كلمة قائد الفرقة التاسعة المحمولة جواً ينطوي مفهوم العمليات المحمولة جواً وعمليات الاقتحام الجوي أساساً على استخدام طائرات القوات الجوية أو طائرات القوات البرية، لتحريك قوة وانزالها لمؤازرة أو دعم أو إنقاذ القوات التي تنفذ المعركة البرية. ويؤدي هذا النوع من العمليات دوراً مهماً في ظل وجود قوات برية أخرى.. إذ يؤدي استخدامها إلى استكمال تنفيذ المهمة بسرعة وبطريقة فاعلة، وتعد قدرات القوات البرية/ الجوية على تحريك حجم كبير من القوات المقاتلة وانزالها عبر مسافات بعيدة بتشكيل سريع وفعال إحدى وسائل الردع الإستراتيجي الرئيسة. ونظراً لما تتمتع به قوات الاقتحام الجوي من خفة حركة عالية تحت مختلف الظروف فإنها توفر لقائد القوات البرية ميزات تكتيكية كبيرة إذا ما استخدمت داخل منطقة القتال نفسها حيث تمهّد الطريق لتحقيق الأهداف المطلوبة. ومن خلال هذا المدخل نجد أن القوات المحمولة جواً السودانية هي القوة المثالية لتكون الاحتياطي الإستراتيجي للقوات المسلحة بحيث تتمتع بإمكانات وخفة حركة عالية تجعلها تتدخل في سير المعركة في الوقت المناسب والمكان المناسب حسب طلب قائد القوات البرية، كما يمكن استخدامها في عمليات خاصة نوعية خلف خطوط العدو. المحمولة جواً ومسارح العمليات المختلفة شاركت القوات المحمولة جواً على مر السنين السابقة في معظم العمليات الحربية داخلياً وخارجياً حيث حرب رمضان «العبور 1973م» وشارك ضمن الكتيبة المظلية النقيب آنذاك عمر حسن أحمد البشير ولبنان وناميبيا وأخيراً في دولة جزر القمر حيث شاركت الكتيبة «153» مهمة خاصة في تحرير جزيرة إنجوان والتي أعلنت انفصالها عن جمهورية جزر القمر وتمت العملية بإبرار بحري ناجح واستطاعت الكتيبة المظلية وفي زمن قياسي من تحرير الجزيرة وتأمينها ومن ثم الانتظار حتى تأمين الانتخابات وهي محل إشادة حتى يومنا هذا من رئيس دولة جزر القمر، أما داخلياً فكانت المشاركة في حرب الجنوب حتى الانفصال والآن تشارك الكتائب المظلية بفاعلية في حرب دارفور وجنوب كردفان. وأيضاً قامت القوات المحمولة جواً ببعض العمليات الخاصة والتي تعتبر من صميم واجباتها، ونسعى جاهدين مستقبلاً في التركيز على هذه الأعمال خاصة أن كل المنتسبين لهذه القوات مؤهلين تماماً لأداء دورهم وإسناد القوات البرية، وهذا يجعلنا نتعرض للمهام والواجبات والتي هي كالآتي: 1/ احتلال المضايق والممرات وتأمينها وتسهيل انسياب حركة قواتنا أو عرقلة وتدمير قوات العدو أو احداث خلل في توقيتاته. 2/ الإغارة في عمق العدو لتدمير ونسف أهدافه الحيوية. 3/ الإغارة على مؤخرة العدو لضرب أرتاله الإدارية لإزعاجه وإرباكه وخفض روحه المعنوية. 4/ الاقتحام الرأسي لمسك رأس جسد تأمين نزول بقية قوات المهمة. 5/ ضرب احتياطي العدو لإرباكه وتشتيت جهوده وخطف قادة وأفراد العدو للحصول عى المعلومات. 6/ احتلال وتأمين المطارات والمهابط داخل أراضي العدو والاستفادة منها في هبوط طائراتنا التي تحمل قوات الإبرار الجوي. 7/ تدمير مدرجات ومهابط العدو بواسطة مجموعات الصاعقة. ولقد نفذت القوات المحمولة جواً بعض العمليات الخاصة والتي هي من صميم الواجبات المذكورة. وهي تحرير الرهائن الأجانب في منطقة جبل بوما حيث تم التحرير بواسطة إبرار جوي بطائرات الهليكوبتر وأنزلت القوة في الهدف مباشرة وتم تخليص الرهائن بنسبة نجاح 100 % عام 1983م. تمت عملية إسقاط مظلي في مطار مدينة فشلا وتأمينه لحين وصول القوات الأرضية. انهاء الحصار وفك الرهائن إبان احتلال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالخرطوم عام 1987م. انهاء احتلال السفارة السعودية إبان مشكلة الفدائيين الفلسطينيين. عملية إمداد جوي ناجحة لمنطقة قيسان بالنيل الأزرق 2011م. عملية إبرار جوي بواسطة طائرة الهيلكوبتر وإمداد موقع قيسان بمواد تموين القتال والرجال واخلاء الجرحى ومن ضمنهم قائد الموقع الرائد الشهيد العوض حيث تم تسمية العملية جسر العوض تخليداً لقائد الموقع البطل، وتم تنفيذ هذه العملية تحت نيران العدو إلا أن رجال القوات المحمولة جواً كانوا قدر المسؤولية ودمروا فلول المرتزقة حول موقع قيسان وعادوا سالمين حيث تمت العمليات اللاحقة بكل سهولة ويسر لهروب المرتزقة.. «2011م». التطوير والتحديث التطوير والتحديث مستمر في القوات المحمولة جوًا لكي تلحق بركب القوات المظلية العالمية لذلك بدأنا بالتنظيم وبذلنا فيه مجهوداً كبيراً حتى تمت إجازته من رئاسة أركان القوات البرية ورئاسة الأركان المشتركة والسيد وزير الدفاع ويعتبر هذا إنجازاً كبيراً حيث بدأنا في تنفيذه حتى تكتمل الصورة. تطورت مدرسة المظلات وأصبحت معهداً والآن يمكن عقد جميع الدورات المحمولة جواً والصاعقة والقوات الخاصة إضافة لقادة فصائل وسرايا وصاعقة «مظلات وصاعقة» وجميع الدورات الخاصة بالقوات المحمولة جواً. هنالك تطور وتحديث في كل قيادات القوات المحمولة جواً، ميادين المواقع الدولية وموانع الصاعقة والمضمار وميادين كرة السلة والطائرة وهنقر التدريب الأرضي وما حصد الكاسات في جميع الألقاب الرياضية إلا تأكيداً لهذا التطور والتقدم والامتياز المستحق. أخيراً نقول إن القوات المحمولة جواً هي الابن الأصيل البار القوي للقوات المسلحة والساعد الأيمن يمتد ويبطش أينما طلبت قيادة القوات المسلحة.