٭ في أواخر القرن الماضي وفي احتفال كبير افتتح والي الجزيرة الأسبق، سفير السودان الحالي لدى إثيوبيا الفريق عبد الرحمن سرالختم، ووالي الخرطوم السابق، وزير الزراعة الحالي الدكتور المتعافي، افتتحا بقاعة الصداقة آنذاك معرض البناء والتشييد لمدينة الأحلام (دريم لاند).. هذا هو الخبر الذي ملأ الصحف والفضائيات والإذاعات، وتابعه أهلنا في الجزيرة من خلال تلك الأجهزة.. ثم غاب المشروع لسنوات حتى ظهرت أخباره مرة أخرى في الأيام الماضية عند لقاء صاحب المشروع المستثمر المصري الدكتور أحمد بهجت بالدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية وفي حضور الشريك السوداني (الخواض) حيث تم كما أعلن اتفاق على إزالة كافة العقبات والمعوقات التي تعترض اكتمال المشروع ومواصلة العمل فيه خلال أسبوع واحد. لكن أهل الجزيرة يتساءلون كما ظلوا دائماً عما يمكن أن يضيفه هذا (المُنتج الجديد) لولايتهم؟.. وقد سبقته الكثير من المشاريع، نعم تساءلوا ولمَ لا يتساءلون!! وهم لا يحسون بوجود (فعل) يمشي بينهم!! لهذه المشاريع التي سبقت «دريم لاند» حتى يكونوا في حالة استعداد وتهيؤ لتقبل المزيد من الضيوف القادمين عليهم! نعم إنهم حقيقة لم يسمعوا أو يقرأوا أو يشاهدوا أن واحدة من هذه المؤسسات التي احتلت المساحات الواسعة الشاسعة من الأراضي بالمشروع قد قامت بتشييد طريق واحد داخلها ولا هي أنشأت مدرسة تحمل اسمها خدمة لأبناء المزارعين.. ولا هي قادت حملة ولو محدودة لمكافحة الملاريا، ولا هي عوّضت المزارعين عما أصابهم من عطش في مياه الشرب وعطش في ري محصولاتهم وعطش لكلمة شكراً تقال لهم نظير ما قدموا لهذه البلاد وأهلها حين كان مشروع الجزيرة يحمل الكل على أكتافه. ٭ والناظر الآن لحال قرى الجزيرة يلمس للأسف مدى التدهور المريع الذي أصاب كل مرافق الخدمات فيها من مراكز صحية وشفخانات، ومدارسٍ لايزال تلاميذها جلوساً على الأرض!!. ٭ وإن كانت إدارة الخدمات بالمشروع التي ظلت خلال أيام المشروع الزاهرة تتولى تقديم كل احتياجات المزارعين من الخدمات الأساسية وقد أصابها ما أصاب البلاد كافة، فإنه في ظل هذه المشاريع القادمة لأرض الجزيرة كان لابد أن يكون واحداً من البنود المهمة التي يفترض أن تُضمن في اتفاقية الاستثمار الموقعة بين الولاية وبينها المساهمة الفاعلة في تنمية وترقية هذه الخدمات الاجتماعية وذلك بتحديد «نسبة مئوية» تذهب لهذا الغرض الحيوي المهم، ٭ إننا وقد رحبنا قبلاً بكل ضيف أتانا مستثمراً، فإنه من الواجب أن نرحب بالعودة الجديدة ل (دريم لاند) وننتظر بالعشم كله أن تقدِّم لنا ما عجز عن تقديمه الآخرون... فهل يطول الانتظار؟؟ بابكر عباس محمد