وسط إجراءات مشددة وإغلاق محكم للأبواب وتفحص دقيق لهويات الوالجين لدار حزب الأمة القومي التي أوقفت فيها كل الأنشطة منذ الخميس وحتى نهاية اليوم السبت عدا تلك المتعلقة باجتماعات الهيئة المركزية التي لا يسمح بالمشاركة فيها إلا لأعضاء اللجنة، انطلقت صباح أمس الجمعة اجتماعات مركزية الأمة القومي بعد غياب دام ثلاث سنوات منذ آخر اجتماع للهيئة التي تضم في عضويتها «856» عضواً بحضور «564» عضواً وفقاً للإحصاءات الأولية، وهناك توقعات بأن يكون الحضور أكبر من ذلك، الأمر الذي شكل نصاباً قانونياً لانعقاد لأعمال الهيئة وفقاً لتاكيدات مساعد الأمين العام للحزب عضو اللجنة الإعلامية د. مريم الصادق لصحة الاجتماع من النواحي القانونية والدستورية، وقالت في تنوير للصحفيين أمس بدار الحزب: «من ناحية قانونية ودستورية الأمر مُنجلٍ تماماً ولا يعني ذلك أن غياب الآخرين لن يؤثر». وأبرز الغائبين عن أمس بالطبع مبارك الفاضل ومجموعته التي عادت أدراجها لأسوار الحزب مؤخرًا بعد مفارقة دامت حوالي عشر سنوات، وكان غيابهم مبررًا بانتفاء عضويتهم في اللجنة. وفيما شكل الأمين العام السابق القيادي بمجموعة التيار العام محمد عبدالله الدومة حضورًا مع عدد من قيادات المجموعة غابت عنها كذلك قيادات مؤثرة أبرزهم د. مادبو وغيره من بقية القيادات كما غابت مجموعة المذكرة الأخيرة وفقا لبعض المعلومات. يذكر أن اجتماعات اللجنة المركزية لحزب الأمة القومي مستحق دستوري سنوي يعوِّل الحزب عليها كثيرًا في إصلاح مساره ومسار بعض مؤسساته، وقال رئيس اللجنة الإعلامية عبدالحميد الفضل «إنها مخصصة للاستماع لتقارير الأمين العام الفريق صديق إسماعيل ورئيسة المكتب السياسي سارة نقد الله عن الجهد الذي بذل في الفترة الماضية»، وأبرز من تحدثوا في اليوم الأول هم رئيس الهيئة المركزية علي قليوب المحامي ورئيس الحزب الإمام الصادق المهدي والأمين العام لهيئة شؤون الأنصار عبدالمحمود أبّو ورؤساء الحزب بالولايات الذين غاب عنهم رؤساء كسلا والجزيرة لأسباب لم تذكر. ووسط تكتم شديد على ما جاء في تقارير الأمانة العامة والمكتب السياسي وما صاحبها من نقاشات قالت د. مريم الصادق «هناك ثلاث مجموعات ستناقش أولاها خطاب رئيس الحزب ورئيس الهيئة المركزية فيما تناقش المجموعة الثانية خطاب الأمين العام، أما الثالثة فتناقش خطاب رئيس المكتب السياسي، ولا يقل عدد أفراد المجموعة عن عشرين عضوًا أتيحت لهم ساعة من الزمن لعرض ما توصلوا إليه في جلسه ثالثة» وأشارت إلى أن كل ذلك يتأتي لإتاحة الفرصة لإعادة النظر في أي من المناصب الدستورية التي في مقدور الهيئة المركزية أن تطرح فيها الثقة أو تغيرها ما عدا منصب رئيس الحزب وتشمل هذه المناصب التي من المتوقع إعادة النظر فيها المكتب السياسي بسبب النقص الذي حدث فيه خلال الفترة الماضية، وتوقعت مريم أن يتم إكمال المكتب بالصورة التي يتم التوافق عليها وقالت «أما إذا كان هناك طرح في إعادة الثقة في المكتب السياسي كله فسيكون الأمر في هذه الحالة مدعاة لإعادة الانتخابات» وأشارت إلى أنه حتى الآن لم يظهر للناس مثل هذه الحالة وأضافت أنه من خلال النقاشات التي ستتم سيتأكد ما إذا كان هناك اتجاه لطرح الثقه في الأمين العام وأشارت إلى أن كل ذلك من الاحتمالات الواردة. وقالت د. مريم إن الصادق المهدي ألزم في نهاية خطابه أعضاء الهيئة وطالبهم بترديد قسم وراءه وردده كل الناس خلفه حسب قولها بطواعية والتزام كامل، وقال لهم «أرجو أن تتكرموا بترديد هذا القسم معي وأنه لقسم لو تعلمون عظيم» ونص على « أقسم بالله العظيم وبكتابه الكريم أن أشارك في اجتماع الهيئة المركزية بكل حرية وصراحة وأن أحافظ على مداولات الهيئة إلا ما تقرر نشره وأن ألتزم بآداب الخلاف الحميدة في تعاليم الإسلام وتقاليد السودان بلا تجريح ولا ألفاظ نابية وأن ألتزم بكافة قرارات الهيئة التي تتخذها بالآلية الديموقراطية.. والله على ما أقول شهيد». وطلبت مريم من الصحفيين الدعاء لهم حتى تمضي الأمور بصورة سلسة وقالت «دعواتكم معنا في يوم البركة هذا حتى تمشي أمورنا بصورة سلسة» وأضافت أن السلاسة لا تعني انعدام الاحتداد في بعض الأشياء. وأردفت «نحن حزب كبير والناس تختلف رؤاهم ولكن مهما اختلفت فالهيئة هي المكان الذي تطرح فيه هذه الرؤى».