تمتلك ولاية شمال كردفان أكثر من 25 مليون رأس من الماشية بشتى أنواعها المختلفة من أبقار وضأن بنوعيه والماعز والإبل وغيرها من أنواع الحيوانات الأخرى مما جعل تلك الولاية في المرتبة الأولى من بين ولايات السودان الأخرى إنتاجاً لهذا المورد الذي يعتمد عليه السودان بصورة كبيرة في الصادرات التي تجلب العملة الصعبة للبلاد سواء كان ذلك عن طريق اللحوم التي تصدر للخارج أو الجلود المستخدَمة في صناعات عديدة، ويمكن للسودان الاستفادة بصورة أكبر مما عليه الآن من مورد الثروة الحيوانية، ولكن هذا يحتاج للدعم الولائي والمركزى في مجالات كثيرة من ضمنها الاحتياطي للأعلاف في حالة تذبذب الأمطار التي تساعد في توفير الكلأ للماشية والإرشاد الصحي والتوعية بأهمية هذا الكنز الثمين في دعم الاقتصاد الوطني ورفع المستوى المعيشي للفرد وتحقيق التنمية وإيجاد السوق بالأسعار المغرية مما يدفع الرعاة للاهتمام بتربية ورعاية الماشية لأنها تحقق المكاسب النقدية لهم وغيرها من الاهتمامات التي لا بد من توفرها حتى يعوض مورد الثروة الحيوانية مع موارد أخرى مثل الذهب والمحصولات الزراعية النقدية ما فقده السودان من موارد النفط بعد انفصال الجنوب، يقودنا هذا الحديث إلى تسليط الضوء على الثروة الحيوانية التي حبا الله بها كردفان عامة وشمال كردفان على وجه الخصوص، وقال وزير الثروة الحيوانية الفريق أول ركن محمد بشير سليمان إن الولاية تقدر عددية الماشية بها بحوالى أكثر من 25,700.000 رأس من الماشية وأكثر من 3 ملايين من أنواع الحيوانات الأخرى التي تستخدم في أغراض مختلفة، وأضاف سليمان أن صادر العام السابق 2011م من الولاية فاق 1.400,000رأس مؤكداً السعي الجاد هذا العام 2012 م لزيادة الصادر عن العام السابق، موضحًا أن وزارته وضعت السياسات والخطط الطموحة للمحافظة على الثروة الحيوانية بالولاية وزيادتها وتوفير كافة المدخلات التي من شأنها زيادة الإنتاج حتى ينعكس ذلك إيجاباً على الرعاة والاقتصاد بالولاية والسودان عامة.. ويقول الخبراء في المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني إن ولاية شمال كردفان تحتل مرتبة متقدمة في رعاية وتربية وتصدير الماشية مشيرين إلى أن أكبر المخاوف التي تعترض العمل الزراعي النباتي والحيواني خاصة سد النقص في الغذاء للحيوان في حالة قلة الأمطار علماً أن بعض المناطق في الولاية تعاني من شح المياه فضلاً عن المخاوف التي أشار لها المهتمون بهذا الشأن من مشكلات تنجم جراء دخول الرعاة إلى حدود دولة الجنوب بحثاً عن الغطاء النباتي والغذاء الذي تحتاج إليه الثروة الحيوانية بالولاية والولايات المتاخمة لدولة جنوب السودان، إلا أن الفريق سليمان بشير وزير الزراعة والثروة الحيوانية بشمال كردفان قال إن الولاية تسعى الآن جاهدة لزراعة الأعلاف في المناطق ذات الكثافة العالية من الماشية وذلك عبر المحفظات البنكية متطرقاً إلى أن هنالك فرقًا متخصصة قامت بعمليات مسح شاملة مسبقاً لتحديد المناطق المحتاجة لتوفير الأعلاف بها وفق السياسات والخطط الزراعية التي وضعتها الوزارة بصورة علمية وبالتنسيق مع الاتحادات الزراعية والبنوك الممولة لهذه المشروعات. وقال وزير الزراعة إن هنالك إستراتيجيات واضحة لإدارة الموارد الرعوية تضع في الاعتبار تحديد مصادر رعوية جديدة تستوعب الرحل مع تشجيع مشروعات الخريج المنتج في مجال إنتاج الأعلاف وقيام المزارع الرعوية ومزارع إنتاج الأعلاف، وقال إن هنالك عددًا من الورش العلمية التي عقدت خلال الثلاثة أشهر الماضية كل ذلك من أجل العلمية والسير في مسيرة النهوض بالزراعة بقطاعيها النباتي والحيواني حتى تسهم بشكل واضح وملموس في تنمية المجتمع والإسهام بدرجة كبيرة في الاقتصاد الوطني. كل ذلك يمكن أن يتحقق إذا ما تم إنزال كل هذه السياسات العلمية الواضحة لأرض الواقع، نعم، هنالك أعمال كبيرة قائمة الآن في سبيل تطوير العمل بقطاع الثروة الحيوانية على المستوى الولائي والمركزي ولكن هذا المورد الاقتصادي الكبير يحتاج لمجهودات أكبر وبالطبع العائد المادي والاقتصادي سيكون أكبر بكثير وتعود ثماره وفوائده لقطاعات متعددة في المجتمع منها تشغيل الخريجين الذين يتزايد عددهم يومياً وما أكثر الكليات والجامعات التي تخرج الآن المتخصصين في الشأن الزراعي والحيواني والبيئي وتنعكس كذلك مخرجات الاهتمام بموارد الثروة الحيوانية على الأفراد والولاية والبلاد عامة والاستثمار وتشجيعه يعزز ويساعد ويطور العمل في قطاع الثروة الحيوانية عن طريق التوسع الرأسي والأفقي فلذلك لا بد من وضع الاستثمارات في هذا الجانب من ضمن الأولويات حتى نستفيد من ثروتنا الحيوانية الكبيرة التي تحظى بها ولاية شمال كردفان.