أكثر من ثمانية عشر ألف شهيد قدمتهم قوات الدفاع الشعبي في ساحات المعارك وغيرهم الكثيرون من الذين دافعوا عن الدين والأرض والعرض في سنوات خلت، وتعتبر من أكثر الولايات التي عاشت سنوات الحرب قبل السلام وكذلك بعده، وخلال الأيام الماضية شهدت الولاية نفرة لواء النصرة الذي رفع التمام وأعلن جاهزيته للدفاع عن أرض السودان في كل شبر تحاول العبث به، وقال مستشار رئيس الجمهورية الدكتور أحمد بلال إننا كنا نظن أن عقار معارضته في نظام فدرالي ولكنه يحمل السلاح وتجرأ على ثوابت الوطن فما هي الأجندة التي وراءه وهل لها علاقة بإنسان الولاية؟ وإن أسوأ شيء أن يقاتل الإنسان بالوكالة و هكذا عقار تنكر وارتد عن التاريخ في هذه الولاية التي تحركت منها جيوش المسلمين بعد هزيمة الأندلس لمحاربة المسيحية فنسي عقار ذلك التاريخ وقال إن الناس سئموا الحرب والعنف وأضاف بلال أن عقار قضيته ليست التنمية لكنه رفع السلاح في وجه السودان عامة وأوضح بلال خلال مخاطبته لواء النصرة بمنسقية الدفاع الشعبي بالدمازين أن الهادي بشرى يمثل ركنًا من أركان أدب المعارضة وتعاطي السياسة فهو لما اكتشف أن أمر المعارضة انحرف إلى شيء ضد السودان عاد إلى البلاد.. وإن كثيرًا من الخلط يحدث ممن يسمون أنفسهم معارضة.. والمعارضة حق مشروع حتى في الإيمان لكن هنالك ثوابت وطنية يجب ألا يتخطاها الناس، وقال إن الرئيس وجه بأن نجهز أنفسنا ونعدها وأنا الآن أرجع إلي الخرطوم وأنا أكثر اطمئنانًا أن السودان لن يؤتى من النيل الأزرق، وسأرفع التمام للرئيس، مشيرًا إلى أن للولاية حقًا من التنمية وسيقف المركز معها حتى تحدث هذه التنمية وأوضح أن جنوب كردفان التي أعلنت فيها الحرب دون مبررات بلغت الطرق المسفلتة بها 2500 كيلومتر. والنيل الأزرق مطمورة أمن السودان الغذائي ويجب أن تصلها خدمات الكهرباء وكل أنواع التنمية وهذا حق مشروع. داعياً للتنمية وفتح العين والأيادي على الزناد. وعن لواء النيل الأزرق قال إن هذه الألوية ستكون سكينًا في خاصرة كل متمرد يريد أن يأتي أو يحاول النيل من البلاد، والدفاع الشعبي يقوم بعمل إستراتيجي وهو عضد وسند للقوات المسلحة ونحن لسنا طلاب حرب ولا ندق طبولها، ووجه بلال منسوبي حزبه للانخراط في الدفاع عن الولاية دون انتظار توجيهات.. وقال إن الأيام القادمة ستشهد تراجعاً كبيراً لأنهم شعروا أننا أقوياء. فيما قال والي النيل الأزرق اللواء الركن الهادي بشرى إن هذا اليوم يوم فرحة غامرة لاحدود لها، وتحدث عن إرث الاتحاديين والشريف الهندي الذين وصفهم بالوفاء والخوف من الله، وقال إنهم جاءوا إلى البلد مرفوعي الرأس وجاءوا بخطة عمل قبلتها الحكومة، وتحدث عن شرف عودة لارتداء البزة العسكرية بعد أن تقاعد إلى المعاش وهو ما ردّ إليه روح الشباب «كأنني ابن الثلاثين» وثمّن بشرى مجاهدات الدفاع الشعبي في النيل الأزرق الذين كانوا صفًا واحدًا في وجه المعتدي مثمِّنا دور الحاكم السابق اللواء يحيى محمد خير وقال إن أهل النيل الأزرق أشداء على المتمردين رحماء بينهم ركع سجد لا يوجد صوت نشاز وثمن مجاهدات المرأة في إعداد الزاد والإسناد، ومن جانبه قال عبد الله الجيلي منسق عام الدفاع الشعبي إن الدفاع الشعبي قدم خلال مسيرته في الجهاد أكثر من «18» ألف شهيد وأكثر من «500» ألف مجاهد وأن من استشهدوا منهم مضوا إلى الله وتنزهوا عن الدنيا وأن الجرحى يتطيبون ويعودون إلى ميادين القتال، وقال إن ولاية النيل الأزرق كانت لها نفرة حاصة بعد أن عاد الذين يقومون بأمرها على قتلها.. وأوضح أن السودان لا تحميه ترسانة عسكرية إنما تحميه عقيدة أهله وإيمانهم وشعبه الذي اقترح التضحيات ليس من أجل سلطان لكن لإحياء قيم منهج لا إله إلا الله كمنهج حياة. اللواء مرتض« عبد الله وراق قائد الفرقة الرابعة مشاة حيّا مجاهدات أهل الولاية الذين كانوا سنداً وعضداً للقوات المسلحة وسبباً في الانتصارات التي تحققت وكانوا يتوجهون أينما وُجِّهوا.. وقال اللواء وراق إن القوات المسلحة نظفت آخر منطقة بالجهة الشرقية من التمرد وهي منطقة كشنكرو، ودعا قائد الفرقة المزارعين والرعاة للاستعداد للموسم القادم مؤكداً نظافة ما تبقى من الولاية قبل الخريف، وأكد اللواء وراق أن ثقته بالدفاع الشعبي لا تحدها حدود. فيما وصف المهندس محمد سليمان جودابي إنسان الولاية بالنبل والتضحية والسبق في الإسلام والجهاد، وثمَّن جودابي دور المرأة وإسنادها للقوات المسلحة والمجاهدين، وقال: رغم مضي ستة أشهر على الحرب إلا أن السيوف مشرعة والخيول مسرجة، وأضاف: ليس بمقدور أحد أن يتطاول على النيل الأزرق، وإن الذين انضموا لجانب الدفاع الشعبي من صفوف الحركة الشعبية استبانوا الطريق وكانوا في المقدمة وثمَّن دور الحكومة الاتحادية في اختيار اللواء الهادي بشرى لقيادة أمر الولاية. وقال المجاهد عوض الرضي إننا نقدر بامتنان دور أهل الولاية الذين شكلوا لوحة زاهية واصطفوا خلف القوات النظامية والمجاهدين ولم ينسَ دور المرأة وحسن بلائها، وقال إن عقار كان يراهن على عدم استجابة المجاهدين للقتال لكنه تدفق علينا أكثر من خمسة آلاف مجاهد حتى فاضت عنهم حاجتنا.. وثمَّن المنسق دور المجاهدين مستشهداً بالشهيد المقدم الملة وسعيه للشهادة وحيّا المجاهدين الذين يرابطون في الثغور.