. سعد الدين محمد عبد الرحمن اختصاصي العلاج الطبيعي والتأهيلي فإلى مضابط الحوار: حوار: رباب حسن هالة نصر الله ٭٭ كيف يمكن أن نعرِّف العلاج الطبيعي؟ هو إعطاء دراسات ونصائح للاستخدام الأمثل لأجسامنا والتعرف الكامل على نوع المرض وكيفية الشفاء منه أو التعامل معه باستخدام عدة أساليب وطرق في ذلك ويعيش مع إصابته فترة طويلة جدًا من غير مشكلات. ٭٭ ما هي المشكلات؟ المشكلات مثل الضعف العضلي، وعدم المقدرة على المشي، بمعنى آخر عدم المقدرة على تأدية وظيفته ونشاطاته الاجتماعية، وكل ذلك يكون نتيجة ل «الضعف العضلي وتصلب العضلات والمفاصل» حيث يصير الشخص عبئًا على أفراد أسرته «لأنه يحتاج لشخصين أو أكثر لتحريكه» وكثير من هذه الحالات يصل صاحبها لمرحلة الاكتئاب النفسي خاصة إذا كان شخصًا نشيطًا أو رب أسرة أو موظفًا وتوقف عن العمل بسبب المرض وأخذ إجازات كثيرة ولا يستطيع أخذ إجازة طويلة للعلاج. ٭٭ هل يمكن أن يعود المريض لطبيعته بعد تلقي العلاج الطبيعي؟ يعود المريض لوظيفته أو العمل أو الهواية ويصبح عضواً فعالاً في المجتمع إذا ما استخدم العلاج الطبيعي في فترته المثلى لكل إصابة. ٭٭ ما هي الأمراض الأكثر شيوعاً التي تحتاج لتكملة علاجها بالعلاج الطبيعي أو التأهيلي؟ الجلطات الدماغية والشلل الدماغي «الذي يحدث للأطفال عند الولادة بسبب نقص الأكسجين حيث يؤثر ذلك على مركز الحركة في المخ أو مركز الكلام»، وأيضاً مرضى خشونة المفاصل «تآكل المفاصل» وآلام المفاصل وأصحاب عمليات استبدال المفاصل «الركبة والمخروقة» والكسور وإصابات الملاعب وغيرها من الأمراض لكن التي ذكرناها هي الأكثر شيوعاً. ٭٭ حدِّثنا عن علاج مرضى الجلطات بالعلاج الطبيعي؟ بالنسبة لعلاج الجلطات أحسن فترة لتلقي العلاج هي الستة أسابيع الأولى بعد الإصابة حيث يجد المريض الفائدة القصوى من العلاج الطبيعي وتليها الثلاثة أشهر الأولى ثم الستة أشهر الأولى وبها العلاج أقل فائدة بكثير، فكلما بعدت المسافة الزمنية بين بداية الإصابة بالجلطة وتلقي العلاج الطبيعي قلّت الاستفادة والعودة إلى الطبيعة. ٭٭ هنالك شكوى من أن معظم مصابي الجلطات لم يعودوا لحالتهم الطبيعية رغم تلقيهم العلاج الطبيعي؟ تكثر الإصابة بالجلطات في السودان ويكثر حدوث الإعاقات الدائمة منها بالمناطق الطرفية الريفية وهذا لعدم إدراك فائدة العلاج الطبيعي، وعندما يحضر البعض منهم لتلقي العلاج متأخراً تكون العودة للطبيعة أضعف لذلك نناشد بضرورة تلقي العلاج الطبيعي. ٭٭ ما هي نسبة استعادة الحياة الطبيعية لمصابي الجلطات الدماغية بعد تلقي العلاج الطبيعي؟ أصحاب الجلطات «من 35 40% منهم» يمكن أن يستعيدوا طبيعتهم الحركية بنسبة «90 100%» ونشير إلى أن استعادة الحركة في الأطراف السفلية أسرع من العلوية لذا نجد من يمشي منهم جيداً ويده «مكنوشة» ويصعب عليه الكتابة. ٭٭ ماذا عن أطفال الإعاقات الحركية والعلاج الطبيعي؟ معظم الحالات التي تأتينا هي حالات الشلل الدماغي وهؤلاء يكون حدث لديهم نقص الأوكسجين أثناء الولادة الذي يؤثر على مركز الحركة في الدماغ وأيضًا يؤثر على النطق وهو نوعان إما أن تكون العضلات متصلبة أو هنالك ارتخاء شديد بالعضلات. ٭٭ كيف يتم تأهيل الطفل في حالة الشلل الدماغي؟ أولاً نحن نركز دائماً على دور الأم أو أقرب شخص للمريض نؤهله ونعلِّمه تماماً كيف يتعامل مع طفله ولأن الطفل لا يستطيع الجلوس فأولاً نعلمه الجلوس، ولكي يتمكن من الجلوس الصحيح لا بد أن تتم تقوية عضلات الرقبة تليها تقوية عضلات السلسلة الفقرية، ثم تقوية عضلات الحوض وتقوية العضلة الرباعية للركبتين ليتمكن من الوقوف الصحيح، فإذا ضمنا أن الطفل استطاع أن يقف يمكن أن نعلمه بكل سهولة كيف يمشي وهذه فترة تأهيلية تمتد من ثمانية عشر شهرًا إلى سنتين لذلك نركز أن تكون الفترة الأولى كلها علاجًا مكثفًا ونعلم الأم أو المرافق كيف يقوم بهذا الدور في المنزل لأنه عملية مرهقة جداً من ناحية وقت ومال وبعدها نتابع معه درجة التحسن في حالته. ٭٭ ما هي الفترة المثلى لتلقي العلاج الطبيعي لأطفال الشلل الدماغي؟ هنا كلما كبر طفل الشلل الدماغي سناً كانت استجابته للعلاج الطبيعي أسهل وأفيد. ٭٭ ما السبب وراء ذلك؟ السبب يكمن وراء أن طفل الشلل الدماغي ليس لديه عاهة عقلية وإنما حركية فقط فكلما كبر سناً كبر إدراكه وفهمه لمتطلباته اليومية. ٭٭ ماذا عن مرضى الشلل التصاعدي «جيلان باريا» والعلاج الطبيعي؟ هذا المرض يمكن أن يصيب كل الأعمار، رغم أنه غير منتشر، وهو عبارة عن التهاب في الخلايا العصبية يبدأ العلاج الطبيعي مع العلاج الطبي بواسطة اختصاصي الباطنية والمخ والأعصاب واختصاصي العلاج الطبيعي، وعادة يتم استعادة طبيعة الجسم وتقوية العضلات الضعيفة من أعلى لأسفل عكس اتجاه بداية الشلل وفترة العلاج ما بين شهرين إلى سنتين على حسب درجة الضعف العضلي الذي سببته الإصابة بالمرض وأهم نقطة هنا هي تأهيل المرافق نفسياً. ٭٭ هنالك استفسارات كثيرة حول مساج الظهر؟ مساج الظهر هو عادة خاطئة تتسبب في حدوث عدة مشكلات صحية مستقبلية فضغط أسفل الظهر «الفقرات القطنية» يؤدي إلى الشلل الذي يحدث بسبب قطع الحبل الشوكي الناتج من الضغط على فقرات السلسلة الفقرية. ٭٭ ماذا عن «طقطقة» وتدليك الرقبة؟ هذه تسبب الموت الحتمي إذا تمزقت الأربطة وضعفت العضلات المحيطة بالمفاصل والغضاريف وقد تؤدي إلى الموت بكسر في فقرات العنق رغم أن ذلك يحدث في حالات نادرة. ٭٭ ماذا عن ظاهرة تنشيط الأصابع؟ فرقعة الأصابع تضعف العضلات المحيطة بالمفاصل والغضاريف وتمزق أربطتها..