يوميًا تصادفنا أثناء جولات التسوق التي تحرق الجيوب أحداث تزيد من وطأة معاناة المواطن اليومية مع الغلاء وشماعة الدولار فنجد مراكز تستغل غفلة المواطن واستعجاله فتسرقه علنًا فمعظم البقالات الكبيرة التي تمتلك فروعًا وتحتل مراكز إستراتيجية تحتال على المواطن البسيط وهو لا يدري وحتى ان توقف فستجد مخرجًا له او كعادتنا في المسامحة قد يخجل كثيرون من المطالبة بحقوقهم وحتى لا يكون الحديث جزافًا فلابد من ذكر مواقف من حالات الغش التجاري في البقالات والصيدليات وغيرها.. في البقالة الكبيرة في العمارات التي معظم زبائنها من الاجانب والتي تبهرك بما تعرضه من منتجات لها اسماء غريبة بعد جولة تسوق طويلة وفاتورة اناخت كاهل الجيب واجرة العربة التي اوصلت الاغراض إلى المنزل فوجئت بان اكثر من نصف الاغراض انتهت مدة صلاحيتها منذ شهور بما فيها المعلبات التي تحدث حالات تسمم قاتلة! وحتى المعروضات التي عليها تخفيض كانت ايضًا مدة صلاحيتها منتهية ومازالت تُعرض وبالطبع تصرفت كعادة السودانيين مع القسمة والنصيب واستكثرت المشوار والقيت بنقودي في سلة القمامة وانا اتساءل عن حماية المستهلك الا تقوم بجولات على البقالات التي تبيع معروضات الرصيف جهارًا ونهارًا؟ وقبل ان اذكر الموقف القادم سأرمي بسؤال للقارئ هل تقرأ الفاتورة التي تعطيها لك البقالات بعد ان تدفع ثمنها ام تلقي بها قبل ان تخرج من البقالة؟ ان كانت اجابتك نعم فقد تكون تعرضت لعملية سرقة ضخمة من البائع الذي سلمك الفاتورة دون ان تدري والدليل على ذلك ماحدث مطلع هذا الشهر في احدى البقالات الضخمة التي لها فروع في كل مكان وتحتل حيزًا ضخمًا من شارع امتداد ناصر والتي انا زبون دائم اسوة بمئات عندها ولاول مرة بعد ان اوصلت الطلبية الضخمة الى المنزل جلست اتصفح الفاتوره وفجأة انتبهت الى منتجين مدسوسين في الفاتورة باسعار فلكية لم اطلبهما ولم اجدهما ضمن الاغراض فاتصلت على الرقم الموجود اخر الفاتورة وحكيت المشكلة وعدني بمراجعة الفاتورة قبل ان يحظر رقمي من الاتصال به في تجاهل متعمد لحق مواطن سرق نهارًا! فتساءلت عن كم الاغراض المدسوسة في الطلبيات التي يدفع ثمنها المواطن المغلوب على امره وهو لايدري لانه يثق في سمعة البقالة! وسنكتفي بهذا القدر مع البقالات ونعطي الصيدليات لانها الاخطر نماذج عن سرقة المواطن واهمال روح المرضى.. ففي الصيدلية الضخمة في شارع الستين قرأ الصيدلي الروشتة خطأ وبدلاً من اعطاء المريض حقن فيتامين اعطاه مسكن اقراص قبل ان ينتبه ابن المريض الذي يدرس بكلية طب الى الخطأ الفادح.. وقد يكون هذا الخطأ نعمة اذا ماقورن باهمال صيدلانية في صيدلية مستشفى خاص قدمت للمريض حقن فيتامين ك وحدث ان تحطمت الحقن فعاد مرة اخرى ليأخذ بديلاً لتخبره بكل جرأة ان الحقن مدة صلاحيتها منتهية وحصل خير انها تحطمت!! وماذا لو لم تتحطم فكيف الحال بمريضة اليرقان الانسدادي هل كانت لتفارق الحياة بسبب استهتار صيدلية في مستشفى؟ عزيزي المواطن تعلم الا تثق في احد البقال اللص والصيدلانية المستهترة ودائمًا اقرأ الروشتة قبل ان تخرج!