تفقَّدت «الإنتباهة» أمس، بمعية وفد حكومي برئاسة وزير النفط د. عوض أحمد الجاز، يرافقه والي جنوب كردفان أحمد هارون، ونائب رئيس هيئة الأركان عمليات الفريق عبد المنعم سعد إبراهيم، تفقدت مناطق إنتاج البترول في هجليج بولاية جنوب كردفان «37 كيلومتراً من حدود دولة الجنوب» عقب الهجوم الذي تعرّضت له المنطقة. ووقفت على كافة التفاصيل حول الهجوم, في وقت أدان الإعلان الوزاري للقمة العربية ببغداد الاعتداء على السودان. ومن ناحيته طالب المؤتمر الوطني القوات المسلحة برد العدوان، فيما أيد قرار الحكومة بوقف المفاوضات مع حكومة الجنوب بعد أحداث هجليج، وشدد على عدم الحديث عن القضايا السياسية إلا بعد الانتهاء من الترتيبات الأمنية، واصفاً الهجوم بأنه يعبر عن سوء نية وعدم جدية تجاه السلام من حكومة الجنوب، داعياً في بيان أصدره القطاع السياسي عقب اجتمع طارئ للقطاع برئاسة نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم، المجتمع الدولي إلى مساعدة السودان في دعم الجهود لتعزيز الأمن في الحدود بين الدولتين. وأكد قائد منطقة هجليج اللواء بشير مكي الماحي للصحافيين من داخل معسكر الشهيد الفاضل، سيطرة القوات المسلحة على الوضع وطرد المتمردين، مشيراً إلى أن متحرك الكرامة هو الذي دحر الأعداء. وأكد وزير النفط استمرار العمل في الحقول وعدم تأثر الإنتاج، مضيفاً أن السودان لن يسمح بأي اعتداء على أراضيه ومقدراته. وعاهد المرابطين بمعسكر الشهيد الفاضل على أن السودان لن ينال منه عميل أو صاحب غرض. وقال إن الهجوم على هجليج من باب الحسد والغيرة، وقال: «إنهم يقولون أوقفنا بترولنا وسنوقف بترولهم». ومن جانبه كذَّب والي جنوب كردفان أحمد هارون تصريحات رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت باحتلال هجليج، مضيفاً أن الأحوال فيها مطمئنة ومستقرة، وقال إن سلفا كير يكذب على رؤوس الأشهاد والعالم. وأضاف أن الجنوب سيظل مثل المجذوم اليائس من العلاج. وفي ذات السياق أكد الفريق جاهزية القوات المسلحة للرد على أي اعتداء يستهدف السودان، مشيراً إلى استعداد القوات المسلحة للدفاع عن حدود البلاد ومواطنيها. وأضاف نائب مدير شركة النيل الكبرى لعمليات البترول، أن حجم الإنتاج الحالي من النفط في هجليج يبلغ «60» ألف برميل يومياً ويتوقع ارتفاعه إلى «70» ألف برميل في اليوم بنهاية العام الجاري. أنه سيرد الصاع صاعين، وقال بشتنة محمد سالم القيادي بالقبيلة للصحافيين أمس: «إن سلفا كير حينما زعم أنه استولى على هجليج كنا ندرك أنه كذاب»، وقال: «عليه أن يمص ويشرب موية حديثه». وأضاف أن استدراج باقان الرئيس إلى زيارة جوبا خطة لن تنطلي علينا»، وقال إن أراد سلفا كير زعزعة الخرطوم فإن جوبا ليست بعيدة، وقال إن قبيلة المسيرية حتى اليوم لم تدخل في المعارك، لكنه أكد استعدادهم التام للدفاع عن السودان. ومن ناحيته أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه حيال الاشتباكات، محذِّراً من أن المعارك التي اندلعت تهدد بإعادة اشتعال الحرب بين الجانبين، وتضر بالوضع الإنساني للسكان، مما قد يسبب المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين. ودعا أعضاء مجلس الأمن الخرطوموجوبا إلى ضبط النفس بأقصى درجاته. ومن ناحيته دعا الاتحاد الإفريقي الخرطوموجوبا إلى سحب قواتهما إلى مسافة عشرة كيلومترات من الحدود. وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ في بيان له أمس عن قلقه الكبير إزاء التصعيد على الحدود بين البلدين. كما دعا الطرفين إلى تشكيل لجنة مشتركة للتحقق ومراقبة الحدود. إلى ذلك دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قادة البلدين إلى استئناف المفاوضات وعقد القمة المقررة بين الرئيسين. وشددت كلينتون خلال مؤتمر صحفي بالخارجية الأمريكية أمس، على أن البلدين يمكنهما أن يربحا من تعاونهما معاً، حيث أن الجنوب لديه النفط والسودان لديه البنية الأساسية وشبكات النقل لتوصيل النفط إلى الأسواق. وحمَّلت الخرطوم الجزء الأكبر من المسؤولية. من ناحيته أكد السفير دفع الله الحاج علي المندوب الدائم للسودان بالأمم المتحدة أن مجلس الأمن في جلسته أمس أرسل رسالة قوية إلى تجمع «تحالف الجبهة الثورية» بأن تنأى بنفسها عن خيار العمل العسكري إضافة إلى العدول عن هدفها المعلن وهو إسقاط الحكومة عن طريق القوة، كما أشار السيد المندوب الدائم إلى أن البيان الصحفي طالب بضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأكد المندوب الدائم في تصريح تلقت «الإنتباهة» نسخة منه أمس أن البيان أشار على استحياء إلى التسلل والهجوم الأخير الذي قامت به قوات الحركة الشعبية في منطقة هجليج وأضاف أن هذه الإشارة لا ترضي طموح حكومة السودان وكان يجب أن تكون رسالة المجلس أكثر صراحة وقوة.