النزوح والهجرات السكانية من الولايات الأخرى التي تشهد إشكالات وتعقيدات والهجرة طلباً للخدمات التي تفتقر إليها بعض الولايات شكلت ضغوطات كبيرة على العاصمة الخرطوم، وأثرت على الطبيعة العمرانية للولاية وتسببت الهجرات العكسية في ضغوط على الخدمات بالعاصمة مما أدى إلى ظهور المناطق العشوائية التي لازمت المدينة الحضرية فضلاً عن أن التصميم القديم للولاية غير ملائم لإبراز شكل العاصمة السياحي حيث ظلت المرافق السياحية في غير مواضعها، فيما ظلت المواقع السياحية حبيسة لدواوين الحكومة، كل هذه الأسباب مجتمعة وغيرها من حالة الفوضى التي تشهدها أسواق الولاية واحتضانها للباعة المتجولين والمتسولين والمشردين استدعت حكومة الولاية للنظر في إعادة شكل العاصمة وفق المخطط الهيكلي الذي وضعته لأجل إحداث تغيير شامل في مظهر العاصمة الذي ضاع بين العديد من المشكلات المتمثلة في الصرف الصحي والسطحي، وأعلنت عبر المؤتمر الأول لمحلية الخرطوم عن بداية العمل في منطقة وسط الخرطوم باعتبارها قلب العاصمة وأكثر مواقع الخلل التي أدت إلى ضياع ملامح العاصمة وإزالة التشوهات التي لحقت بالأسواق جراء الإهمال الذي شهدته طوال الفترة السابقة عبر تنشيط حركة التجارة وتوفير محطات متحركة لتسهيل حركة المواطنين داخل الولاية بجانب إيجاد محطات بديلة لموقف «كركر» للمساعدة في تنظيم عملية المواصلات وإيجاد مناطق محددة لبائعي الخضار الذين بلغ عددهم «450» بائعاً بالولاية يعملون دون مراعاة للبيئة والأثر الصحي والأوضاع السيئة التي تعاني منها الأسواق بالإضافة إلى التخلُّص من ظاهرة الأكشاك غير الشرعية بدون عقودات، واستبقت محلية الخرطوم العمل بجمع العديد من الشعب العاملة في مجال الفنادق ووكالات السفر والأكشاك والتجار وأصحاب العمل والغرف التجارية وغيرهم لطرح قضاياهم والمساهمة في إيجاد حلول تتناسب مع أعمالهم ووجه العاصمة الحضاري، إلا أن عقبات المباني الأثرية الموجودة بالولاية مثل مستشفى العيون شكلت هاجساً وهي بين مؤيد ومعارض للقرار خلافاً لعقبة العشوائية التي استفحلت وزاد نطاقها ، مما حدا بوالي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر لدى مخاطبته مؤتمر تطوير الخرطوم إلى التحدث بلهجة حادة عن كيفية تنفيذ المخطط الهيكلي الجديد للولاية لإيجاد وجه العاصمة الحضاري في ظل وجود العقبات التي تعتري تنفيذ المخطط، وقال «بالترغيب أو الترهيب سننفذ المخطط الهيكلي» إذا وجدت البدائل ليس هناك سبب لأحد للتشبث بمنطقته، واستشهد بأحداث سوبا التي راح ضحيتها الكثير بسبب التخطيط، وترحيل المواطنين إلى مناطق أخرى، وقال إن المخطط سيعمل على توضيح صورة العاصمة بفك الاكتظاظ وخلخلة وسط العاصمة وتوزيع الخدمات لكل المناطق وإبعاد دواوين الحكومة عن واجهة النيل وإفساح المجال للمستثمرين. ويرى نائب والي الخرطوم ورئيس اللجنة العليا لتطوير العاصمة صديق محمد الشيخ أهمية النظر بجدية لإعادة شكل العاصمة من حيث العمران والسلوك الحضري وترقية الأذواق ودعا لتحديد ثلاثة محاور للعمل في منطقة قلب الخرطوم كمرحلة أولى تتمثل في إعادة تفعيل القوانين التي تساعد في إزالة التشوهات بالطرق العامة والأسواق العامة، وتكثيف عمل النظافة ومراجعة أعمدة الإنارة وتحديد المساحات الفراغة حتى يتم تنجيلها بالإضافة لعمل مراجعة شاملة للحمامات العامة والمطاعم حتى تكون مطابقة للمواصفات الصحية، وأشار إلى ضرورة تكثيف العمل في منطقة قلب الخرطوم حتى تكون نموذج يتم تطبيقه على باقي المحليات، واعتبر الشيخ أن مخرجات الاجتماع الأول للجنة التطوير ستحول إلى برنامج عمل فوراً مع المتابعة المستمرة لكل مشاريع التنمية بالولاية حتى تضمن الولاية استمرارها في تقديم الخدمات للمواطنين.