الجرتق من أقدم العادات والتقاليد المنتشرة في السودان لارتباطه الوثيق بكل القبائل باعتباره جزءا من الحياة الاجتماعية ومحطة مهمة في رحلة الزواج والختان.. ولم يتنازل الجرتق عن مكانه رغم التطورات التي شهدها مضمار الحياة، وأدت إلى اندثار بعض التقاليد من على الواقع. ويأتي الجرتق ملازما (الضريرة) في ختام طقوس كرنفال الزواج، وكذلك عند نهاية مرحلة الختان باعتباره سلوكا اجتماعيا ضروريا ملازما للمناسبتين تقول (فاطمة مكي): إن الجرتق عبارة عن صينية باللون الأحمر فيها صحن وحقق ومبخر وحريرة والسبحة والسوميت، بالإضافة للهلال والسيف والسوط وسبحة اليسر. وقالت الحاجة آمنة إن عملية الجرتق تكون عادة آخر خطوة في مراسم الزواج أو الختان. واضافت: أن سرير الجرتق يكون مفروش ب(ملاية) في الغالب تكون من القطيفه بجانب الصينية التي تحتوي على الضريرة والبخور والريحة واللبن وتقوم «الحبوبة» أو الخالة أو العمة بوضع الضريرة والضريرة المكونة من المحلب والصندل. وقالت إن العريس يلبس توب السرتي الى جانب الزي البلدي (الجلابية ,الطاقية ,الملفحة) ويقوم العريس (سابقا) برش اللبن. وأوضحت بأن الرش الآن يتم بالريحة بدلاً عن اللبن في كثير من الأحيان، ويقرأ الحضور سورة «يس» وبعدها تعم الزغاريد وتنطلق الأغاني بالعديل والزين. وبحسب روايات عديدة فإن الجرتق عادة من العادات الاجتماعية وإرث تقليدي يتمسك به السودانيين باعتباره نوعا من الحروز يستخدم لجلب المنفعة والحظ والدفع بالضرر والحسد، وهذه الطقوس خاصة بمناسبات الزواج وتحتوي صينية الجرتق على عدد 2 إلى 3 «حُق»، بالإضافة إلى عدد من أوانٍ تعرف الواحدة منها «بالكورية» وتستخدم لحفظ الزيت الطيب والدلكة، بالإضافة إلى البخور المسبع ولبان الشب وهي تمثل عين العروسة؛ وذلك منعا للعين والسحر.. كما توجد كورية بها لبن، وهناك صحن الضريرة وهي عبارة عن خليط من المحلب والقرنفل والصندل المسحون، وتحتوي الصينية أيضاً على الحريرة الحمراء وبها خرزة كبيرة زرقاء أو خضراء، بالإضافة إلى خرزة «السوميتة» وعظم السمك وقرني البطريق والسبحة, وتعتبرالحريرة الحمراء وهي خيط أحمر تنظم فيع القطع الخرزية ذات دلالة عقائدية تهدف للحماية، وخرزة خضراء أو زرقاء كبيرة ولها دلالة حرزية تتعلق بخصوبة الرجل، وفصيلة الدم «خاتم فضة به حجر يسمى فص الدم»، وعظم السمك «حلقة من السلسة الفقرية للسمك»، وخرزتان متوسطا الحجم وهذه كلها منظومة في خيط وتلبس حول معصم اليد اليمنى وترمز للأمل، الفأل،.. وللجرتق وقت محدد حيث يحبذ أن تتم ممارسته قبل مغيب الشمس ويكون عنقريب الجرتق في اتجاه القبلة وهذا اعتقاد له أهميته في المجتمع السوداني، كما كانت ممارسة الجرتق في السابق تتم في اليوم السابع للمراسيم باعتباره آخر مرحلة في طقوس الزواج ومنها يغادر العرسان الى شهر العسل, أما في مناسبة الختان فإن طقوس الجرتق تختلف من منطقة الى أخرى قد تجعله في بداية أو في نهاية الكرنفال ..