جاء (أبو مرين) من صعيد مصر واستقر في أم درمان عام 9191م. إشتهر (أبو مرين) في بداية حياته بتجارة الأصباغ التي كانت تستخدم في صبغة الملابس والثياب النسائية وأكياس المراتب والمخدات. ذلك إضافة إلى أصباغ الشعر. ثم تطورت تجارته لتدخل في مجال العادات السودانية في مناسبات الزواج والختان، حتى أصبح اسم أبو مرين رمزاً كبيراً في عالم الجرتق. الجرتق حسب التقاليد ووفقاً لمواصفات ومقاييس أبو مرين، يتكوَّن من (صينية) يوضع عليها صحن حِنَّاء كبير ل (تحنين) العريس وأصدقائه. ويُزيَّن الصحن بكميات من الشموع. كما يوضع على الصينية (حُقَّان)، الواحد (حُقّ). يوضع بداخل كل (حُقّ) صندل ومحلب مسحون، أي مواد (الضريرة) التي توضع على رأس العروسين. أيضاً يوضع على الصينية (مُبخران)، الواحد (مبخر). حيث يوضع بكل من المبخرين بخور (العدني) و(الجاولي) و(البخور الحلو) الذي يخلط بعدد من العطور و(الأرياح). ثم هناك (السِّبحة) التي يرتديها العروسان والفردة والمنديل والهلال للعريس. بينما ترتدي العروس (السِّيموتة) والتي (تُنضم) بخيط (الكدة). وعلى صينية الجرتق كذلك يوضع كوبان يستخدمان في (بخ اللبن)، كوب للعريس وكوب للعروس. وهناك كذلك (كوريَّتان)، الواحدة كُورَة (وعاء)، توضع عليهما محلبيَّة لحنَّة أصدقاء العريس يوم (القيدومة)، أي الليلة التي تسبق دخلة العريس. يعرض (أبو مرين) في متجره كامل زينة العروس السودانية في يوم فرحها الخالد، يوم (قطع الرَّحط). حيث يوفِّر (الجدلة) وهى طاقية من شعر (الجورسيه) تصنع من الخيط الأسود أو الأحمر، مرصَّعة ب (الشريفي) وهو ذهب أصفر، ثمَّ (الفِدَو) التي تعلّق على الأذنين، والرَّشمة التي توضع على الأنف، والعصابة في مقدمة الوجه، وعقد (الفرجلات) من (فرج الله)، والحجول، و(لبّة الجنيهات) وما يُسمَّى (البلوم) وهذا يصنع من الخيط الأحمر ويوضع على كتفي العروس. من العائلات السودانية التي تحافظ على الجرتق الأصيل آل المهدي وآل أبو العلا وآل البرير وآل النفيدي، وغيرهم من العائلات الشهيرة. ويشهد جرتق أبو مرين العريق عدد من اللمسات الحديثة حيث تمّ إدخال (كرسي جابر) و(الكريستال)، كما تطوَّرت (الطاقية)، وأدخِلت (دقَّات) حديثة على (الفِدَو) و(الفرجلات) وتغيَّرت (الجدلة) إلى (الألماظ) و(الكريستال)، واستبدلت (الصينية) ب (الترولي). أيضاً إلى جانب الجرتق السوداني الأصيل يوفر (أبو مرين) حاجيات (الزار)، مثل الطربوش والعصايا والشمسيَّة الزرقاء والحجول والمشلعيب و(الحقو) وهو عبارة عن خرز بأحجام كبيرة تربط وسط الرَّحط والكِسكِتَّة. يوفر أبومرين زينة العرس وحاجيات الزار. أبو مرين يوفر أجمل أنواع الزينة في يوم سعادة العروسين، وهم (نازلين على الدنيا أشواق وحِنيَّة). فإذا سارت الحياة الزوجية سيراً هانئاً سعيداً، كان ذلك هو المطلوب. ولكن إذا حدث، لا سمح الله، بعد الزواج أن انقلبت الأفراح رأساً على عقب، وتفاقمت الأمور واختلط الحابل بالنابل، وأصبحت (المودة والرحمة) مرجلاً يغلي وبركاناً يثور، أيضاً هنا (أبو مرين) يوفر احتياجات (الزار). وما على العروسين (المظيورين) (المعكننين) عندئذٍ ، إلا الذهاب إلى (أبو مرين) لشراء الكسكتة والطربوش والشمسيَّة الزرقاء ل (ينزلا) للمرَّة الثانية على الدنيا أشواق وحنِيَّة!.