اهتمت الدول العربية والإفريقة بشؤون المرأة ودعمت مسيرتها بتوفير سبل التعليم وإعطائها جزءًا من حقوقها حتى استطاعت أن تسير على منهجية لتحقيق مطالبها وساعدت الدولة على تمكين المرأة للمساهمة في التنمية الوطنية والإنماء الاقتصادي وعملت المرأة العربية بمختلف بلدانها على تجمعات نسائية أسفرت عن قيام لجنة السيدات من مقترح تقدم به وفد السودان ضمن توصيات البيان الختامي للمؤتمر الثالث لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي الذي عُقد في الخرطوم في نوفمبر «2008م» وأُجيزت التوصية في المؤتمر الرابع المنعقد بالمغرب عام «2009م» ونتجت عنه لجنة السيدات البرلمانيات بإفريقيا والعالم العربي ولقد استضافت دولة نيجيريا المؤتمر الأول فيه والذي تمّ فيه ترشيح السودان لاستضافة المؤتمر الثاني والذي تبنّاه مجلس الولايات برعاية الفريق أول ركن آدم حامد موسى رئيس المجلس وإشراف رئيس رابطة السيدات البرلمانيات وداد يعقوب وبدأت فعاليات المؤتمر أمس الأول في قاعة الصداقة وقد ضم «17» دولة عربية وإفريقية فيما قدمت دعوة لبرلمانات دولة جنوب السودان كعضو مراقب وشرف الجلسة الافتتاحية رئيس الجمهورية المشير عمر البشير مشيدًا بدور المرأة وسلطتها وكلمتها في مختلف المجتمعات مؤكدًا دور المرأة الفعّال وما توصلت إليه من مقاعد في الهيئة التشريعية القومية بغرفتيها والمجالس الولائية والتشريعية مشيرًا إلى تذليل كل ما يمنع مشاركتها في الشورى والمشاركة الشعبية في صنع القرارات العامة، وأضاف البشير أن المرأة العربية والإفريقية أصبح صوتها مسموعًا في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعنى برعاية شؤون الأمة في كافة مجالاتها الحيوية بالإضافة إلى أنها قيادية لمسيرة الشعوب في طريق السلام ومبينًا أن التنمية السياسية في أي بلد تتحقق بالسلام والاستقرار السياسي، كما كشف البشير في المؤتمر الثاني للسيدات البرلمانيات بقاعة الصداقة عن التحولات السياسية التي تمر بها البلاد والوصول إلى انتهاج سبل الحوار والتفاهم لحلول المشكلات الصعبة التي نتجت عمّا افتعله الاستعمار طمعًا في ثروات السودان موضحًا الجهود التي بُذلت لتجاوز العقبات وتسوية النزاعات والإنماء الاقتصادي والاجتماعي وتوفير الخدمات الحيوية للمواطنين من صحة وتعليم ومرافق معيشية مع الأمن والاستقرار بالبلاد مشيرًا إلى المشكلات التي تواجه المجتمعات البشرية والمتمثلة في المال والدخل الفردي والقومي والموازنة بين الموارد والنفقة وقال: «يجب على المرأة تنظيم وتحديد أولوياتها مع مراعاة الاعتدال من واقع إنفاق الأسرة دون إسراف» مؤكدًا أن هناك قناعات راسخة بأن ليس هناك تنمية ولا خدمات ولا مكافحة لمسببات الفقر ما لم يتوفر السلام والاستقرار بالبلاد العربية والإفريقية داعيًا إلى تجنب كل ما يثير الفتن والقلاقل بين الشعوب العربية. ومن جانبه أشار رئيس مجلس الولايات الفريق أول ركن آدم حامد موسى إلى أهمية المؤتمر وما يطرحه من نقاشات حول الأوضاع السياسية والأمنية المتقلبة مما يحتم على الجميع السعي الجاد لمعالجة السلبيات، وقال آدم إن مسؤولية المجالس التشريعية والبرلمانات هي فتح قنوات للاتصال وتعزيز لغة الحوار بين السلطات التشريعية في كل دول العرب خاصة الدول المتأثرة بالنزاعات كما طالب آدم باستغلال الموارد المتاحة نحو البناء والتنمية وتوفير فرص العمل والتخلص من الفقر والجوع والبطالة والحدّ من ظواهر العنف والتطرف والإرهاب، وتعهد آدم برفع التوصيات والمقترحات التي خرج بها المؤتمر لكافة المجالات التنفيذية والشروع في إيجازها وموضحًا أن أهم تلك التوصيات تمثلت في مجال التشريعات وتأكيد مشاركة المرأة البرلمانية في ابتدار التشريعات ووضع السياسات والخطط والبرامج بالإضافة إلى متابعة التنفيذ والمشاركة في كافة الأنشطة الفكرية والتفاوضية ومحاربة الفقر وإعادة توزيع الدخل بين فئات المجتمع وتبنّي حاجات المرأة والطفل كما تضمّنت التوصيات تعزيز دور القيادات النسوية في الدول العربية والإفريقية للمشاركة في مراكز صنع القرار في المجال التشريعي وضرورة قيام آلية برلمانية نسائية تختص بمراجعة القوانين لتحقيق إدخال نظام التمثيل النسبي «الكوتة» وإدراجه في القوانين ليسمح للمرأة البرلمانية بأداء دورها التشريعي والرقابي بالإضافة إلى تفعيل القوانين المتعلقة بالمرأة لمساعدتها في ممارسة حقوقها السياسية كما تضمنت التوصيات آراء كافة أعضاء البرلمانيات من الدول المشاركة التي تطرقت في توصياتها إلى مجال النهضة الاجتماعية والاقتصادية، في مجال تحقيق السلم والأمن مشيرين إلى أن المرأة تعتبر أكثر المتضررين في حالات النزاعات والصراعات الدولية.