مدينة النهود أضحت مرقدًا غير آمن لأهلها كما قيل فيها سابقًا، «الناس مرقدها النهود وأنت مرقدك الخوي». فالمدينة حولتها السيول المدمرة عقب الأمطار الغزيرة الماضية إلى كومة من الطين بعد أن تهدمت المنازل على رؤوس المواطنين لتودي بحياة تسعة أشخاص منهم وتدمير أكثر من 277 منزلاً دمارًا كاملاً و465 دمارًا جزئيًا. الأمطار التي انتظرها الناس فترة طويلة أحالت حياة سكان المدينة إلى معاناه بالغة في ظل عدم الإغاثة والعون العاجل ليجد قرابة ألف مواطن نفسه في العراء تحاصره أمطار الخريف المستمرة.. الموقف بالمنطقة لا يزال متأزمًا حيث لم تلبِّ قوافل الدعم حاجة المتضررين وهو ما يجعلنا نناشد عبر هذه الزاوية أهل الخير وفاعليه وجهات الدولة الرسمية ومؤسسات العمل الطوعي والإنساني وحكومات الولايات المجاورة والخيرين وننقل لهم صرخة إخوانهم في النهود أن انصرونا ينصركم الله وأغيثونا أغاثكم الله ونتوجه بالنداء الى أبناء المنطقة من رجال المال والأعمال وميسوري الحال أن هبُّوا إلى نفير أهلكم الذين يحتاجون إليكم وفي هذه الأثناء بالذات وبين أيديهم أطفال وأسر فقدت مأواها وهي تفترش الأرض المبللة الرطبة وتلتحف السحاب والسيول.. ولأن العمل التطوعي ظاهرة اجتماعية وضرورة من أجل ترابط المجتمع وتماسكه وإذكاء روح الإخاء بين الناس نأمل أن يجد أهلنا في النهود الدعم الكافي والمؤازرة والنفير، ولعل توجيه والي الولاية للمحليات بنصرة النهود لم يجد الآذان الصاغية ولاندري علها هي الأخرى تعاني من الفقر وشح الموارد وضعف معتمديها وعدم درايتهم بالمبادرات.. مدينة النهود التي لم تحظَ بإدارة فاعلة وتمثيل ناجح على مر تاريخها تغيب فيها هيبة الدولة ومسؤولياتها وتنعدم فيها البنى التحتية والطرق ولا تلتمس فيها المدينة والمدنية إلا من خلال شخوص مواطنيها الشرفاء الذين يمشون على الأرض ويحسبهم الجاهلون أغنياء من التعفف.. وكنا نتوقع تضافر الجهود بين قياداتها لتحقيق استجابة جهات الدولة العليا بشأن الدعم إلا أن أيادي ممثليها رأت أن تصفق منفردة وهو ما سينعكس سلبًا على النفير.. والنهود لم تكن وحدها التي تحتاج إلى المؤازرة فمدينة الأضية كذا الحال تضرر سكانها من السيول إذ أن أكثر من مائة منزل غمرتها المياه وحوالى عشرين متجرًا بالسوق أصبحت بضائعها محمولة على ظهر السيل تواجه التلف والخسارة وقرى أخرى مجاورة للنهود تهدمت منازلها المبنية بالمواد القشية ومواطنوها لا حول ولا قوة لهم فقط ينتظرون الرحمة من الله.. ولأننا بين يدي شهر الخير والبركات شهر رمضان الذي تكثر فيه أعمال الخير ويستجيب الله فيه للباحثين عن الثواب من خلال صدقاتهم وتقربهم إليه نسأل الله أن يجد الأهل بالنهود العون والمساعدة وما نقص مال من صدقة.