زغرودة عالية جعلت فناء الدار الممتد هدوءًا زمناً طويلاً يعج بالفرحة فجأة ودموع تنهمر بغزارة منظر يبعث الفرح والحزن في آن واحد.. فرحة تؤكد ان التواصل وطيبة القلب لا تحتاج لصلة رحم فقط لأن كل من كان بالدار جمعتهم الظروف القاهرة وأهوال الزمان فتآخوا وتحابوا وأصبحوا أكثر من إخوان كان المكان دار المسنات السجانة الخرطوم وكان الزمان جميلاً يبعث في الانفس روح التواصل والوجد وكانت الزغرودة بهجة عارمة غشيت الدار بمناسبة عودة الحاجة «مريم» التي يحبها الجميع كما يبدو فقد كانت «ولوفة» تتجاذب أطراف الحديث مع الجميع وتحلو معها جلسات الشاي الصباحية نشيطة تساهم في النظافة والنظام خرجت من غير دراية منها ولم تسعفها الذاكرة التي أهرقتها هموم الدنيا والبعد عن الأهل لتعود يعد يومين والدار تعيش حزنًا عميقًا لفقدها ثم عادت لتطلق إحداهن صيحة فرح بعودتها وتشاركها الباقيات بالدموع.. كان الموقف يدمي القلوب نعم يدميه ونصمت هنا لأن لحظات الحزن تعاش ولا تحكى، كان الغرض من وجودنا بالدار صنع جو أسري مع الامهات ومشاركتهن عيد الأم قبل الاحتفال الرسمي، جاءت المبادرة من مجموعة من الشباب التقوا بالفيس بوك الذي ظل يصنع ربيعًا تخريبيًا في البلاد العربية ونحمد الله انه الآن وفي السودان يصنع ربيعًا اجتماعيًا جميلاً «كلنا سوا» مجموعة من الشباب: إعلاميين أطباء قانونيين ومهندسين وغيرهم بدأوا قلة :إيثار إسماعيل، ياسمين الامين، لؤي عباس، سامي إبراهيم د/منيد/مهاد..هبة بكري، محمد الاسمر، د/محيي الدين وغيرهم ثم اتسعت المساحة لتشمل كل ذي قلب محب للخير أقاموا هذا الاحتفال بمشاركة مجموعة «عبق الحروف» التي على رأسها الشاعر عبد المنعم الكتيابي على أنغام عود الفنان علاء الدين دندن رقصت الامهات بسعادة وأضفى محمد كوكي بصحبة عبدالغني من فرقة همبريب الكوميديا المرح على الحضور الذين ذرفوا الدموع مع أغنية «يا حبيبتي يا أمي» هذه المجموعات ستنفذ مشروعات عديدة طالما تكسوها الهمة وتحتاج فقط لدعواتكم.