ودفعت الحكومة في هذه الأثناء بشكوى جديدة لمجلس الأمن حول الاعتداء الأخير على منطقة هجليج، وحمّلت جوبا تبعات خسائر المنشآت النفطية، وأبلغ السفير المندوب الدائم دفع الله الحاج علي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتفاصيل الهجوم الغادر الذي نفذته قوات الحركة الشعبية التابعة لدولة جنوب السودان واحتلت على إثره مدينة هجليج بدعم مدفعي، وطالب الأمين العام بإرسال رسالة قوية وعاجلة لدولة الجنوب بسحب قواتها فوراً من جميع الأراضي السودانية بما في ذلك مدينة هجليج، وإلا فإن السودان سوف يرد على ذلك الاحتلال الغاشم في العمق الجنوبي. في المقابل وجّه الأمين العام للأمم المتحدة معاونيه على الفور ومن داخل الاجتماع بترتيب محادثة هاتفية عاجلة مع الرئيس سلفا كير، مؤكداً أنه سوف يطلب منه الانسحاب فوراً من جميع الأراضي السودانية، ودعا كي مون السفير دفع الله أن ينقل للقيادة السودانية ضرورة ضبط النفس، مجدداً التأكيد بأنه سوف يطلب من سلفا كير سحب قواته فوراً، فيما أصدر الاتحاد الإفريقي بيانًا عبّر فيه عن أسفه البالغ لتصرفات دولة الجنوب، وافقته عليه مجموعة الإيقاد، وسارت على دربه جهات دولية عبّرت عن استيائها من خروقات جوبا ضد الخرطوم. اعتداء سافر وكشف وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان عقب إحاطة ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الخرطوم بالتطورات في منطقة هجليج كشف عن توغل الجيش الشعبي داخل الأراضي السودانية بعمق بلغ «70» كيلو مترًا ونوّه في مؤتمر صحفي باعتداء مجموعة تقدر ب «3» آلاف جندي على المنطقة مدعومة بمدفعية ثقيلة وراجمات ودبابات، واصفًا تصرفات جوبا ب«الاعتداء السافر»، لافتًا إلى أن منطقة هجليج لا تقع ضمن المناطق الخمس المتنازَع عليها بين الدولتين، ونبّه رحمة الله إلى دفع الخرطوم شكوى رسمية للأمين العام للأمم المتحدة بشأن اعتداءات جوبا، وقال: «مندوبنا طلب من مجلس الأمن ممارسة حقه بأن ما يجري تهديد للأمن والسلم الدولي»، وأردف: «دفعنا شكوى مماثلة للاتحاد الإفريقي»، وأضاف: «رغم علمنا بالتحيز الذي يمارسه مجلس الأمن إلا أن هذا لا يمنع تقديم الشكوى»، وتوعد الوكيل دولة الجنوب بالرد، وذكر: «سنرد على الاعتداء وسنواصل فيه»، وتابع: «من حقنا شرعًا وقانونًا أن ندافع عن أرضنا»، وجزم في السياق ذاته بوقوع حالات نزوح لكنه عاد وقال إن هناك تقييمًا يجري بشأن الأمر. تنوير دولي وفي سياق متصل أبلغ المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير العبيد مروح الصحفيين بأن مجلس الأمن ناقش التطورات الأخيرة الواقعة على منطقة هجليج، وقال إن المجلس بحث موضوع أبيي، ونفى بصفة قاطعة وجود وفد على مستوى الفنيين يقود مباحثات مع جوبا بأديس أبابا، وفي سياق ذي صلة قدم السفير دفع الله الحاج علي أمس تنويراً لنظرائه مندوبي دول المجموعة الإفريقية بنيويورك بمقر بعثة المراقبة الدائمة للاتحاد الإفريقي لدى الأممالمتحدة عن الهجوم الغادر للحركة الشعبية على منطقة هجليج، موضحًا أن جوبا تضع العراقيل على طريق الوساطة الإفريقية لحل القضايا العالقة، مؤكدًا أن التطور الأخير لا يُعرِّض فقط علاقات البلدين لخطر ماحق بل الإقليم برمته. تحوطات لازمة وأكدت الحكومة أن دولة جنوب السودان ظلت باستمرار تخطِّط وتدعم وتموِّل العمل العدائي المباشر وغير المباشر ضد البلاد، وأشار بيان لوزارة الإعلام إلى عودة هجليج إلى حظيرة الوطن في أقرب وقت، فيما ألمحت إلى التحوُّطات التي وضعتها وزارة الطاقة لتوفير المحروقات دون نقصان، ونبَّه البيان إلى أن أجهزة الدولة كلها تعمل بكفاءة عالية، ودعا لعدم الشعور بالهلع.