.. البرلمان أمس يندفع في الحديث حول هجليج.. والأمة.. والبرلمان يقول :الاستنفار هو أن تحاكم الدولة خمسة من اللصوص.. الاستنفار هو أن تقيل الدولة وزير المالية حين يعجز لعامين اثنين عن النطق بجملة سوى «زيادة أسعار الوقود» الاستنفار هو أن يقدم المخطئون في مسألة هجليج لمحاكمة.. عسكرية إن كانوا من أهل الجيش.. وغيرها إن كانوا من السياسيين { لكن رئيس المجلس .. الذي أصبحنا ننكره تماماً.. يطلب أن : نتحول لنقاش خطاب الرئيس!! { والصراخ يكاد يفجر القاعة!! { والمجلس يصرخ :فض الجلسات والعودة إلى الكاكي حتى تعود هجليج.. والمجلس يقترح 60 % من دخل كل عضو في المجلس للمجهود الحربي { والحكاية في مجلس آخر هي الرئيس في لقاء عاجل مع العسكريين يستمع.. ويستمع.. ثم يطلب : استعادة هجليج في ساعات... { ثم يضع قبعته العسكرية فوق رأسه ويخرج { والحكاية في مجلس آخر تتحدث عن أن : هجليج يقودها رجال هم كما يقول المثل العربي «مائه كالذهب» { ولكن .. يقول المجلس.. الأمور هناك ما يقصم ظهرها هو واقع أن «الأمر عند من يملكه في الخرطوم.. وليس عند من يعرفه هناك» { ولعله: بقراءة وجه البشير الذي يندفع خارجاً.. وعند قراءتك للسطور هذه تكون هجليج قد أُعيدت { وبعدها نقص الحكاية الحقيقية وبعض الحكايات له وقت يقال فيه { والمرحلة الثانية الآن: { والحكاية هي: { لما كان أوباما يتصل كانت الدولارات التي يرسلها إلى جوبا «للإغاثة» 26 مليون دولار.. تذهب إلى يوغندا.. عبر اتفاق سابق.. تعد للحرب { فالمجموعات التي هاجمت هجليج «عشرة آلاف» كانت تتكون من قبيلة الأشولي اليوغندية.. والمادي اليوغندية وكاكاو.. وفجلو وزاندي.. وكلها قبائل حدودية يوغندية. { في تنفيذ للمرحلة الثانية من الخطة الرباعية الكاملة { خطة «طرد العرب من السودان»!! { بينما المرحلة الثالثة- القادمة هي كادقلي!! { ولما كان إدريس عبد القادر يدافع عن «الاتفاق» كانت طائرات CI30 تهبط في «ربكونا» تحمل معدات الحرب { وسلفا كير حين يخاطب أحد ثوار الجنوب الذين يزحفون لاقتلاعه.. جيمس قاي.. كان حوار مدهش يجري : سلفا كير يدعو قاي إلى جوبا للسلام { وقاي الساخر يقول لسلفا كير :نعم.. سوف أحضر حالاً.. وأجلس للحديث معك ومع آخرين هم.. قلواك قاي.. وتانق.. وبيتر جالوت ودواقين.. وياو ياو!! { والأسماء الأربعة الأولى هي لقادة من الثوار دعاهم سلفا كير ثم قتلهم.. والأخير هرب { والمرحلة الأولى كانت من شقين { الحرب.. والحرب تكاد تطيح السودان ثم جاءت الإنقاذ.. والشق الأول يفسد { والثاني كان نيفاشا { والمركز العصبي لنيفاشا كان هو ضرب الاستقرار والاقتصاد في الشمال { ولضرب الاقتصاد كانت قسمة الثروة.. الجملة التي ظلت تدوي لخمس سنوات. { والجنوب يذهب بنصف النفط ويقتسم النصف الآخر.. وينتظر سقوط الاقتصاد على أسنانه { والسودان لا يسقط. { بعدها جاء مخطط تغيير العملة.. المخطط الذي كان يتجه لإحداث انهيار للعملة السودانية في يومين { والمخطط يفشل. { بعدها كان إغلاق أنابيب النفط. { ثم الآن هجليج. { لكن المخطط الذي يتجه من هجليج إلى كادقلي من هناك ومن جنوب النيل الأزرق إلى خزان الدمازين ثم قلب السودان من هناك يصبح خنجراً برأسين.. مثل خنجر جين مورس في رواية الطيب صالح { «جين مورس هناك عشقها المجنون لحبيبها يجعلها تغرس أحد طرفي الخنجر في بطنها والآخر في بطن حبيبها والعناق يدفع بالخنجر إلى الداخل» { والكراهية الحارقة بدلاً من العشق.. التي يحملها سلفا كير هي ما يدفع الخنجر المزدوج الآن.. لكن في معدة الجنوب فقط. { وأخبار صغيرة تعبر فوقها العيون في الصحف كانت هي المدفعية الأضخم في المعركة.. والتي تجرجر الهجوم على هجليج أمس الأول.. أخبار مملة مثل.. { وزارة الثروة الحيوانية تعلن الأسبوع الماضي أن السودان صدّر ما قيمته «370» مليون دولار من الماشية في الشهور الأربعة الماضية. { مزرعة صغيرة شمال جامعة بحري تصدر من شتول النخيل في الشهور الأربعة هذه ما يزيد على مئات الملايين.. وأحد مستشاريها هو بروفيسور قنيف.. وإنتاج مماثل من العنب يجلب مبلغًا مشابهًا. { و..و... { وحقول أخرى من البترول تعمل { وصحافة يناير الماضي تحمل حديث وزارة الطاقة عن حقول جديدة تبدأ انتاجها في ابريل هذا ومايو... و... و { أخبار صغيرة.. لكنها كانت هي ما يجعل سلفا كير يستعجل إغلاق الأنابيب من هناك.. ويستعجل هجوم هجليج من هنا.. لأن الرجل يعرف معنى الأخبار الصغيرة هذه.. ويعرف انها المدفعية التي تحطم مخطط إحراق النفط { و«لهجة» شوارع جوبا كانت ومنذ فبراير تفضح المخطط { والأسبوع الماضي نحدث أن مبوتو مامور يعطي الجنود نصف مرتباتهم المتأخرة ثم يعلن أن بقية أموالكم.. حا تاخذوها في هجليج!! { مما يعني أن.. وأن { وأحاديث شوارع جوبا تقول إن «شندي هي شاندير» كلمة دينكاوية وأن خرطوم هي «كير - توم» دينكاوية وأن أمدرمان هي كلمة دينكاوية تعني المرأة التي لا لبن في ثديها والسودان كله جنوب. { وسلفا كير حين يحدث جنوده يقول :لماذا لا يذهب البشير إلى لاهاي.. لاهاي حلوة.. يعطوك فيها تلفزيون ومكتبة و... { وادريس يدعو البشير للذهاب إلى جوبا.. للتفاوض { وطائرات إسرائيل ودبابات يوغندا وجنود قبائل الحدود اليوغندية اذاً { وأموال أوباما.. إذاً { وجنود أجانب في كاودا نحدث عنهم هنا الشهر الماضي.. اذاً { واختناق جنوبي مجنون بعد إغلاق النفط ..اذاً وفشل سلفا كير في الحصول على دعم أمريكي أو إسرائيلي { ونشاط الشمال فتح أبوابًا اقتصادية واسعة.. { و... و... { كل هذا في الشهور الأربعة الأخيرة كان هو حيثيات هجليج { ثم حديثنا أمس الأول عن حصار جوي أمريكي { ثم .. ما لا نستطيع أن نحدث عنه { ثم صحيفة آخر لحظة تنقل أمس أن وفداً يتجه الآن إلى أبيي للتفاوض.. حول أبيي { ولسنا مسؤولين عمن ينفقع { ويبلغنا الآن منتصف النهار حديث عن تنظيف هجليج { وحديث عن رد الزيارة.. { رد الزيارة.. نعم!! { وحسب نشرة طبقات الأرض السياسية .. فإن الرد قد بدأ بالفعل..