عاد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية للبلاد مساء أمس بعد مشاركته في قمة بغداد.وأكد البشير إفشال السودان كل الاعتداءات على حدوده بعزيمة صادقة لإعادة الأمور لنصابها، وقال إن أعداء السلام وأصحاب الأجندة الأجنبية والمؤامرات المستمرة لتمزيق السودان، ظلوا يضعون العوائق أمام مسيرة السلام، ويدفعون دولة الجنوب للاعتداء على حدود السودان، ويعملون على تأجيج التمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأكد البشير في خطابه أمام مجلس جامعة الدول العربية في دورته العادية ال «23» ببغداد أمس، أن السودان يسعى وبإرادة أكيدة لتحقيق السلام وعدم العودة للحرب. لافتاً إلى احترام السودان خيار أهل دولة الجنوب في الانفصال ومبادرة السودان بالاعتراف بالدولة تحقيقاً للمواثيق، مبيناً أن السودان عازم على تحقيق السلام والمضي قُدماً في إيجاد تسوية سلمية للقضايا العالقة عبر التفاهم مع مع حكومة جوبا. وأشار البشير إلى أن السودان يخطو برؤية استراتيجية لإقامة تعاون وثيق وعلاقات حسن جوار مع الدولة الوليدة، مؤكداً مضي الحكومة في تنفيذ اتفاق الدوحة للسلام، وأضاف قائلاً: «شرعنا في تطبيق الاتفاقية، وشهدت دارفور خطوات واسعة نحو تثبيت الاستقرار تمثلت في عودة النازحين واللاجئين». وأوضح البشير أن العالم العربي تواجهه تحديات عظيمة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وديون مفروضة عليه، وتهميش ممنهج جراء العولمة الاقتصادية غير العادلة. وقال: «رغم الحصار الاقتصادي ظللنا نكافح لتطوير اقتصادياتنا داخل بيئة تنافسية دولية عنيفة»، داعياً إلى ضرورة فتح آفاق جديدة للتبادل التجاري، والعمل على متابعة تنفيذ مقررات قمة الكويت الاقتصادية، والإعداد الجيد لعقد القمة التنموية الاقتصادية في الرياض عام 2013م، والتحضير للمؤتمر العربي حول تنفيذ الأهداف التنموية للألفية. وذكر البشير أن التطورات الأخيرة بالمنطقة العربية أحدثت تغييرات عميقة في البنية السياسية والاجتماعية في الوطن العربي، محيياً في الوقت نفسه ثورات الشعوب العربية وانتصاراتها على الطغيان، منوهاً بمتابعة الأوضاع المأساوية في سوريا، وأكد ضرورة تكاتف الجهود الخالصة في إطار المبادرة العربية لحفظ الأمن والاستقرار بسوريا لتجنيب شعبها مخاطر التدخل الأجنبي.