واصل نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، توجيه الانتقادات والاتهامات للمنظمات الدولية التي أدانت حملة القمع، التي تتعرض لها المعارضة في سوريا، حيث شن هجوماً مزدوجاً، خلال الساعات القليلة الماضية، على اثنين من كبرى الوكالات التابعة للأمم المتحدة.ففي رسالة وجهتها وزارة الخارجية إلى المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أعلنت سوريا رفضها للتصريحات التي أدلت بها المفوضة الأممية، نافي بيلاي، أواخر مارس الماضي، حول توافر أدلة كافية لتقديم الرئيس بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.وقالت الخارجية السورية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا امس، إن تصريحات بيلاي يبدو من خلالها أن المفوضة نسيت عملها كمفوضة لحقوق الإنسان، وانتقلت لتولي مهمة المدعي العام، ضد الدول التي تختار استهدافها الدول الغربية.وفي أعقاب الاجتماع، عقد المندوب السوري مؤتمراً صحفياً كال فيه الانتقادات إلى النصر، متهماً إياه بأنه انتهك كافة أنواع القواعد والإجراءات المتعلقة بالآليات المتفق عليها من قبل المجتمع الدولي، حول كيفية العمل في الجمعية العامة. وخرج عشرات الآلاف من الأشخاص في تظاهرات مُعارضة في مناطق سورية عدة في ما اطلق عليه ناشطون اسم جمعة من جهّز غازياً فقد غزا للمطالبة بتسليح الجيش السوري الحر. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس: لقد خرجت تظاهرات من درعا في الجنوب، مروراً بدمشق وحلب وصولاً إلى القامشلي ودير الزور في الشمال، لكن الأعداد تتفاوت من منطقة الى اخرى بحسب الانتشار الامني والعمليات العسكرية.وأفاد المتحدث بإسم اتحاد تنسيقيات حلب عن خروج 32 تظاهرة في أحياء المدينة لاسيما أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والمرجة ومساكن هانو وبستان القصر والسكري والميسر والصاخور والشعار، وقال في اتصال مع فرانس برس إن أعداد المتظاهرين تتراوح بين المئات والآلاف بحسب المناطق، مشيرًا إلى ان التظاهرة الأكبر حتى امس سجلت في حي القصور ويشارك فيها الآلاف، وأضاف أن حي صلاح الدين جرت فيه تظاهرة كبيرة جدا اذ نجح المتظاهرون القادمون من ثلاثة مساجد مجاورة في الالتقاء في نقطة واحدة. وردد المتظاهرون هتافات الشعب يريد تسليح الجيش الحر، وما رح نركع لو جبت الدبابة والمدفع، ولفت الانتباه إلى خروج تظاهرات في هذا امس في مدن تعرّضت للقصف مثل تل رفعت وحريتان وحيان في الريف، حيث هتف المتظاهرون خاين خاين الجيش السوري خاين.وفي حماة خرجت تظاهرات في احياء جنوب الملعب والقصور والشيخ عنبر والحميدية من المدينة للمطالبة بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر وتضامناً مع المدن المحاصرة، واجهتها قوات الأمن بإطلاق النار، بحسب ما افاد عضو مجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي، الذي أوضح أن أحياء في المدينة شهدت إطلاق نار متقطعًا تزامنًا مع موعد خروج التظاهرات بعد صلاة الجمعة.وفي كفرنبودة في ريف حماة، أظهر مقطع فيديو بُثّ على الانترنت متظاهرين يقفون خلف قضبان ويرفعون لافتات كتب عليها: إذا اراد السيد أنان كشف كذب النظام السوري فليأت الى كفرنبودة، في إشارة منهم إلى عدم التزام النظام السوري بوقف العنف وفق خطة المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان، وقد هتف المتظاهرون: إسأل مسيحيين واسلام الشعب يريد إعدامك بشار.وفي محافظة الحسكة خرجت تظاهرات حاشدة في المالكية والقحطانية والهول تهتف لإسقاط النظام، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية.وفي درعا، أفاد عضو تنسيقيات حوران لؤي رشدان ان محافظة درعا شهدت امس اكبر تظاهرات مقارنة مع الاسابيع الماضية، موضحاً أن ازدياد حدة العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الأسد، وغضب السكان من عدم تسليم القوى الأمنية جثث القتلى الى ذويهم، واعتماد النظام سياسة حرق المنازل، ولّدت غضباً شعبياً كبيراً في المحافظة، وأضاف: إن آلاف المتظاهرين خرجوا في بصر الحرير، وفي مدينة أبطع التقى المتظاهرون الخارجون من مختلف مساجدها في ساحة واحدة، وكذلك في مدينة الحارة، والغارية الغربية، مشيراً إلى أن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين واعتقلت عددا منهم في النعية وانخل ودرعا المحطة. ورأى مراقبون سياسيون أن خطوة استضافة معارضين عرب في الإعلام السوري الرسمي تعد تلويحا سوريا بامكانية نقل استضافتهم إلى الأراضي السورية.وقال المراقبون، في تصريحات خاصة لموقع (سيريا بولتيك) السوري الاخباري المستقل امس، إن خطوة الحكومة السورية باستضافة معارضين عرب في إعلامها عبر الهاتف من لندن مثل المعارض فؤاد ابراهيم، هو شكل من أشكال التلويح السوري بنقل استضافة المعارضين من الإعلام إلى الأراضي السورية.ومن جهة أخرى، كشفت صحيفة الغارديان امس أن دول عربية معادية لنظام الرئيس بشار الأسد تتحرك سراً لتقديم دعم مباشر للمعارضة السورية، بعد أن واجهت ضغوطاً دولية للتوقف عن ذلك.وقالت الصحيفة إن الدول الغربية حثت العرب على عدم تقديم أسلحة إلى الثوار السوريين خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تقويض جهود الأممالمتحدة لإنهاء الأزمة في سوريا. وقالت صحيفة هارتس الاسرائيلية أن ايران وحزب الله قاما بزيادة حجم المساعدات العسكرية التي تقدمانها لنظام الرئيس بشار الاسد في سوريا في ظل استمرار المعارك .وأضافت الصحيفة أن خبراء إيرانيين وأفرادا من حزب الله يساهمون في تدريب القوات النظامية السورية ويزودنها بوسائل قتالية مختلفة .ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن خطر انهيار النظام السوري حدا بطهران الى تعزيز علاقاتها مع دمشق.