استغرب الكثيرون عندما سألناهم هل وجود الرجل بالمنزل يضايق ويزعج المرأة؟ ولعل الذين يستغربون هم الرجال أنفسهم، كيف تنزعج المرأة من وجود زوجها ورب الأسرة؟ ولعل الأمر به عدة تعقيدات وتغييرات اجتماعية طرأت علي الحياة فجعلت من الرجل معيقًا ومقيدًا للمرأة.. «البيت الكبير» اطّلت عبر هذا النفاج واستطلعت... لم تنفِ أميمة سليم «ربة منزل» ولها ثلاثة أطفال تضجرها الشديد من الوجود المتكرر للزوج داخل المنزل، وتقول: يزداد الأمر سوءًا عندما يتدخل الرجل في كل شيء حيث يصبح «حشري» حتى في شؤون النسوان، وتضيف أن الحياة تحتاج إلى تنوع وتغير وخلق نوع من التغير في المنزل والأعمال الأخرى من تغير في المنزل وطبخ وخروج للجيران وحنة ونحوها فكيف تستطيع المرأة تسيير حياتها في وجود الرجل. يقول أحمد صلاح على حد تعبيره: «النسوان ديل حيرونا لو طلعت مشكلة ولو قعدته برضو مشكلة» ويقول إن المرأة مخلوق غريب يصعب التعامل معه وكثيرة الملل ولكن هل تنزعج المرأة؟ هذا أمر جديد بل دخيل على الأسرة والمجتمع ويقول أحمد أنا أكون في غاية السعادة عندما أكون في منزلي مع أطفالي، وعندما يكون المكان هادئًا أفرغ إلى القراءة أو الاستماع إلى المذياع أو تارة أخرى أخرج للشارع وأداعب الزرع سقاية وتارة ونسة مع ناس الحلة، ويرى أن المرأة التي تتضايق من هذا غريبة الأطوار فعلاً. وتفسر اعتدال فتحي تضايق المرأة من الوجود المستمر للرجل بالمنزل أوحضوره المفاجئ مبكرًا بأنه يُحدث خللاً في برمجة المرأة اليومية إضافة إلى أن المرأة خرجت للعمل وأصبحت تشكل غيابًا ربما يوازي غياب الرجل لذلك هي لا تحبذ وجود الرجل بالمنزل والذي تقابله مضايقات «انتي وين وليه لسه ماجيتي»، وترى «إعتدال» أن الرجل المتزوج بأمراة أخرى هو الذي يتناسب مع المرأة العاملة في هذه الحالة يوجد «قاب» كبير يخلق متسعًا للكل لتنظيم وقته وفق حياته الخاصة به، وهنالك تجارب كثيرة من حولنا تدعم هذا الرأي، تقول «إعتدال»: وفق معطيات الحياة وتفاصيلها المتزايدة واتساع المسؤليات أصبح الوقت ضيقًا ومن الصعب جدًا السيطرة عليه كما كانت ربات البيوت يفعلن مؤخرًا لذلك ضاق الخناق على المرأة العاملة من عمل ومجاملات وتسوُّق لجلب الخضار ثم طبخه وأعباء وهموم الأطفال، كل هذا جعل المرأة شديدة التوتر وربما يزداد الأمر سوءًا عندما تجد زوجها في الاتجاه المعاكس، أعني أن يلعب دور المراقب والمعاتب «انت مقصرة وماسويتي داك وما...» عندها يأتي الشعور والرغبة في ابتعاد الرجل عن البقاء في المنزل. يقول الأستاذ هاني مجذوب: تختلف الظواهر باختلاف الأشخاص والبيئة المحيطة والدور الأسري نفسه الذي يلعبه كل من الزوج والزوجة من أدوار طبيعية داخل أو خارج المنزل، ففي وقت سابق كانت المرأة تشكو الوحدة والملل التظلم من الزوج الذي يغيب ساعات من المنزل مع أصدقائه وهاهي المرأة تأتي وتقول لزوجها القادم من العمل مبكرًا «خربت لينا برنامجنا الجابك شنو بدري» وهي نفسها التي تريد الزواج من رجل متزوج لكي لا تختنق منه ومن وجوده.. ويعتقد الأستاذ أن لكل شخص ايدلوجيا معينة يعبِّر من خلالها عن أسلوبه في الحياة، وعلى الزوج أن يتفهم هذه الحالة ويتعامل معها وفق التغيرات والحيثيات بمعنى التعامل مع المرأة وفق حالتها المزاجية واحترام خصوصيتها، ليس ذلك فحسب فالأبناء في المنزل أحيانًا لا يرحبون بوجود والدهم ويعتبرون وجوده تقييدًا لحرياتهم ويقول الأستاذ على الأب أن يعوِّد ابناءه وزوجته وكل من بالمنزل على وجوده حتى لا يكون حضوره مفاجئًا ومباغتًا للأسرة بل أمر معهود.