الدرن أو السل أو «تي بي» هو مرض بكتيري يصيب الرئة وتصل مضاعفاته بالرئة إلى حدوث الفشل التنفسي أو توسع الشعب الهوائية التي تحدث البصاق المدموم، والغريب في الأمر أن للدرن نوعًا آخر يصيب كل الأجهزة بجسم الإنسان سواء كانت تلك الأجهزة بالجهاز الهضمي العلوي أو السفلي، وكذلك الجهاز الدماغي «العصبي» مسبباً الشلل النصفي، كما يصيب الجهاز التناسلي عند المرأة ويسبب العقم، ولا يقف الدرن الخارجي «خارج الرئة» عند هذا النحو فهو يصيب أيضاً العظام والمفاصل والسلسلة الفقرية ولا يترك القلب على حاله بل يصل للعيون، حول هذا المرض كانت لنا جلسة مع د. عمر الجيلي يوسف استشاري أمراض الصدر.. حوار : رباب حسن كيف يمكن تعريف مرض الدرن؟ هو مرض بكتيري يسببه عصيبة الدرن. ما هي أعراض الإصابة بالدرن؟ الكحة لأكثر من أسبوعين ودائماً يصاحبها بلغم أو «بصاق دم»، وحمى ليلية، ويتصبب المريض بالعرق مع نقصان في الوزن وقد يصاحبه أيضاً ألم في الصدر أو ضيق في التنفس ولكن ليس في كل الحالات. هل لمرض الدرن أنواع؟ له نوعان: الأول الدرن «البقري» وهذا النوع يصيب الأبقار ويمكن أن ينتقل للإنسان عن طريق شرب الألبان غير المقلية جيداً ويسبب الدرن في الجهاز الهضمي، أما النوع الثاني وهو الدرن البشري فله نوعان النوع الأول الدرن الرئوي أي داخل الرئة، والنوع الثاني درن خارج الرئة وقد يوجد في الغدد الليمفاوية أو في الجهاز الهضمي أو الجهاز التناسلي للمرأة ويسبب العقم أو بالجهاز العصبي ويسبب الشلل النصفي أو درن العظام والمفاصل والسلسلة الفقرية ويسبب شلل الأطراف السفلى أو في الغشاء التيموري «الغشاء حول القلب» وهو يُحدث سوائل حول الرئة أو درن بالغشاء البلوري ويسبب هذا النوع سائلاً حول الرئتين كما يصيب الجهاز البولي ويسبب الفشل الكلوي وأيضاً درن الجلد ودرن العيون مما يعني أن الدرن خارج الرئة يصيب كل أجهزة الجسم. كيف ينتقل الدرن البشري؟ ينتقل الدرن البشري عن طريق الرذاذ من الشخص المريض إلى الشخص السليم، ولكن نحن كأطباء نقول هنا لا داعي للخوف من التعامل مع المريض بل يكفي استعمال المنديل لاتقاء خطر انتقال العدوى، فانتقال المرض يحتاج لحدوث تقارب شديد بين الشخص المريض والشخص السليم ويتم في ذلك التقارب تبادل الأنفاس ولفترات طويلة كوجودهما بغرفة واحدة غير جيدة التهوية. هل للإصابة بالدرن علاقة وراثية؟ لا توجد علاقة مباشرة لحدوث المرض بالوراثة ما هي المدة التي تتم فيها حضانة المرض حتى يظهر؟ تختلف من شخص لآخر ومن نوع لآخر على حسب درجة مقاومة الإنسان للإصابة بالدرن فقد يكون المريض حاملاً للمرض لفترة طويلة من الزمن من غير أن تظهر عليه الأعراض، ولكن عند نقصان المناعة لأي سبب مثل نقص العوز المناعي «الإيدز» أو بسبب الإصابة بالسكري أو عند استعمال عقاقير مثبطة للمناعة عندها تظهر العلامات المرضية على المريض. ما هي المضاعفات التي تسببها الإصابة بالدرن؟ كما أسلفنا أن مرض الدرن له نوعان: فالدرن داخل الرئة يُحدث مضاعفات بالرئة مثل تليف الرئة الذي يسبب الفشل التنفسي، ومن مضاعفاته أيضاً توسيع أو تمدد الشعب الهوائية وعادة ما تسبب البصاق المصحوب بالدم وللدرن داخل الرئة مضاعفات أخرى تتمثل في ظهور الفطريات داخل الرئة وذلك نسبة لوجود كهوف داخل الرئتين فتكون بيئة مناسبة لتكاثر الفطريات ولهذا يحدث نزيف من الرئتين. وما هي مضاعفات الدرن خارج الرئة؟ الدرن خارج الرئة مضاعفاته تتمثل في الإصابة بالاستسغاء والإصابة أيضاً بالفشل الكلوي والعقم عند النساء والشلل النصفي والعمى، وكما أسلفنا فهو يصيب كل الأجهزة بالجسم وبالتالي يُضعفها. ما هي الفئات العمرية التي تُصاب بالدرن؟ الفئات العمرية التي تصاب بالدرن دائمًا هم الشباب بين عمر خمسة وعشرين إلى أربعين عاماً. كيف يمكن تشخيصه؟ أولاً: تؤخذ صور أشعة سينية فهي تُظهر وجود التهاب، ثانياً يتم فحص «البصاق» للمريض لمدة يومين، في ذلك الفحص غالباً ما تظهر البكتريا «في حالة الدرن الرئوي».. وأيضًا يتم فحص المناعة للمريض والذي يسمى بفحص «المانتوتست» لكن في بعض الأحيان تستوجب بعض الحالات المرضية فحص الأغشية ويكون ذلك في حالة الدرن خارج الرئة. هل يمكن علاج الدرن وكيف؟ تنقسم الخطة العلاجية للدرن إلى فترتين الفترة الأولى مكثفة وهي لمدة شهرين يأخذ المريض فيها أربعة إلى خمسة أنواع من العلاجات، ونشير هنا إلى أن البرنامج القومي لمكافحة الدرن قد استجلب حبوبًا جديدة تحتوي على الأربعة أنواع من العلاجات في حبة واحدة مما مكن من سهولة تناول العلاج.. أما الفترة العلاجية الثانية والتي تستمر لمدة أربعة أشهر فيأخذ فيها المريض نوعين من الحبوب ويتم بعدها الشفاء. في أي مناطق السودان يكثر انتشار المرض؟ في مناطق شرق السودان وأيضاً في ولايات دارفور، ولكن أكبر نسبة إصابات بالدرن كانت تسجلها في السابق ولايات جنوب السودان. هل من إرشادات؟ أول إرشاد إذا حدث لشخص كحة أو سعال لمدة أكثر من أسبوعين عليه مراجعة أقرب طبيب.. ثانياً ضرورة استعمال المناديل عند العطس وضرورة التهوية الجيدة للغرف، وأخيرًا يجب التعامل مع المريض الذي بدأ العلاج تعاملاً عاديًا لأنه يكون قد أصبح غير معدٍ بعد البدء في العلاج.