في الوقت الذي كانت فيه قواتنا المسلحة الباسلة تخوض معركة ضارية لتطهير هجليج من دنس الخونة والتمرد، كانت بعض فلوله المندحرة تمارس النهب والسلب في منطقة تَقَرو بالصحراء الكبرى على حدود ولاية شمال كردفان المتاخمة لشمال دارفور حيث كان بعض الشباب من الكواهلة والكبابيش يعملون بالتنقيب عن الذهب؛ وهم تحديداً محمد عبد الله الإعيسر وحامد أحمد الإعيسر وأحمد الكندو وعلي طيارة من البرارة «فرع من الكبابيش» فهاجمتهم مجموعة من المتمردين ولكن بفضل الله استطاع أولئك الفتية التصدي لقوات البغي والعدوان فهزموها شر هزيمة وعادوا بالغنائم وفرّ بعض المتمردين يجر وراءه أذيال الهزيمة والخذلان مخلفاً جثث قتلاه في العراء. ونحن من هنا نطالب الجهات المختصة في ولايتي شمال كردفان وشمال دارفور بسد هذه الثغرة التي نفذ منها التمرد أكثر من مرة حتى وصل إلى العاصمة؛ كما عبرتها قوات خليل في الآونة الأخيرة حتى وصلت إلى أوكار التمرد الجديد في كاودة ودولة جنوب السودان. وبما أن الشعب السوداني قد اعتاد على تسجيل الملاحم شعراً تدافع بعض الشعراء من الداخل والخارج لتخليد هذه الوقفة البطولية وجادت قرائحهم بالقصائد التالية من الدوبيت: باقي التمرد من ناس خليل وأمثالهم ضرعوا الصحراء قايلين الظروف هابالهم ديل ناسا قباح أصلوالنصر ما فالهم ركز ود الإعيسر بي فَدْ طلقه بهدل حالهم شيخ العرب للهم عُقُبْ ما تشيل شبابك ديل فرساناً بعدلوا الميل يوم الحارة والعَركة الدِميها تسيل ثابتين كالجبال أخوان الحِجلها تَقِيل (محمد التجاني عمر قش) عقاب التمرد الخاين كِتِر شتيتو يهجم خلسة مرعوب وطالع زيتو ركزوا العيال شفتوالكتل فزيّتو التمرد أضعف من بيت العناكب بيتو عقاب التمرد عدمان الخلق والفِكره صدوه العيال أهل الحصان والبكره دحروهم عديل شالوها تب الشكره رقدوا مجدّعين تحت العَجاج والعَكْره «مسلم الإمام أحمد» يا أب طبعاً خسيس إتْ للمقامات جاهل ساقتك الدنية لبحراً غريق ومجاهل قبّال يومك جيت لي هلاكك راحل أصلوشبابنا في الحارة ثابت وماهِل «مالك إبراهيم محمد» يوم قوات خليل الطالعة تقلع قوة ركز المَسمِي أب سلاحاً دوى جدّعُنْ تمانية أسد الرضيم موبَوة ود المملكة الحافظ شروط الخوة موت قوات خليل طرّق لسان الراوي أصلوالكاهلي عند الحارة بطرى الهاوي ركز ود الإعيسر وفك سلاحوالداوي شبّع صُلُع الصقور كباد وكلاوي الجد جدوما بهاب اللطام معروف بعقر للضيوف جقلة أم سناب ما خروف غتاي مقنع الدمّاعوجاري سروف كتل فيهم تمانية والباقي عرّدْ صوف «يوسف البنا» اتلموا التعاسة ناس مَنِّي وبواقي خليل لا سجدت جباهم، لا صلوا جوف الليل إبليس اللعين يغش فيهم وخادع ديل ركزولهم شبابنا أهل الدروع والخيل أرضاً فيها البري شايل سلاحوتقيل ما بتقبل تمرد مِن دخيل و عميل فرسان كَنْجَرت خاضوا الكَرْنة بالتهليل بي كوم الرماد إنكال عدوهم كيل «علي الطاهر العباس» وحيث إن التعدين الأهلي قد أصبح أحد أهم مصادر الدخل للمواطنين والدولة فمن الواجب أن تبذل السلطات الولائية وخاصة اللجان الأمنية مزيداً من الجهود لضمان الحماية للذين يعملون في هذا المجال برفع مستوى التأمين وتوسيع دائرته بالمنطقة من خلال تكثيف وجود القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى؛ مع توفير وسائل الحركة والاتصالات والتسليح والعناصر العسكرية المدربة على العمل في مثل هذه المناطق الصحراوية النائية وإعطائهم قدراً كافيا ً من التفويض والصلاحيات للتعامل مع هؤلاء المتمردين. من جانب آخر استغرب جداً الحديث عن حريات تمنح لمن يدعم الجهات التي تزعزع أمن مواطنينا وتهدد حياتهم ومعيشتهم ليل نهار؛ علاوة على ما تقوم به من هجمات متكررة على جزء عزيز من بلادنا وهو جنوب كردفان وتحديداً على تلودي العاصمة التأريخية لكردفان الكبرى فماذا نسمي هذا غير أنه «انبطاح» صريح ولا داعي له. ولماذا السفر للتفاوض مع أوباش الجنوب في أديس بينما نراهم يوجهون داناتهم وأسلحتهم إلى خاصرة الوطن بالتعاون مع فلول التمرد المندحرة؟ لعمري إن هذا عبط سياسي يُذهِب هيبة الدولة ولا يأتي بخير أونفع إلا لمن يقف وراء الحركة الشعبية وأذنابها الحاقدين أمثال باقان أموم والرويبضة ياسر عرمان والحلو وعقّار وكل هؤلاء لا أجد ما أصفهم به إلا قول أبي الطيب المتنبي: أمَيْناً وَإخْلافاً وَغَدْراً وَخِسّةً وَجُبْناً، أشَخصاً لُحتَ لي أمْ مخازِيا في مثل هذه الظروف يجب أن يكون الشعار هو «لا تفاوض ولا هدنة» حتى تكسر شوكة التمرد ويجنح إلى السلم وفقاً لشروط وطنية تراعى فيها المصلحة العليا للوطن والمواطن وليس مجرد مناورات حزبية لا تعتمد على خطط أونظرة استراتيجية؛ وما حدث في ملحمة هجليج لهو خير دليل على مقدرة قواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى على الوقوف في وجه العدوان وصده مخذولاً وخائباً. فلماذا إذاً كل هذه التنازلات التي لم نجد مقابلها إلا إخلاف الوعد وخيانة العهد والغدر من هؤلاء الأوغاد؟ نحن من هنا لا نملك إلا أن نشيد بهؤلاء الشباب الأبطال والقوات المسلحة الذين رفعوا رؤوسنا عالية ودافعوا عن الأرض والعرض. ونطلب من السلطات المعنية وذات الصلة سد هذه الثغرة حتى لا نلدغ منها مرة أخرى لا سمح الله؛ وعلى القيادة السياسية أن تضع الرأي العام نصب عينيها وهي تتعامل مع دولة الجنوب الفاشلة التي لا تريد لهذا الشعب الأبي أن يستقر، فكفى مهازل وخنوع إذ لم تعد علينا نيفاشا إلا بالحرب والقتل وترويع الآمنين وإخراجهم من ديارهم بغير ذنب.