سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عشرات الآلاف تحدوا دبابات الجيش في «جمعة الحرائر».. ودمشق تخرج في 3 مظاهرات.. وزير الإعلام السوري: الأيام المقبلة ستشهد حوارا وطنيا شاملا في مختلف المحافظات.
تحدى عشرات آلاف السوريين، دبابات الجيش والإجراءات الأمنية، والحواجز، والحصار، وخرجوا إلى الشوارع، تلبية لنداء وجهه نشطاء، للتظاهر تحت شعار «من أجل كرامة أخواتنا المعتقلات.. جمعة حرائر سوريا»، لكن قوات النظام استقبلتهم بالرصاص وقتلت 6 منهم، حسب وكالة «أسوشييتد برس»، ثلاثة قتلوا في حمص، واثنان في دمشق وواحد في قرية خارج درعا، المدينة (جنوب) التي انطلقت منها أول شرارة للثورة في مارس (آذار) الماضي. وحاول الجنود تجنب اتساع نطاق المظاهرات، بقيامهم باحتلال المساجد والساحات العامة وعرقلة عمل النشطاء والحقوقيين. وتجيء هذه التطورات في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية البريطانية أمس أنها استدعت سفير سوريا وهددت بفرض «عقوبات جديدة» في إطار عمل منسق مع دول أوروبية أخرى احتجاجا على قمع المعارضين للنظام في سوريا. وخرج عشرات الآلاف مباشرة بعد صلاة الجمعة في مظاهرات ضخمة في مختلف المدن السورية أدت إلى سقوط القتلى والجرحى على الرغم من الوعود التي كانت قد حملتها المعارضة السورية من مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان، بأن الرئيس بشار الأسد أصدر أوامر «حاسمة وجازمة» بعدم إطلاق النار على المتظاهرين. وخرجت مظاهرات في مدينة القامشلي وفي بلدتي عامودا ورأس العين في محافظة الحسكة، وفي البوكمال بمحافظة دير الزور، وعين العرب بمحافظة حلب، وعدة مناطق في حمص وحماة واللاذقية ودمشق وبانياس ودرعا، في تحد للحل القمعي العنيف الذي تنتهجه السلطة في التعامل مع الأزمة التي تعيشها البلاد. وبحسب أحد الناشطين، فإن المظاهرات «رد عملي على رسالة السلطة للمجتمع الدولي بأن الحل الأمني نجح، وأن حوارا سيفتح مع رموز المعارضة»، مشيرا إلى أن هذه الرسالة كانت مضمون تصريح مستشارة الرئيس بثينة شعبان لصحيفة «نيويورك تايمز»، التي قالت فيها إن الأخطر في الأحداث التي عصفت بسوريا منذ نحو الشهرين قد مر و«أصبح وراءنا.. وإننا نأمل بأننا نعيش المرحلة النهائية من هذه القصة»، وأضاف الناشط الذي رفض الإفصاح عن اسمه «جمعة حرائر سوريا أكدت أن الحل الأمني فشل». وشهدت العاصمة دمشق، ثلاث مسيرات تعد الأكبر في المدينة منذ بداية الاحتجاجات قبل نحو شهرين، قتل خلالها شخصان حسب وكالة «أسوشييتد برس»، لكن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي، قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «متظاهرا قتل برصاص الأمن أثناء تفريق مظاهرة في حي القابون بدمشق» أمس. وشهدت دمشق أيضا مظاهرة تم تفريقها على الفور بإلقاء قنابل مسيلة للدموع، من جامع أبو أيوب الأنصاري بحي الزاهرة. وفي ساحة الميدان في دمشق، تجمهر الآلاف مطالبين بإسقاط النظام وبالإفراج عن المعتقلين. ومن بلدة الطيبة التي تقع جنوب العاصمة ومن برزة، هتف الآلاف بعبارة «الشعب يريد الإفراج عن المعتقلين» رافعين لافتات كتب عليها أسماء شهداء الثورة. كما خرج الآلاف في مدينة الرستن التابعة لمحافظة حماة، رغم الحصار المفروض عليها ورغم ما تعرضت له من تنكيل خلال الأسابيع الماضية على خلفية إسقاط نصب تذكاري ضخم للرئيس حافظ الأسد، ويوم أمس خرجوا ونادوا بإسقاط النظام ونصرة بانياس وفك الحصار عن درعا. وفي محافظة درعا خرجت مظاهرات في مدينة جاسم وقرى نوى وخربة غزالة والحارة والطيبة بمحافظة درعا. وكان لافتا يوم أمس أن أول الأخبار عن المظاهرات جاءت من شرق البلاد في مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور، وفي مدينة الرقة، وهتفوا «الله على الظالم»، وأيضا القامشلي حيث يتركز الأكراد خرج أكثر من 3000 متظاهر، وفي بلدات عامودا والدرباسية ورفعت لافتات كتب عليها «الحرية تعني وقف القتل والاعتقال» وطالب المتظاهرون بوقف العملية العسكرية، وأكدوا تضامنهم مع درعا وحمص وبانياس، ولم تشهد المظاهرات أعمال قمع أو عنف ولم يسجل أي احتكاك مع قوى الأمن. وفي محافظة إدلب شمال البلاد خرجت مظاهرات في مدينة إدلب وفي عدة بلدات تابعة للمحافظة منها معرة النعمان ومنبج وكفر نبل، وكان الهتاف «وين رجالك يا إدلب؟!». والملاحظة الأبرز في اللافتات التي رفعها المتظاهرون في كفر نبل تركيزها على ما تقول إنه «كذب الإعلام السوري»، وتصدر المظاهرة لافتة حملت علامات قنوات إنترنيت سورية متخصصة بنقل أخبار الثورة مثل «اوغاريت» و«شام» وتحتها عبارة موجهة للإعلام السوري «من يملك القدرة على رؤية الحقيقة لا يذهب إلى ظلها»، وأخرى كتب عليها «درهم رصاص خير من قنطار إصلاح» في انتقاد لسياسة السلطة في قمع التعامل مع الاحتجاجات. وهتف المتظاهرون «كاذب كاذب.. الإعلام السوري كاذب». وكانت كبرى المظاهرات انطلقت في مدينة حمص وبالتحديد في مناطق الخالدية، وتلبيسة، ودير بعلبة والوعر، متحدية محاولات قوات الأمن السورية تفريقها بالقوة مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين. وذكر ناشطون حقوقيون أنه استعصى نقل الجرحى بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، وقطع الطرقات وتمركز القناصة على أسطح المنازل. ورفعت خلال المظاهرات شعارات عديدة طالبت بالإفراج عن المعتقلين وفك الحصار، وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «مصدر قوتهم السلاح.. مصدر قوتنا أننا على حق»، و«لا إخوان لا سلفية.. بدنا وحدة وطنية»، و«يا من تذعنون للإصلاحات.. من أين الثقة؟ وما هي الضمانات؟». وسارت عشرات النساء في المظاهرات في حمص حاملات أغصانا من الزيتون مطالبات بالحرية والعدالة وبإسقاط النظام. ولفت في إحدى المظاهرات خروج العشرات من الدراجات النارية في موكب تقدم المتظاهرين. وفي مدينة تلبيسة رفع المتجمهرون العلم التركي إلى جانب العلم السوري، رافعين لافتة كتب عليها «الحوار مع الشعب السوري يبدأ بكلمة: ارحل». وتزامنا مع التحركات في حمص، خرج الآلاف في الأحياء الرئيسية وفي مظاهرات ضخمة في حماة خرقها إطلاق للنار أوقع عددا من الجرحى. كما تظاهر السوريون في المنطقة الكردية شرق سوريا وفي بلدة التل في ريف دمشق بعد صلاة الجمعة مطالبين بالديمقراطية والحرية. وفي حماة خرج الآلاف من عدة مساجد باتجاه ساحة العاصي، واتبعوا تكتيكا جديدا في التظاهر، يعتمد على مظاهرات طيارة (سريعة) تتفرق ثم تعود وتتجمع، وأبرز هتافاتهم «يا بشار اسمع اسمع.. دم النسوة ما بينباع»، و«قول وقول وعلي الصوت الحموية ما بيهابو الموت»، و«قولوا للشبيحة الحموية دبيحة». وبحسب ملاحظات شهود عيان، فإن المتظاهرين في حماة الذين خرج غالبيتهم ملثمين بالكوفية العربية، كانوا يحملون طبلا لمزيد من الضجيج في الشارع، وكانوا يتفرقون في الحارات قبل وصول الأمن، وبعد نحو ساعتين تمكن الأمن من محاصرتهم في منطقة قريبة من القلعة وتم إلقاء قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، وملاحقة المتظاهرين من قبل قوى الأمن الذين حضروا وهم يحملون السلاح وهراوات وترافقهم سيارة إطفاء. فيما قال ناشطون في حماة إن عدة مظاهرات متفرقة خرجت في مدينة حماة، أكبرها من جامع السرجاوي (الكبير)، حيث كان تعدادها بالمئات واتجهت من الجامع إلى شارع «8 آذار»، ثم إلى صلاح الدين، ثم اتجهت إلى طلعة الجلاء وتم تفريقها بقنابل الغازات المسيلة للدموع. كما خرج المئات في منطقة مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية الساحلية، ومظاهرة أخرى خرجت من مسجد أبو بكر الصديق في بانياس، بعد أيام قليلة على قول السلطات بأن الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى بانياس بعد اعتقال قادة الاحتجاجات الذين اتهمتهم بالعمل على إقامة إمارة إسلامية في بانياس. ولم تتوان درعا عن تلبية النداء، فخرج أهلها بالمئات متحدين الحصار والتضييق الذي مارسته قوات الأمن السورية مطالبين بالإفراج عن أهلهم وإخوتهم. وفي الحارة تجمعت آلاف النسوة مرددات شعارات منددة بالنظام السوري ومؤكدات على عدم الاستسلام حتى تحقيق كل الأهداف. وقد أفادت مواقع المعارضة على صفحات «فيس بوك» عن سقوط شهيدة خلال المظاهرة. وأمكن حصر المناطق التي خرجت فيها المظاهرات في «جمعة الحرائر» ب«دمشق وريفها إدلب وريفها وحوران، ودرعا بكل مدنها وقراها، وحماة، وحمص وريفها، واللاذقية وبانياس، والحسكة والقامشلي وكل مدنها، ودير الزور والبوكمال وحلب وريفها». وكان الجيش السوري ورجال الأمن انتشروا بكثافة في أبرز معاقل الاحتجاجات تحسبا للمظاهرات، ونقلت الوكالات العالمية أن «حواجز أمنية أقيمت في كل المدن السورية والقرى التي شهدت مظاهرات»، وأشارت إلى «حملة اعتقالات واسعة في جميع أرجاء سوريا شملت ناشطين حقوقيين في دير الزور واللاذقية والقامشلي ودرعا». ودعت المعارضة الثوار في جميع المحافظات والقرى، للتوجه إلى كبرى الساحات والميادين والاعتصام هناك حتى إسقاط النظام، لافتة إلى أنه لا عذر لإعطاء النظام فرصة بين جمعة وأخرى. إلى ذلك، نقلت محطة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله عن مصادر سورية، أن ناصر مرعي أعلن إمارة في تل كلخ وعين لها وزيرين للدفاع والمالية وأنشأ إذاعة تنطق باسمه، لافتة إلى أن السلطات السورية تعمل على تفكيك هذه الإمارة. وزير الإعلام السوري: الأيام المقبلة ستشهد حوارا وطنيا شاملا في مختلف المحافظات قال إن الجيش يباشر «الخروج التدريجي» من بانياس والحكومة مصممة على الإصلاحات وضبط الأمن أعلن وزير الإعلام السوري عدنان محمود في مؤتمر صحافي عقده، أمس في دمشق، أن الجيش السوري «باشر الخروج التدريجي» من بانياس (شمال غرب) ومنطقتها واستكمل خروجه من درعا وريفها في جنوب البلاد، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد حوارا وطنيا شاملا في مختلف المحافظات للخروج من الأزمة الحالية. وقال الوزير السوري «بعد الاطمئنان لاستعادة الأمن والهدوء والاستقرار، باشرت صباح اليوم (أمس) وحدات الجيش الخروج التدريجي من بانياس وريفها، كما استكملت الوحدات المنتشرة في درعا وريفها خروجها التدريجي للعودة إلى معسكراتها الأساسية». وأضاف الوزير أن «الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى هذه المناطق ويمارس المواطنون حياتهم الاعتيادية». وأوضح وزير الإعلام أيضا أنه «تم إرسال وحدات من الجيش والشرطة والأمن لتعقب من يحملون السلاح، حيث ألقت القبض على الكثير من أفراد المجموعات المسلحة وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة». ولفت إلى أنها «كانت معدة لاستهداف المواطنين وضرب المنشآت الحيوية والاقتصادية كالجسور والأنابيب النفطية والسكك الحديدية ضمن خطة لضرب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والمرافق العامة في البلاد». وكشف عن أن هذه العملية كلفت «98 شهيدا من الجيش والقوى الأمنية من ضباط وصف ضباط وجنود و1040 جريحا كما استشهد 22 شهيدا من عناصر الشرطة وجرح 451 منهم». وأرجع الوزير سبب هذا «العدد الكبير» من الضحايا إلى «التعليمات التي أعطيت من قبل الرئيس السوري بشار الأسد بعدم استخدام السلاح أو إطلاق النار». وأكد أن «الحكومة السورية مصممة على إعادة الأمن والاستقرار إلى كل المحافظات السورية مع الفصل بين حق التظاهر وبين استخدام السلاح والقتل وترويع المواطنين والتخريب وزعزعة الاستقرار». وأوضح محمود أن إرسال الجيش إلى تلك المناطق تم «في ضوء الحالة التي نشبت في بعض المحافظات نتيجة قيام مجموعات مسلحة بقتل المواطنين وترويع السكان والأهالي وحرق الممتلكات العامة والخاصة وتعطيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتهديد المدارس وتحدي الأمن العام والدولة». وكانت هاتان المدينتان شهدتا مواجهات عنيفة أوقعت الكثير من القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في مارس (آذار) الماضي. وأشاد الوزير السوري بالدور المهم الذي لعبه المواطنون في الكشف عن هذه المجموعات المسلحة وتعقبها وإلقاء القبض عليها لتقديمها إلى العدالة. وعبر الوزير عن تصميم الحكومة السورية «على إعادة الأمن والاستقرار إلى كافة المحافظات السورية مع الفصل بين حق التظاهر السلمي وبين استخدام السلاح والقتل والترويع والتخريب لزعزعة الاستقرار وضرب الحياة العامة». وأكد الوزير أن الرئيس بشار الأسد «يواصل لقاءاته مع الفعاليات السورية ويستمع إلى آرائهم ومطالبهم ورؤيتهم لما يحدث في سوريا في الوقت الراهن». وأكد محمود أن «الأيام المقبلة ستشهد حوارا وطنيا شاملا في مختلف المحافظات». وقال إن «الحكومة السورية تعكف على تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل سياسيا واجتماعيا واقتصاديا لخدمة المجتمع السوري»، مشددا على «تلازم الأمن والاستقرار مع الإصلاح». وحول موقف الدول الغربية حيال الأحداث التي تجري في سوريا، عبر وزير الإعلام عن «أسفه كون هذه الدول بنت مواقفها بشكل واضح من خلال ما تنشره وسائل الإعلام المغرضة ومواقع إلكترونية دون التأكد من حقيقة الأحداث التي تجري في سوريا على أرض الواقع». وأكد أن هذا الموقف «لن يؤثر على عزمنا للتصدي لهذه المجموعات المسلحة والتطرف وضرب الاستقرار، وفي الوقت نفسه لن يثنينا عن إنجاز برنامج الإصلاح الشامل في سوريا». ورد على سؤال يتعلق بتصريحات رجل الأعمال السوري رامي مخلوف لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الذي قال فيها إن زعزعة الاستقرار في سوريا تعني زعزعة الاستقرار في إسرائيل، قال الوزير محمود إن «رامي مخلوف عبر عن رأيه الشخصي، وهذا لا يعبر عن رأي الحكومة والقيادة السورية». وفيما يخص الطلب الذي قدمته بعثة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لتقديم مساعدات إنسانية للأهل في درعا، قال الوزير محمود إن «الحكومة السورية والهلال الأحمر السوري كانا يتابعان الوضع في درعا ولم يكن هناك أي نقص في المواد الأساسية من غذاء ودواء وقد أبلغنا الأممالمتحدة بعدم وجود حاجة لأي مساعدات لدرعا مع ملاحظة أن سوريا تعرضت لفيضانات في محافظة الحسكة بداية الشهر الحالي وجفاف لخمس سنوات ولم تعرض أي من هذه المنظمات تقديم مساعدات إنسانية لمتضرري السيول التي أدت إلى تهديم المنازل وتشريد العشرات وتخريب الممتلكات والبنى التحتية». وفي جوابه عن سؤال يخص العقوبات الأوروبية على سوريا عبر الوزير محمود عن الأسف لأن «هذه الدول بنت مواقفها على ما نشرته بعض وسائل الإعلام ومواقع إلكترونية مغرضة حول الأحداث في سوريا دون التأكد من حقيقتها على أرض الواقع». وقال: «هذا لن يؤثر في عزمنا على التصدي للمجموعات المسلحة والتطرف وضرب الاستقرار في سوريا ولن يثنينا عن مواصلة العمل على تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل».