«اللهم ارحمها واعفُ عنها واجعل الجنة مثواها يا رحمن يا رحيم».. وتنقضي الدنيا بأفراحها وأحزانها وتنتهي الأعمار على طولها وقصرها ويعود الجميع إلى ربهم بعدما أمضوا فترة الامتحان على ظهر الأرض، ولعل أصعب الامتحانات فقد الأم لأنها المعادلة الأصعب في حياتي وسر الجاذبية بل هي أول مصباح مضيء في حياتي والبقعة الفاضلة في قلبي، فكل الطرق تؤدي إلى حب أمي فهي أم لن تتكرر في الحياة فعذرًا إلى جميع الأمهات لأن عظمة وحنان أمي يحتم أن أقول في حقها هذا الكلام وأكثر.. أمي الجنة تحت أقدامها أتمنى من كل من يقرأ هذه الأسطر أن يدعو لها بالمغفرة والرحمة كما أنني أدعو لكل أم في ظهر البسيطة أن يديم عليها نعمة الصحة والعافية وطول العمر وأن تقر أعين كل الأبناء بأمهاتهم.. درج الأبناء على عادة الاحتفال بيوم عيد الأم في كل 21مارس وتقديم الهدايا لهن في هذا اليوم.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل مكانة الأم وقدرها مرهون بيوم واحد في كل عام فقط نعبِّر عن مشاعرنا تجاهها؟ الإجابة قطعًا بالنفي.. إنها تستحق أن نحتفل بها كل يوم كل ساعة في كل ثانية فهي سبب وجودنا في الحياة وسر سعادتنا تحترق لتضيء لنا الطريق ومهما بلغ بنا العمر نظل في حاجة دائمة لها واللجوء إلى حضنها فهو الملاذ الآمن الذي يقينا من زمهرير الأيام ننسى فيه همومنا ورهقنا نكتسب المناعة ضد إعصار الزمن، نستمد منها كل نحتاج له في مسيرة أيامنا اليباب . مرت عدة أعوام على رحيل امي ولكن مازلت أذكره كأنه حدث اليوم.. أتذكر كل شيء بتفاصيله، موتها كان بمثابة الفاجعة التي قصمت ظهري وأنا في أمس الحاجة لها، لم أُشبع حاجتي منها بعد، رحلت عني مبكرًا وتركتني وحيدة أعاني الأمرّين، مازلت أحتاج أن تعلمني وتوبخني إلى الطريق المستقيم، فأنا بدونها أتخبط دون هادٍ مهما حاولت التعبير عن مدى احتياجي لك أمي الحبيبة أجد كل أحرف المعاجم اللغوية لا تفيني حق التعبير.. احتاج إليك حد الاحتياج.. كل ما يجعلني احتمل فراقك هو إيماني بالله ويقيني أن يجمعني معها في دار أرحب من دار هذه الدنيا الفانية، هذا هو عزائي الوحيد، أحظى بالاهتمام من الجميع سيما من إخواني وأخواتي وهم يكبروني سنًا هم وأزواجهم وزوجاتهم.. إنهم في محاولة دائمة ودؤوبة لتعويضي ما أحس به من حرمان، وحقيقة لم يألوا جهدًا في ذلك لكني لا أنكر ما تقوم به اختي الكبرى ومحاولة تجسيدها دور أمي لكن أمي لم أجد لها بديلاً حتى الآن كلما مررت بإحدى الطرقات أو المناسبات وشاهدت أمًا أتذكر أمي بل وأتخيلها، وعندما أذهب إلى بيت العزاء المتوفى فيها الأم أجد نفسي أبكي حد الانهيار لأنني اعتبرها أمي... اللهم ارحمها رحمة واسعة وارحم أمهات جميع من فقدوا أمهاتهم بجاه ذلك اليوم العظيم ارحم والدة الباشمهندس الطيب مصطفى ووالدة إسحق أحمد فضل الله وخالد كسلا وأخيرًا والدة الزميل المثني الفحل والأخ بانقا بالإعلانات وأم زميلتي بالصحيفة أم سلمة العشا وسعاد حامد ووالدة الزميلة ميسون عبد الرحمن اللهم تغمدهنّ برحمتك الواسعة وزِد وبارك في أمهات الجميع يارب العالمين.